الباسمية.. المحامي عبدالله راجي المجالي
عادت صور باسم عوض الله تتصدر الأخبار، وثمة تيار مؤيد وتيار صامت وتيار معارض على استحياء.. ولكن لنتفق فالأردن الان يمر على ما يبدو بمرحلة اسمها (الباسمية) ....
(والباسمية).. صارت أكبر من لحظة راهنة، وهي أقرب لمشروع في شكل إدارة الدولة، وإعطاء امتيازات للقطاع الخاص، وبرامج مكافحة الفقر والبطالة.. والأهم أنها لم تعد حالة اقتصادية محلية،بل صارت حالة في العلاقات الأردنية مع الخارج أيضاً..
في العالم ثمة مشاريع مهمة ارتبطت باشخاص، في الصين مثلا ظهرت (الماوية) وهي تتعاطى مع الثورة الثقافية في الصين على أنها، وجه الشيوعية وأعلى حالة تقدم شهدتها الإنسانية.. ودون خوض في تفاصيل (الماوية) وتعقيداتها.. إلا أنها نسبت (لماوتسي تونغ) ...
الديغوليه .. وقد بدأت في العام 1958 حين أسس الجنرال ديغول منهجا جديدا في حكم فرنسا، عبر وضعه دستورا يحترم أسس الجمهورية.. ومن أهم مميزات هذا الدستور أنه أعطى الحق للشعب في إختيار الرئيس لهذا أصبحت الديغولية في فرنسا، نهجا سياسيا ..يهدف إلى الوفاء لمن حرر فرنسا وأعاد ..بناء ديمقراطيتها , ونهجها ..بعد الإحتلال الألماني .
الناصرية ...وهي الحركة التي نشأت عقب تولي عبدالناصر مسئولية الحكم في مصر وكان إمتدادها عربيا , ولم يقتصر على مصر ..فقد نادت بالحرية والإشتراكية , ويسجل لمحمد حسنين هيكل أنه أول من أطلق هذا المصطلح ..وأعلنه على الملأ , والناصرية أنتجت حركة عدم الإنحياز ..وكانت مشروعا يحكم مصر , وأهميتها تكمن أيضا في أنها شكلت نموذجا ملهما لملايين الشباب العرب في الصراع مع إسرائيل , وفي التمسك بالحقوق العربية .
في الأردن إضافة للماوية والديغولية، والناصرية.. أنتجنا أيضا الباسمية, وأجزم أن الزمن لا يرحم، فإما أن نلتحق بنهج الباسمية.. وإما أن نتخلف عن القطار...
والباسمية، هي أبعد من بيروقراط الدولة ... وشكل أعلى , وهي أيدولوجيا لها أتباع يسمونهم في الإعلام (الديجتاليون) ...وبعضهم يسميهم (التيارات الليبرالية) ...وتلك ميزة هذه الحركة أنها تجمع الديجتالي مع الليبرالي ..لا ننسى أيضا أن الباسمية، تيار تشكل منذ بداية العام (2000) وهو نشط في الصالونات السياسية , ومتجذر في مؤسسات الدولة ... وميزة هذا التيار أنك تستطيع أن تكون من أتباعه دون أن تكون باسميا, فهو يعتمد على الأنصار .. ويعتمد على هواة الأضواء أيضا .
في الأردن ...الباسمية لدينا ,أيدولوجيا غطت النقص الذي إعترى الديغولية فهي قدمت مشروعا شاملا , الديغولية ركزت على إعادت إنتاج فرنسا سياسيا دون أن تتطرق للإقتصاد ...الماوية هي الأخرى ركزت على أن الأفكار اللينينة والماركسية , وتطبيقاتها الصعبة أحيانا في المجتمعات ..بعكس الباسمية , التي خصخصت حتى المواطن ولم تؤمن بصعوبة أي شيء ...والناصرية , كان مشروعها قوميا يصب في مسألة الصراع مع إسرائيل وبناء الدولة العربية , والوحدة ....الباسمية في هذا الجانب كانت أبعد من ذلك ...فهي أنتجت صراعا داخل كل مواطن , وأنتجت قلقا داخل كل قلب أردني ...
إذاً نحن أمام تيار عالمي جديد , أمام أيديولوجيا ومشروع نهضويااسمه (الباسمية) .... -