facebook twitter Youtube whatsapp Instagram nabd

أبعاد استراتيجية التفاوض الاسرائيلية - بقلم لافي العمارين

أبعاد استراتيجية التفاوض الاسرائيلية  بقلم لافي العمارين
القبة نيوز - لقد مضى على حرب غزة ما مضى ولا يزال التباين واضحا في فهم العملية التفاوضية بين الكيان الصهيوني وحماس، فجلنا يعلم بأن التفاوض ينتهي بأمر إيجابي ، ولكن في الواقع أن مفهوم التفاوض بالنسبة لإسرائيل يختلف تماماً عن ما تفسرة البشرية فتعاملت مع مفهوم التفاوض كمرحلة تكتيكية عسكرية في إطار الاستراتيجية الاسرائيلية ، في الوقت الذي ينظر الطرف الاخر بأن مرحلة ما قبل نهاية الحرب والهرولة خلف الاحلام
لقد استخدمت إسرائيل التفاوض كسلاح وذريعة لاستمرار عملياتها العسكرية من خلال المراوغة التفاوضية وإطالة أمد الحرب التي فشلت في تحقيقها مرحلياً، ولكن حقيقة الامر ان حرب غزة لم تكن إلا جزء من مشروع مستقبلي إسرائيلي تعد لتنفيذه ضمن استراتيجيتها الشاملة وهو تفريغ الارض من أهلها وتهجير أبناء الشعب الفلسطيني، فما يجري خلال توقف عمليات التفاوض أن إسرائيل تزيد من العمليات العسكرية على الارض التي تسبب تحريك السكان من منطقة لأخرى وهو ما يؤشر على إجراء مستقبلي بخصوص السكان ، في هذا الوقت سارعت الولايات المتحدة الامريكية الى بناء ميناء عام على سواحل غزة تحت مبرر الغايات الانسانية في حين أن الهدف الاستراتيجي لهذا الميناء توفير مخرج أمن لسكان القطاع في ظل صلابة الموقف المصري والاردني بخصوص خروج اللاجئين وتزامن ذلك مع إعلان أمريكا استعدادها لاستقبال لاجئين فلسطينيين على ارضها 0
نعم لقد نجحت إسرائيل في حصر طرق المساعدات الانسانية كورقة ضغط لديها لإجبار السكان على التوجه للمنطقة الامنة المعلن عنها وهي الميناء العائم ، أن أدارة إسرائيل لعملية التفاوض منحتها أوراق ضغط جديده ، فحركة حماس تتعامل مع المفاوضات كمرحلة تنهي الحرب الدائرة بيد أن إسرائيل بدأت تتفاوض على عملية التفاوض نفسها ،وتنظر الى المفاوضات من دائرة الصراع العربي الإسرائيلي وهو ما تستخدمه للتخفيف من حدة توتر الشارع الداخلي، ان صلابة موقف حماس زادت من العقد التفاوضية لديها فهاهي الان تفاوض على انهاء عملية رفح بينما استثمرت إسرائيل المدة التفاوضية لدخول رفح وامتلاك ورقة ضغط جديدة 0
تمتلك حماس اوراق ضغط محدودة فموقف المجتمع الدولي الذي تعول علية لم يخرج عن إطار التصريحات ولا يستطيع تنفيذ القرارات الدولية ، ثمة ورقة اخرى تتمثل في الضغط الداخلي لشارع الاسرائيلي على نتنياهو وهو ما تقوم إسرائيل بمعالجته من خلال أرسال وفودها التفاوضية محاولة أقناع الشارع بأن الكرة في مرمى حماس 0
نستخلص من هذه المؤشرات بأن الكيان الصهيوني يستخدم استراتيجيته التفاوضية في إطار مرحلة عسكرية لإنجاز هدفه الأسمى وهو تهجير السكان وإتمام مشروعة الصهيوني في المنطقة والذي يمكن اتمامه من خلال المراوغة في المفاوضات فهو يعي تماماً بأن مواصلة العمليات العسكرية تزيد من أوراق الضغط علية خارجياً وداخلياً

كلمات دلالية :

تابعوا القبة نيوز على
 
جميع الحقوق محفوظة للقبة نيوز © 2023
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( القبة نيوز )