facebook twitter Youtube whatsapp Instagram nabd

القيسي يكتب : اربعة أعوام على جائحة كــ.ـ،ـورونا ؛ هل عاد المجتمع كما كان ؟

القيسي يكتب : اربعة أعوام على جائحة كــ.ـ،ـورونا ؛ هل عاد المجتمع كما كان ؟
القبة نيوز - أربعة اعوام مرت منذ بدء سريان الإنذار العالمي بإنتشار وباء الكـــ.ــ،ـورونا ، فجميعنا نذكر تلك الأيام وحالة الخوف التي سادت المجتمعات بكافة اعراقها ودياناتها وما تبعه من ارتدادات اقتصادية وسياسية واجتماعية . ما اود التركيز عليه هنا هو بما يخص المجتمع .. وهل فعلاً فرض علينا هذا الوباء عادات اثرت سلباً في الترابط المجتمعي عموما ؟

من المعروف ان بنية المجتمعات تعتمد في رفاهيتها بالمقام الأول على العامل الإقتصادي والذي هو بلا شك يؤثر بشكل او بآخر على نمط الحياه فهو قادر على فرض قيود تؤثر في مستوى العلاقات الإجتماعية وانتشار الجريمة وتفكك العائلة وغيرها الكثير من القيود ؛ لذلك نجد ان الوباء قد ضرب شريان الحياه - الاقتصاد- فكان تأثيره اكبر لانه لانه ساهم بتغيير العديد من القيم والعادات وأثر في مستوى التماسك الأسري

ومما لا شك فيه وهو العامل الأخطر فكان تأثير الوباء في الجوانب النفسية والاجتماعية. فقد شعر الكثيرون بالعزلة الاجتماعية والقلق والضغط النفسي نتيجة للتباعد الاجتماعي والحجر الصحي. وقد شهدت مجتمعات عديدة زيادة في حالات الاكتئاب والقلق والإجهاد النفسي، مما أثر على جودة حياتهم وعلاقاتهم الاجتماعية.

مع مرور الوقت، بدأت المجتمعات في التكيف مع هذه الظروف الجديدة، حيث تطورت استراتيجيات جديدة للتواصل والعمل والتعليم عن بعد. كما ازداد الاهتمام بالصحة النفسية والرفاهية العامة، مع توجيه جهود لمكافحة العزلة الاجتماعية وتقديم الدعم النفسي للمحتاجين.

يمكن القول ان إجراءات الحجر الصحي والتباعد الاجتماعي فرضت عزلةً قسريةً على العديد من الأفراد، مما أدى إلى فقدان الاتصال المباشر مع الأصدقاء والعائلة والجيران، وهو ما أثر على الشعور بالوحدة والاكتئاب.
والذي بدوره ارتبط ارتباطاً وثيقاً وساهم بزيادة التوتر في العلاقات الأسرية بسبب زيادة الوقت الذي يمضيه الأفراد في المنزل، زادت الاحتمالات لحدوث التوتر والصراعات داخل الأسر، سواء بسبب الضغوطات المالية، أو الاختلافات في التفكير حول كيفية التعامل مع الجائحة وخصوصاً في ظل قلة الدعم الاجتماعي المعتاد والتي فرضته القيود على السفر والتجمعات الكبيرة، مما يمكن أن يؤدي إلى شعور بالعزلة والضياع لدى الأفراد الذين يعتمدون على هذا الدعم.

اليوم ونحن نعيش بما يمكن تسيمته "فترة انتقالية" تتسم بالتحديات ومن اهمها : كيفية إعادة بناء الروابط الاجتماعية التي تضررت خلال فترة العزلة والتباعد الاجتماعي؟

يمكن تحويل تلك التحديات الى فرص ؛ لبناء مجتمعات أكثر تلاحمًا وتضامنًا. من خلال دعم الأفراد وتوجيه سلوكهم والنهوض بهم ومساندتهم في تخطي تبعات الجائحة وذلك من خلال الاعمال التطوعية ، ودفعهم للمشاركة في الانشطة الثقافية والرياضية والترفيهيه ، وخلق فرص جديدة لزيادة الدخل من خلال تعلم أساليب جديدة في ريادة الأعمال خصوصاً في مجالات التكنولوجيا المختلفة

حمزة عامر القيسي 
رئيس مجلس إدارة مجموعة القبة الإعلامية 

كلمات دلالية :

تابعوا القبة نيوز على
 
جميع الحقوق محفوظة للقبة نيوز © 2023
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( القبة نيوز )