المعلم ضمير و الطالب أمانة ؛ فإذا ضاع الضمير ضاعت الأمانة.
القبة نيوز - د. محمد يوسف حسن بزبز
رئيس قسم الإعلام للواء الجامعة
سفير جائزة الملكة رانيا العبدالله للتميز التربوي
عزيزي المعلم،،،
تحية من القلب إلى القلب،،، وبعد :
تدريسك وجمال أسلوبك يكمن في تدريس الطلاب ذوي صعوبات التعلم وليس في تدريس الأذكياء فقط.
لا تعبس في وجه الطالب الذي تشعر أنه من ذوي صعوبات التعلم.
وتذكر أن الله عاتب أفضل معلم للبشرية على رجل أعمى لأنه عَبَس في وجهه و اتّجه لسادة القوم.
قال تعالى : "عبس وتولى أن جاءه الأعمى وما يدريك لعله يزكى أو يذكر فتنفعه الذكرى".
فما يدريك لعل الطالب الأعمى ( معرفيًا )... أن يتزكّى (سلوكًا و اجتهادًا ومعرفةً و تحصيلًا علميًا ).
أو يذكر فتنفعه الذكرى :
- يتذكر دروسه.
- يتذكر أن مكانته الرائعة تنتظره.
- يتذكر أهله و ثقتهم فيه.
- يتذكر زملاءه فينافسهم.
- يتذكر معلميه فيقدّر جهودهم.
وربما يكبر ويذكر جهودك معه وإخلاصك في تدريسه ؛ فيدعو لك... المهم أنه سيتذكّر (فتنفعه الذكرى).
عزيزي المعلم،،،
حاول أن لا تعبس في وجه الطالب، واترك لك ذكريات مفعمة بالإخلاص مع طلابك.
لا تكن مهتمًا فقط بالأذكياء و البارزين. فهولاء قد يستغنون عنك، و درجتهم قد لا تختلف إذا درّسهم غيرك.
قال تعالى : " أما من استغنى فأنت له تصدى ".
أي تتعرض له بالاقبال عليه!
لا تلتفت فقط إلى أسئلة هؤلاء المستغنيين، و تنسَ و تتغافل عن أسئلة الساعين.
قال تعالى :
"و أما من جاءك يسعى و هو يخشى فأنت عنه تلهّى".
لا تتلهى عن أي طالب يسعى إلى المدرسة، ويكفيك أنه يحضر يوميًا !! ولكن تخونه ذاكرته و قدراته.
فهو يخشى الرسوب !!
يخشى توبيخ زملاءه ومعلميه!!
يخشى أن يفقد ثقته بنفسه و ثقة أهله به !!
لا تتلهّى عن الطالب الذي يجلس آخر الصف _ فهو يخشى الظهور ( انطوائي، أو مكتئب، أو يعاني من الرهاب الاجتماعي ...).
بعد نزول أول سورة (عَبَس) كان نبينا محمد صلى الله عليه وسلم يستقبل الأعمى و يستبشر بقدومه ويقول له: " مرحبًا بمن عاتبني فيه ربي"، والأعمى هو الصحابي الجليل عبدالله ابن أم مكتوم.
وسورة عبس هي أسلوب تدريس لرسول الله ، ثم لكل معلم الخير للبشر من بعده!!
وتذكر عزيزي المعلم أن :
في كل صف يوجد عبدالله ابن أم مكتوم.
ليس شرطًا أن يكون أعمى البصر ، لكن قد يكون :
أعمى البصيرة، أعمى عن الفهم، أعمى عن الطريقة المناسبة، أعمى عن القدرة على التركيز، أعمى عن الشغف و الاهتمام، أعمى عن مذاكرته و كتبه ودراسته، أو أعمى عن مكانته و عظيم شأنه الذي خلقه الله له ، فهو كسائر البَشر خليفة الله في الأرض !.
لا تسمح للأيام أن تجعله يستمر في العمى، وحاول أن تساعده لكي يبصر.
أقبل على طلابك و تعامل معهم بأسلوب نبينا محمد صلى الله عليه وسلم،،، " أهلاً بمن عاتبني فيه ربي".
فالمعلم ضمير و الطالب أمانة ؛ فإذا ضاع الضمير ضاعت الأمانة.
بوركت جهودكم صانعي المستقبل.