مدونة السلوك الوظيفي... نسرين ابوالرُب
القبة نيوز-
تجاوزت خدمتي في ميدان التربية والتعليم العشرين عاماً كمعلمة، وبعد مضي هذه الخبرة الطويلة بماحملتْ من عطاء وإنجاز وتخريج أجيال متعددة شعرتُ لزاماً عليّ أن أكتب هذه المقالة حول مدونة السلوك الوظيفي وكيفية تحويل مضامينها من قِبل الموظف إلى واقع ملموس.
أرى أن مدونة السلوك الوظيفي وأخلاقيات المهنة بينهما رابط متين. فالموظف المنتمي لمهنته ومدرسته ووطنه عليه أن يسخر أفكاره وطاقاته وقدراته في خدمة العملية التعليمية والتربوية وطلبته فإنها أمانة حملها ثقيل سنسأل عنها أمام الله.
ولينجح الموظف في إيجاد بيئة عمل داعمة ومستقرة عليه أن يعرف ماله وماعليه من حقوق وواجبات دون مبالغات وتعقيدات. ولا بد أن يشكل وزملاءه ومديره جسراً يعبر من خلاله أبناؤنا الطلبة إلى بر الأمان. فيعمل بروح الفريق وبرؤية واضحة ورسالة سامية لا لأنه ينتظر راتباً آخر الشهر يعمل بشغف ومسؤولية وحس عالٍ تجاه مؤسسته التربوية لإنها تمثل جزءاً من الوطن والنهوض بها هو نهوض بالوطن.
وأيقنتُ أن أسهل الطرق وأشدها متانة لعلاقة مريحة مستقرة في العمل مماينعكس إيجابياً عليّ وعلى طالباتي ومدرستي هو العطاء والاخلاص وسعة الصدر والصبر وبعد النظر والحكمة. والمرونة في مواضعها والشِدة في مواضعها.
فهذا جزء هام من أخلاقيات المهنة وتطبيق مدونة السلوك الوظيفي التي تضبط مؤسساتنا التربوية وتسهم في تطورها وسرعة الانجاز فيها وتحقيق الأهداف المرجوة.
ولم أرَ في يومٍ من الأيام أن من أخلاقيات المهنة الدخول في صراعات دائمة مع الادارات المدرسية والزميلات وكأنني قادمة إلى ساحة الوغى ياغالب يامغلوب. فقد تعلمنا من مدونة السلوك الوظيفي أن علينا الحُلم والأناة وتغليب المصلحة الجماعية على الفردية. ومصلحة المؤسسة فوق كل اعتبار.
فالموظف الناجح يتجاوز ويتجاوز لايقف على الهفوات والهنّات البسيطة ويدرك أن في كل مؤسسة مدير وقائد لها هو المسؤول والموجه وعليه أن يتقن مهارات التواصل مع مديره وزملائه وكل من في المؤسسة ويتكامل معهم في الرؤية والعمل ويتشارك وإياهم المنجزات والأهداف والتخطيط ويضع صوب عينه نهضة مؤسسته. لا أن يغرق في صراعات عقيمة لاتسمن ولاتغني من جوع ممايسبب الارباك للعمل والجهد المهدور بلاطائل.
ولابد أن تربطني وزملائي علاقة مبنية على الاحترام والتعاون المتبادل والهدف الواحد وهو طلبتنا ومؤسساتنا. وقد التحقنا بمهنة التعليم وأقسمنا أن نخلص فيها ومدونة السلوك الوظيفي بتفصيلاتها عندما يطبق كل فرد بالمؤسسة ماله وماعليه تؤتي أُكلها وتنهض بجميع قطاعات الوطن ومؤسساته ونحن بناة أمة وصُنّاع مجد. والأجدر بنا دائما أن نكون في مقدمة الرَكب فمسؤوليتنا جماعية. وما خُلقت ووجدت المؤسسات التربوية إلا لأن رسالتنا عالية سامية ونحن نعتز ونفتخر بتحقيقها مخلصين متعاونين متكاتفين. والمعلم حامل للقلم في يد والطبشورة في الأخرى.
وفي الختام.... أُزجي التحية والسلام والتقدير لكل موظف في مؤسسته أعطى وأخلص وتكامل مع مؤسسته وسعى نحو نهضتها بكل ضمير حي وإخلاص.
ولننثر المحبة والعطاء والسلام أينما حللنا، ولنرفدَ مؤسساتنا بأفكار إبداعية ريادية، ولندعمْ طلبتنا ونساندهم دوماً، فسنرحل ولن نترك إلا مازرعنا من أثرٍ طيب وعمل صالح.
وفقنا الله جميعاً لمافيه الخير والصلاح وخدمة الأردن في ظل حضرة صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله.
المعلمة. #نسرين_أبوالرُّب