معاً لايقاف نسل دولة فلان
بقلم اسيل الحنيطي
نقاشٌ عائلي ذو طابع سياسي اقتصادي اجتماعي، ولا اخفيكم علماً حول امنياتي بأن يكون نقاشنا الاخير لما خلفه من ندوبٍ وحسرات في قلوبنا اجمع دون أي استثناء.
على لحن فرقعة ثلاث حبات من (الكستنا) بدأ النقاش المزعوم بسؤال من اصغرنا سنا: ( احنا 8 ليش 3 حبات بس ؟؟) الى ان انتهينا بجملة مشتركة (نسل ما بنقطع).
يبحثون في المكان المرموق ما يطلقون عليها (الموزانة العامة)، وفي زقاق مجامع الشباب (الوظائف والبطالة)، وبين هذا وذاك تضاريس إعتدنا حفظها في كتاب الجغرافيا اللعين.
يقولون (نقص) وعلى الضفة المقابلة امنيات جيل واعد تمركزت في عنق رحم الحياة، ليس امامهم سوا اجهاضها والا فقدوا اخر ما يربطهم بالبقاء الا وهو ذرتين اكسجين على عجل.
منذ سنوات والجدير بالذكر انني اواسي نفسي بتقليل المدة الزمنية عوضا عن كتابة منذ نعومة اظافري، ونحن نطالب بوظيفة تسد باب جوع او رغبة او شهوة او حتى طيش عابر او نزوة تُعلمنا درساً نُلقنه لأبنائنا لاحقا، والمشكوك بوجودهم يوما في ظل ظروف سحقت قصص حب شهدت عليها كلمات اغنية
يا سعد لو تشوف الشيب ماني بشايب .. لابسات البراقع يا سعد شيبني.
اصبروا ، اهتفوا، اضغطوا، ابحثوا، تعلموا، جميع صيغ الامر قيلت لنا في مناسباتهم الوطنية، واحتفالتهم الموسمية، وبين لقاء الدول الاشقاء، وفي مقابلة شخصية تكللها غرور دولة فلان، وانشغال معالي علنتان، واما سعادة البيك فهو في دائرة الأراضي يسعى للشراء، واخر تجده بين شوارع المنطقة التي لا يسكنها مواطن بدون مسمى وظيفي يتطلب تحية، عله يوظف ابنته التي التحقت بالجامعة هذا العام، ربما قد تكون اكثرنا ذكاءا ومهنية وحاجة، الله وهم يدرون فقط.
اخبرونا بالكثير ولم يخبروننا يوما كيف نتقبل ان الفلاح ابنه فلاح، بغض النظر عن أي مهارات نمتلكها او لغات ننطقها او درجة علمية قد مُنحت لنا بعد جهد وعناء يدرون ولا يدرون.
الى متى سنصمت ؟ الى متى سيبقى هذا الحال ؟؟
لا إجابة تذكر اغلقوا هواتفكم النقالة، فلا مزيد من البحث عن وظائف، وسجلوا الخروج من مجموعات الفيسبوك المتخصصة بنشر فرص عمل، ودعونا نؤسس مبادرة جديدة او مثلا انطلاقة فريدة بعنوان (مطلوب واسطة)، لان الحقيقة المرة والتي تعرفونها جيدا وتتغاضون عنها أحيانا كما افعل وعلى لسان إخواننا في مصر "مفش فيدة".
الواسطة والمحسوبية باقية لا محال ففلان مجبرا ان يعين ابن اخته، وابن اخته لا بد ان يجد وظيفة تليق بنسيبه، ونسيبه لن يقبل الا بوظيفة لابنه، وابنه لا بد ان يثبت زوجته وعلى هذا النهج نسير.
وفي نهاية حديثي،مقالي، فضفضتي ان شئتم اطلب منك على استحياء ان تكفوا عن المناداة بالعدل والمساواة فلا عادل سوا الله، وحاولوا ان تناقشوا في زقاق مجامعكم عن جمال الجنة مثلا او صفقوا لهم مع كل مسمى وظيفي سيكسبوه وهزوا برؤوسكم فرحا حول انجازاتهم وتظاهروا بالتصديق.
وهنا تفسير لبداية الحديث ان ثلاث حبات من الكستنا ما هي الا نتاج منزل يسكنه ثمانية اشخاص يملكون من الدرجات العلمية والثقافية والخبرات ما افتقدوها هم الا انه الفلاح والراعي والعادي كما ينعتوننا يبقى كما هو ما دام نسلهم لا ينقطع.