facebook twitter Youtube whatsapp Instagram nabd

شموخ الضاد واللغة العربية

شموخ الضاد واللغة العربية
حسن محمد الزبن
القبة نيوز- بالأمس الثامن عشر من كانون الأول كان اليوم العالمي للغة العربية، وهو إقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة بتاريخ 18 كانون الأول لعام 1973م، بأهمية اللغة العربية واعتبارها لغة معتمدة في المنظمة، كونها تعد من أكثر لغات العالم تداولا وانتشارا، فيتحدث بها ما يقارب (467) مليون نسمة من العرب حول العالم، وستبقى هذه اللغة حيّة ومتدفقة وخالدة وقد شرفها الله بتشريف منه بتعزيز أهميتها ووجودها أن أنزل الله القرآن الكريم بلسان عربي.
هذه اللغة نطق بها سيدنا آدم عليه السلام، وهذه اللغة لغة الوحي في الخطاب الإلهي على لسان جبريل عليه السلام فيما يبلغ من آيات عن رب العزة لسيدنا سيد الخلق النبي العظيم محمد صلى الله عليه وسلم، فهي إذن من عمر الإنسان، وهي على امتدادها التاريخي حتى يومنا هذا تعتبر معجزة في كينونتها وخصائصها المتجددة والمتطورة والمواكبة للمعاصرة حتى يومنا هذا.
ويأتي الاحتفاء بهذه اللغة لإثراء العالم بتاريخها وتطورها وتميزها بالمرونة المدهشة والمترادفات فيها، عزّ أن تجد مثلها في كل لغات العالم، وأن تكون لها الحظوة وتسيدها، وتعزيز وجودها ووجود العرب وفضل تاريخهم، وأن الفصاحة انطلقت من رحابهم، وخلدت بأشعارهم وأمثالهم ودواوينهم ومجالسهم، لما فيها من البلاغة والدقة، ولما فيها من قوة في التعبير، وحضور للإحساس والمشاعر فيما يخص الحياة، وهي ذاتها اللغة التي خطّ فيها علماء العرب والمسلمين فكرهم في مختلف العلوم الدينية والسياسية والاجتماعية والطبية والإنسانية والتاريخية، وكانت هذه العلوم الأساس الذي بنى عليه الغرب تاريخهم المتقدم علميا الآن، فكمْ من المخطوطات العربية النادرة التي تعتبر من الذخائر والكنوز بالنسبة لهم، قد استثمروها وعلماؤهم وبنوا عليها في تقدمهم وريادتهم على العالم.
وستبقى هذه اللغة لغة التواصل والالتقاء بين شعوب الأرض، وبالذات الشعوب العربية مهما تعددت اللغات التي تجاورها من باقي لغات العالم الدراجة الآن، وباعتراف علماء ومفكرين؛ فنجد الفرنسي أرنست رينان يقول" اللغة العربية بدأت فجأة على غاية الكمال، وهذا أغرب ما وقع في تاريخ البشر، فليس لها طفولة أو شيخوخة". ويقول وليم ورك" إن للعربية لينا ومرونة يمكنانها من التكيف وفقا لمقتضيات العصر." ويقول فرتياغ الألماني الجنسية عنها" اللغة العربية أغنى لغات العالم".
وقال غيرهم كثير في فضل اللغة العربية، شهادة من أهلها وغير أهلها من الأدباء والمفكرين وبينوا ما تجتمع في جنباتها وحناياها من خصائص تعبر عن السمات المتفردة فيها على غيرها.
إن هذه اللغة أثرت في كل لغات العالم من الفارسية، والسريانية، والقبطية، والبربرية، والسواحلية، والأوردية، والتركية، والمالاوية، والسنغالية، والأسبانية، والبرتغالية، والألمانية، والإيطالية، والإنجليزية، والفرنسية، وغيرها ما لا تسعفني الذاكرة لذكره.
ستظل هذه اللغة تحمل كل مقومات قوتها وشموخها وعنفوانها، بتجاوزها كل تحديات التشويه والتطاول عليها، وستبقى الفصحى العربية لغة القرآن الكريم وإعجازه، وستبقى لغة أول البشر، وستبقى سيدة الصحن الكوني إلى ما شاء الله.
تابعوا القبة نيوز على
 
جميع الحقوق محفوظة للقبة نيوز © 2023
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( القبة نيوز )