" رشة مطر تشرين "
بقلم نسرين أبو الرب
انعشت الروح وأيقظت مواسم قطف الزيتون وبواكير الزيت البلدي ، وانتشت الأرض جذلى وتسربت إلى مساماتها رائحة الحياة والخلود وأعلنت الأرض اليقظة بعد الهجود ، وانتفض ريش عصفور بلل جناحيه قطر المطر.
ومذياع القهوة ينادي على عشاقها وفيروز حاضرة في المكان " رجعت الشتوية ".
رمى "جليل" بجسده المثقل بِأعباء أسبوع مكتظ بالعمل على كرسي في القهوة يستنشق هواء الأرض لتستقر في رئتيه الغائمة من دخان السجائر .
امتزجت حبات المطر بتراب الأرض لتشكل طيناً موسوماً بميلاد حياة جديدة في منزل " محسن " الذي جاءته البشارة بميلاد " غيث " .
وقفت "وردة" تحت المطر تفتح ذراعيها مستقبلة مستبشرة بقدومه تراءى لها حبيبها الذي ودعته وأودعته بين الغيم مسافراً قبل أشهر خلت .
وسمعتُ صوت " أم محسن " تدعو على سجادة صلاتها الدمشقية " يارب حوّط محسن وعليا برعايتك "
تهلل وجه جدي بالبشر غدا متورداً كَشاب في مقتبل العمر فمزرعته حبلى بخير وفير من زيتها وزيتونها هذا العام .
غابت الشمس بحياء فتاة عذراء ملأت الغيوم السكر ية سدة السماء إيذاناً بأن القادم بركة من رب السماء .
مطر ناعم ، يهمس بين الأجمات يهمس من بين الأشجار مطر عامر بالنعمى والرحمات .