علبة حليب ...
الفقر .. العوز .. الحاجة كلمات تقود لنفس المعنى ونراه في كثير من الوجوه منها ما يطلب الناس ومنها متعفف رغم فقره .. رغم بؤسه .
من منا لم يسمع بفقير .. من منا لم يشاهد فقير .. من ومن ومن .. انه الفقر لو تعلمون ما هو لا يعلمه الا من يعيش فيه .. الفقر مؤلم وعلاجه لا يكون بطرد غذائي أو حقيبة مدرسية أو بشريحة دواء أو دفع فاتورة كهرباء وماء .
الفقر ليس أحد المواسم انه حالة يعيشها من يقع فيها .. ببساطة عندما يطلب ابنك أو ابنتك مصروفا للمدرسة ولا تستطيع اعطاءه أو عندما يبكي طفلك ليلا لعدم القدرة على توفير علبة حليب وغيره من المستلزمات المعيشية .
الفقر يا سادة عندما يكون كيلوا البندورة بعشرة قروش وأنت لا تملكها .. الفقر عندما تبيت العائلة وليس في البيت رغيف خبز .. الفقر عندما ينكسر ايجار البيت وتتراكم فواتير الكهرباء والماء .. نعم أيها السادة الفقر مؤلم وموجع جدا .. الفقر لا يحد منه مساعدة جمعية أو بعض من النقود يدفعها متسلق لرغبة في نفسه .
لم نولد كلنا أغنياء وكثير منا شاهد وسمع خلال سنوات حياته كثير من صور الفقر أو جربها بنفسه حتى أنه عاشها .. هل وقفت يوما على الطريق ولم يكن معك ثمن الموصلات واضطررت للمشي ومن منا لم يستطع المشاركة بواجب لقلة ذات اليد .. من لم يقدر على شراء الدواء .. من لم يقدر على شراء دفاتر .. من نام ذلك اليوم دون عشاء صور الفقر كثيرة ومتعددة الألوان .. هل الفقر بحاجة للوقوف دقيقة صمت لا أعتقد ذلك فالفقر مؤلم وفيه الكثير من الوجع .
علبة حليب لطفل لا يجدها ونام باكيا هي واحدة من تلك الصور لذلك الفقر المؤلم الذي لا يرحم ولا يعذر .
ابراهيم خطيب الصرايره
كاتب وباحث
















