facebook twitter Youtube whatsapp Instagram nabd

دور وسائل الإعلام في مكافحة العنف المجتمعي :

دور وسائل الإعلام في مكافحة العنف المجتمعي :
 د. نسيم أبو خضير 

القبة نيوز- يرجع إنتشار العنف وتاثيره على أفراد المجتمع إلى المشكلات والصعاب التي يواجهونها ، ونظراً لضعف المستوى الثقافي وضيق الأفق المعلوماتي ، وقلة الخبرات الحياتية وعدم القدره على المواجهة والتحدي ، زاد تاثير العنف عليهم ، مما أدى في كثير من الأحيان إلى إصابتهم بالإحباط واليأس والشعور بالخوف مما هو قادم .
فالعنف قديم قدم البشرية ، ولعل أول جرائم العنف إرتكبت كانت جريمة إبنيِّ آدم ، والذي قتل أحدهما الآخر بسلوك عدواني ، وحقد أضمرته نفسه ضد شقيقه ، وقام بها طاعةً لنفسه التي أمرته بان يُقابل أخاه بكل عنف وعدوانية ، فوقع عليه فقتله.
وكما جاء في تعريف العنف : " أنه الشيء المعبر بصدق عن كيفية إستعمال القدرة الجسمانية إما ضد النفس أو ضد الغير ، ليُحْدث إغتيال نفس أو إحداث إصابة أو عمل شيء قسرا دون موافقة الغير عليه ، أو يؤدي بعمل ما إلى الإيلام ، إما بالأذى الذي يؤدي إلى القتل المعنوي أو القتل الحقيقي ".
وذكر قاموس" Webster " أن من معاني العنف " ممارسة القوة الجسدية بغرض الإضرار بالغير ، وتعني بمفهوم العنف هنا تعمد الإضرار بالمرأة أو الطفل ، وقد يكون شكل هذا الضرر المادي من خلال ممارسة القوة الجسدية بالضرب أو معنوي من خلال تعمد الإهانة المعنوية للمرأة أو الطفل بالسباب أو التجريح أو الإهانة".
كل هذه الأشياء كان يمكن السيطرة عليها والإقلال من أضرارها إذا ماعولجت بطريقة إعلامية إيجابية بدراسة الظروف والملابسات وتحديد أسبابها ودوافعها ، ونزع فتيل إستفحالها والعمل على التخفيف من حدتها . والآن وبعد أن صار العالم بأكمله قرية صغيرة مفتوحة على بعضها البعض فإن عصر الفضائيات والقنوات المفتوحة صار لها تاثير بالكلمة والصوت والصورة على أفراد المجتمع تأثيراً مباشراً لا يحتاج إلى وسيط لتوصيله ، وقد سيطر جهاز التلفزيون ببرامجه ومنوعاته ، وكذلك الإذاعة وشبكة المعلومات الدولية والصحافة التي أصبحت من أبرز رسائلها الإتصال الجماهيري ذات التأثير المباشر على الجمهور . ونتج عن هذا معرفة ماهية وسائل الإعلام وإمكانياتها الهائله التي يمكن من خلالها إحداث تغيير في المجتمع وإشاعة السكينة من خلال ما يمكن أن تتناوله بالصوت والصورة والكلمة المسموعة، وكذلك المقروءة التي تدعو لنبذ العنف والتمسك بالأخلاق والقيم .
لذا فإن دور وسائل الإعلام غرس وإنماء الثقة لديهم ، ومد الأفراد بالسكينة والطمأنينه، وهو من أهم الأدوار التي تؤديها أهم المؤسسات بالدول جميعاً.
إن وسائل الإعلام يمكنها أن تخترق الأجواء والجبال وتعبر المحيطات والبحار ، وتنفذ من الجدران والأسوار وتصل بكل سهولة ويسر إلى كل فرد في المجتمع .
إن وسائل الإعلام المكتوبة والمسموعة والمرئية تقوم بتوجيه رسائلها إلى الجمهور المتلقي لها إما بالقراءة أو بالإستماع أو بالمشاهدة ، هذه الرسائل لها مردودها عند المتلقين إما بالإيجاب أو بالسلب ، ومن منطلق الدور الذي تلعبه وسائل الإعلام في المجتمع من حيث التثقيف والتعليم والترفيه وتقديم المعلومات والبيانات والأخبار ، يمكن إغتنام هذا الدور في توجيه النقد للسلوك الإجرامي والتركيز على نبذ العنف والقضاء عليه بل و التشجيع على مكافحه العنف بكل السبل المتاحه والمشروعه من خلال الأفلام التي لها تقدير وإحترام عند القارئ للصحف والأعمال التلفزيونية التي تقلص من وجود العنف داخل المجتمع و عبر المذياع الذي يمكن أن يقدم كل فضيلة ويؤكد على ذم الرذيلة والعنف والسلوك الإجرامي والحرص من خلال وسائل الإعلام على مكافحه جرائم العنف والقضاء عليها . إن جرائم العنف تتعدد وتختلف أنواعها من مكان إلى اخر ومن مجتمع الى آخر، وتتنوع الأشكال والأساليب بل والأسباب المؤدية اليه ، فمثلاً هناك :
العنف الإجتماعي :الذي يحدث بين أبناء منطقه واحدة.
والعنف الأسرى :
الذي يحدث بين الآباء بعضهم البعض أو بين الآباء وأبنائهم .
وقد يكون عنفاً مدرسياً ، وقد يكون عنفا سياسيا ، الذي يأتي في صورة أعمال التدمير والتخريب والإضرار في مؤسسات وهيئات الدولة أو إلحاق الأذى بالمواطنين . وهناك أيضاً عنف إقتصادي بإستخدام آليات ووسائل تؤدي إلى إستنزاف ثروات الدولة واستهداف مواردها وجعلها تبدو وكأنها منهارة لا تقوى على تلبية احتياجات مواطنيها والوصول إلى مرحلة زعزعة الثقة لدى المواطنين في المؤسسه الحكومية .
ويعتبر التلفزيون أهم وأقوى الوسائل الإعلامية التي تعمل على كشف العنف ، وذلك لسهولة الإنتقال السريع الى مكان الحدث ونقله على الهواء مباشرة أو نقل الآثار المترتبه عليه في وقتها ، ويتلقاها جمهور عريض ومتنوع في الشوارع و في المقاهي و في النوادي ، ولأنه يوجه رسالته للمتعلم وغير المتعلم ويفهمه كلاهما.
ومن هنا نجد أن هذا لا يقلل أيضا من شأن الصحف التي تعد من أهم وسائل الإعلام تأثيراً فالقارئ يمكن له إستعادة مانشر بها مرة ومرات وإعادة قراءته في أي وقت وأي مكان. أيضا الإذاعة هي الأخرى لها دورها وتأثيرها على جمهور المستمعين الذي يمكن ان يتلقاها وهو يتجول في الشوارع سيراً على الأقدام أو يجلس في مقهى أو نادي أو وهو يقود سيارته من خلال توجيه المؤشر على إحدى المحطات الإذاعيه ليتلقى إما برامج أو مسلسلات أو ندوة.
من هنا فإن لوسائل الإعلام في مكافحة الجريمة دور هام ، ودور وطني ، ودور إيجابي لايستهان به ، فمن خلال عناصرها سواء الكلمة الكتوبة أو المذياع أو الصورة أو عبر الانترنت يمكن تسخير كل هذا لإظهار الوجه القبيح للعنف وجرائمه وتوضيح الأضرار المترتبة على إستخدامه وإظهار الجانب المشرق في القضاء عليه ، والخلاص منه .
تابعوا القبة نيوز على
 
جميع الحقوق محفوظة للقبة نيوز © 2023
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( القبة نيوز )