facebook twitter Youtube whatsapp Instagram nabd

ابو خضير يكتب : صحون متلتله

ابو خضير يكتب : صحون متلتله
الدكتور نسيم ابو خضير.


القبة نيوز- إستوقفني منظر يتكرر في الفنادق أثناء إنعقاد المؤتمرات أو ورش العمل ، والندوات ، أو الدعوات العامة كالأعراس وغيرها ، في الصالات.
منظر مؤلم من البعض ، حينما يذهيبون إلى المطعم أو صالة الطعام ، ويأخذ كل واحد صحنه أمام البوفيه المفتوح ، ويبدأ يضع في صحنه الطعام ، ويراكم فيه كالجبل ، تعلوه قطع اللحم ، والدجاج ، والسمك وغيرها ، مما هو موجود من أشكال الطعام ، إلى جانب صحن المقبلات ، الذي لايُبقي ولايذر مما هو موجود.
ويذهب إلى طاولة الجلوس ، ويبدأ بتناول الطعام ، يأكل ، ويأكل حتى يشبع ، ومع ذلك إذا نظرت للصحون التي أمامه ، تجد مابقي فيها من طعام يحتوي اللحم ، والدجاج ، والسمك مايكفي طعاماً لشخصين آخرين على الأقل ، ولايقف الأمر هنا ، بل يذهب ليأتي بما هب ودب من الحلوى والفواكه ، فلا يأكل منه إلا القليل .
كل هذا الذي بقي في الصحون من طعام ، وشراب ، ومقبلات ، وحلوى ، وفواكه ، سيكون مآله إلى حاوية النفايات ، من غير أن يأبه هذا الشخص المدعو لهذا التصرف المرفوض أخلاقياً ، ودينياً .
لماذا هذا السلوك الخاطئ ؟
لماذا هذا الشره اللأخلاقي؟
لماذا هذا الإسراف اللامسؤول؟
كيف لنا أن نضبط تصرفات هؤلاء الأشخاص المسرفين؟
أليس ديننا وعقيدتنا تأمرنا بعدم الإسراف والتبذير؟
لماذا لايأخذ الشخص مايكفيه فقط ؟ وإن رأى أنه بحاجة للقليل أيضاً ، أن يعود ويحضر مايكفيه؟
لماذا لايتم وضع تنبيه أن مايتبقى من طعام ، وحلوى ، وغيرها ، يتم محاسبة الشخص عليه من حسابه الخاص ؟
أليس الإسراف والتبذير ، محرم أخلاقياً ، ودينياً ، وإنسانياً .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كلُوا واشربوا وتصدَّقوا في غيرِ مخيلةٍ ولا سرفٍ ) الإسراف الإسراف لغةً : مأخوذ من مادّة سَرَف ، وهي مجاوزة الحدّ في كل ما يأتيه الإنسان من الأفعال .
أمّا اصطلاحاً فالإسراف : هو مجاوزة الحدّ المعتدل ، ممّا يرغب الإنسان فيه ، ويحبّ . فيأخذ زيادة على ما ينبغي فيما لا ينبغي ، فيتجاوز بذلك في الكمية التي يحتاجها .
الإسراف أن يزيد المرء فيما لا ضرورةَ له ، ولا داعيَ له ، وإن كان مباحاً .
وهو من السلوكيات المقيتة التي تترتب عليها مفاسدُ كثيرة ومهمة ، وأضرار إقتصادية ، وأضرار مجتمعية ، وأخلاقية ، وقد يكون الإسراف فردياً ، أو جماعياً ، أمّا الفرديّ فيتمثل في المجاوزة في الاستعمال كالمجاوزة في إستهلاك الأطعمة ، والمشروبات.
وهذا يؤدي إلى إلحاقُ الضرر في البدن ، وإلحاق الضرر في الإقتصاد، ومشاركةُ الشيطان المسرفَ في حياته ، أي فيما يأكل، ويشرب ، فالإسرافُ إحدى صفات إخوان الشياطين ، حيث يدعو الشيطانُ الإنسانَ إلى التحلّي بالخصال الذميمة ، فيؤدي اعتياد المرء الى السؤال والحساب يومَ القيامة عمّا أسرف ، وضيّع ، فعاقبة الإسراف يوم القيامة عاقبة وخيمة.

تابعوا القبة نيوز على
 
جميع الحقوق محفوظة للقبة نيوز © 2023
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( القبة نيوز )