facebook twitter Youtube whatsapp Instagram nabd

الأزايدة تكتب : هذا الشبل من ذاك الأسد

الأزايدة تكتب : هذا الشبل من ذاك الأسد

أريج الأزايدة 

القبة نيوز- كان يا ما كان في سالف العصر والزمان في إحدى البلدان، حاكم لا يُضام ... من رآه هابه؛ صلب حاد حر محنك.. من رافقه أحبه؛ ودود لين معطاء، يسعى دوما إلى تقديم العون لرعيته ولكل غريب محتاج ...

(الأم): يا بني ذلك الحاكم مهما تكلمت عنه لن أتمكن من وصفه، إنه الحضور الدائم الأبدي؛ جسد وروح..

(الابن): أمي! ما بك؟ لقد تغير صوتك فجأة!!

(تنهيده عميقة من الأم): إييييييه نعم، هي حال الدنيا حينما تتبدل ليالٍ ويأتي حلكها، فقد داهم الحاكم مرض عضال، اشتد عليه وبدت آثاره جسيمة، لم يمهله كثيرا، وفي خضم الحالة، خيم الحزن على العائلة الحاكمة وسكان البلاد جميعهم.. في ذلك الوقت استشعر الابن الأكبر للحاكم حدة الموقف، وبدأ يفكر بما هو قادم لا محالة...

(تكمل الأم ..): أيام قليلة، وبعدها حدث المصاب الجلل؛.. توفي الحاكم الفذ.. -رحمه الله - ذاك الوقع المر أدمى قلوب كل قريب وبعيد، عدو وصديق.. كانت جنازة مهيبة زحف إليها الجميع حضرها القاسي والداني.. من كل حدب وصوب..

وكما هو معلوم ثابت، نُصب الابن الأكبر حاكما جديدا للبلاد؛ ليخلف ذلك الإرث العظيم.. التركه الجليلة.. المكانة الراسخة.. ذاك الأمير الذي كان يرى الحاكم نفسه به، وقد نذره لشعبه يوما، بات في مقامه... حمل صفاته، ذات الفِكَر،الحكمة، المكانة، التسامح، القبول...

أتعلم عمن أتكلم يا بني؟ إنه حاكمنا المعظم "عبدالله الثاني بن الحسين"...

(الابن): أمي اخالك تتحدثين وكأنهما شخص واحد!!...

تماما بني، فعلى الرغم من رفعته ومكانته كحاكم وقائد عسكري مغوار، فإنه لين مع رعيته يتودد لهم ويتوددون له، قريب من الجميع مواطنين ورفاق سلاح ... هو رحيم رقيق يحيطه التواضع من كل باب، وفي كل موقف نشاهده أو نسمعه يزداد حبنا واحترامنا وتقديرنا له...

(الابن): أمي أمي؟! انظري إلى التلفاز ...

(الأم): ما الجديد يا بني؟!.. رجال يحاولون دفع سيارة عالقة جراء التجمد الشديد بعد سقوط الثلوج فجر اليوم.. أعانهم الله.

(الابن): لا أمي ركزي قليلا، إنه حاكمنا، يحاول مساعدتهم بدفع السيارة...

=============================================

(الأم): يا إلهي أيعقل هذا؟!

كيف لحاكم أن يفعل هذا!!

والله عيناي لا تصدق ما أشاهده للتو... كم وكم أنا فخورة بهذه الصورة المشرفة، حتما سيشاهدها العالم كله.. حفظك الله مليكنا وحبيبنا ..

(الابن): أمي، أتعلمين؟ الآن الآن أدركت كل حرف قصصته عليّ .. لعلي تذكرت مقولة "هذا الشبل من ذاك الأسد".. كم يدفعني ذلك أن أراه مثلاً أعلى لي في كل خطوة أخطيها..

(الأم): نعم بني.. إنه مثلنا الأعلى جميعا...

(الابن): أمي أمي، هل يتحدث مليكنا لغات أخرى غير العربية كما كان والده الحسين رحمه الله؟

(الأم): نعم نعم بني.. إنه يجيد الإنجليزية والفرنسية...

أتعرف سأزيدك هذه المعلومة عنه.. فقد ألف كتابا وعنونه بـ (فرصتنا الأخيرة... السعي نحو السلام في زمن الخطر) وترجم للغات عدة، هذا ليس كل شيء، فالحديث يطول ويطول ..

على العموم؛ سأذكر لك شيئا -باختصار شديد- عما وجدت في ذلك الكتاب...

فأثناء قراءتي لفت انتباهي جملة.. وقد توقفت عندها .. حينما قال: "كان أفضل ما فعله والدي على الإطلاق؛ لأنه أتاح لي أن أعيش حياة عادية نسبيا"... أي عندما أراحه من مهام ولاية العهد ... حينها أدركت حجم المسؤولية التي ستقع عليه، وعظم الأمانة الكبيرة التي حملها..

(الأم والابن): "حماك الله يا مليكنا"... نحن معك دوما..

سنبقى على عهدك وعهد الهاشمين الأخيار...

ربي أطل في عمره، واحفظه.. حرا عزيزا شامخا..." .

تابعوا القبة نيوز على
 
جميع الحقوق محفوظة للقبة نيوز © 2023
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( القبة نيوز )