سلام عا ربع الخوذ والبنادق والخنادق ، عا ارض الوطن (( كبار رجالات )) الأردن
عبد الله اليماني
القبة نيوز- تحية وسلام إلى أبو جدعان .. القائل (( أبوك تنساه )) ...(( وزميلك ما تنساه )). مثلما كان الوطن أيامك ، وأنت في عنفوان شبابك ، وسلاحك الذي لا يفارقك ، والدربيل على بين يديك على عيونك ، تترقب حركت عدوك ، ومعنوياتك العالية التي دوى صداها ، في جبال ووديان وسهول وقيعان في خنادق البطولة ، والرجولة والفداء ، على ارض فلسطين .
اليوم أيها المغوار عند النشامى يتفقدون جسدك الذي أعياه غضبك على احتلال فلسطين ، ونحن الذين كنا نتطلع لتحريرها من العدو الصهيوني الغاصب ، وصمودكم وتضحياتكم على ارض فلسطين اكبر ، رد على ما يقوله :ـ المشككين ، المهزومين نفسيا وما أوصلونا له من أوضاع اقتصادية مأساوية .
يحق لك يا بطل معركة (( اللطرون )) ، وصاحب الماركة المسجلة (( الرصاصات الثماني )) ، التي تزين جسدك الرشيق ، يوم كنت تقفز من خندق لآخر ، ومن سيارة إلى أخرى ، والية ومدفع استشهد رفاقك الذين كانوا طاقم رماته وأشاوسه .
ثمان رصاصات تحتل ، حيزا في جسدك ، إنها أوسمة الفخار والنار والبارود ، والغار . رصاصات أطلقها عليك أبناء القردة والخنازير ، بتوقيع ( شيطان ) .
رصاصات لا زالت بجسدك النحيل ، تفخر بها وتروي لأبنائك وزوارك ورفاقك ، قصة كل رصاصة منها. تلقيتها في حرب حزيران من عام (1967 م ) . وأنت تتصدى للعدو الصهيوني على أسوار القدس .
رصاصات لا يعرف معنى انك مصاب فيها إلا العسكر في ميادين الشرف والبطولة . ولا يعرف مكانها وحجم ضررها وخطرها إلا من كنت بينهم ، ومحط اهتمام ورعاية رجل الإنسانية الذي تكون أجمل لحظات حياته وهو يرى مريضة ، وقد من الله علية بالشفاء ، بعد إجراء العملية .
يا أبا جدعان يحق لك اليوم أن تستعيد شريط ذكرياتك عندما أصبت بتلك الرصاصات ألثمان ) في عام ( النكبة ) ، حيث لم يكن لدينا بذاك اليوم ، تلك الإمكانات التي تستغربها ، وأنت تنظر ( مندهشا ) هنا وهناك . مما وصلنا إليه من تقدم وتطور في الخدمات الطبية الملكية .
أيامك لم يكن إلا المشفى (( الرئيسي ماركا )) . أما اليوم يا رفيق ، كل شيء تغير للأفضل والأحسن . حيث وصلنا إلى مكانة رفيعة ، اليوم أصبحنا من أصحاب الأوائل , وخير دليل على ذلك ، يقف بجانبك ، مرحبا بك طبيب ( مبدع في الطب).
قائد يتحلى بالأخلاق العالية والخبرة الوافرة ، مديرهم وأخيهم الطبيب ( يوسف باشا زريقات ) . وحوله ( نشامى ونشميات ) ، الخدمات الطبية الملكية الأردنية .
أنت اليوم يا صاح ، في أيدي أمينه ، بمكان نفتخر فيه جميعنا ، وأكيد انك شربة فنجان قهوة عند الباشا : وأخال انك تنشد :ـ
(( يا مـا حلا الفنجـال مـع سيحة البـال
فــي مـجلس ما فيــه نفس ثقيلة
هـذا ولــد عـم وهـــذا ولـد خال
وهذا رفيق مـا لـقـيـنـا مـثـيلـه )).
في مدينة كاملة متكاملة مليئة بأهل (العلم والعلماء ) والانجازات التي ذاع صيتها في العالم ، هذا الصرح الذي أراده ( أب الأردنيين ) ، الراحل الكبير ، كبر ((الاردن أرضا وإنسانا )) . المغفور له بإذن الله (( الملك الراحل الحسين ))، رحمه الله . فقيدنا وفقيد العرب ، والعالم اجمع. بان يكون فيه الدواء لمعالجة كل داء . يستقبل المرضى من الأردنيين وأبناء العرب . يتلقون العلاج على أيدي أبناء الأردن الذين واصلوا البحث عن كل ما هو جديد في المجالات الطبية، المتنوعة والتكنولوجية والعلاجية .
يستقبلك هؤلاء المهرة ، وهم يؤدون رسالتهم الإنسانية.مثلما كنت تؤدي واجبك في الدفاع القدس والمقدسات والأرض الأردنية ( قناص ) ماهر على سلاحك تقنص جنود العدو ومعداته في (اللطرون ) على أسوار القدس . ويشهد على ذلك ، ذاك اليوم ، الذي استقبلك فيه ، ورفاقك الأسرى ، بعد أن وقعتم في الأسر وقضيتم ، (( شهورا أربع )) أسرى لدى العدو الصهيوني .
يومها قالها :ـ ملك العرب ( الحسين ) رحمه الله ، مدوية :- وهو يستقبلكم في قاعدة الحسين الجوية ، بشوق وحنين ((اهلا برافعي رؤؤس الأردنيين والعرب)).
يا أبو جدعان ، ناظر يمين ، ناظر شمال ، ناظر فوق والى الأمام . فأنت اليوم تحصد زرع الأمس ، أنت ورفاقك الشجعان آلـ ( 500 ) ضابط ، وجندي من أبطال (كتيبة الحسين الآلية الثانية ) . عندما كنتم تدافعون عن ( القدس والأقصى ) .
وقائدها آنذاك ابن مدينة (معان ) الرائد الركن ( منصور كريشان ) ، أبو مازن رحمه الله . صاحب المقولة الشهيرة ، (( اثبت يا عسكري , أرضنا وعرضنا ومقدساتنا تنادينا , ممنوع الانسحاب , قاتلوا العدو الغاشم )) . لقد قاتلتم العدو الصهيوني بكل عزيمة وإصرار ، وإيمان بالله بأنه سيقف معكم . فتشبثتم في أماكنكم على أسوار القدس ، حيث خاض أبطال كتيبه ((الحسين الثانية )) الجيش العربي ، (معركة حرب دامية ) ، بدأ القتال المرير، حيث تصدّ البواسل لألوية العدو الصهيوني التي هاجمت القدس , ودمرت له ( ثلاثة كتائب) .
أهمها لواء مظلي كامل بقيادة (موردخاي غور). وثبتوا في مواقعهم ينفذون الأوامر العسكرية . ولم يتمكن جند ( الشيطان ) ، العدو الصهيوني من دخول المدينة المقدسة ، إلا بعد أن قضى على معظم مرتبات الكتيبة , ولم يتبق منها إلا (47) مقاتل من أصل (500) مقاتل. فلهذا سميت كتيبة ب (( أم الشهداء ) .
ارفع راسك يا ( أبو جدعان ) فدمك ودماء رفاقك ، وأرواحهم الطاهرة الزكية . التي روت ارض فلسطين ، لم تذهب هدرا. فلكم من إخوانك أبناء القوات المسلحة الأردنية ،كل احترام وتقدير على ما قدمتم من تضحيات في ساحات الوغى ، وهم اليوم يواصلون الدفاع عن الوطن والمواطنين كل ضمن اختصاصه ، يحملون راية الوطن عالية خفاقة، كما كنتم تحملونها وتحمونها ، بالمهج والأرواح . حيث تجدهم خلف سلاحهم مزروعين في الأرض كأشجار الزيتون ، يدافعون عن ذرات ترابه الطهور ليل نهار . وآخرون يتزودون بالعلم والمعرفة ، يرفعون راية العلم الأردنية عالية خفاقة في دول العالم .
سيدي البطل أبو جدعان ... لقد كان لصمودكم الأسطوري على أسوار القدس . وانتم تقاتلون أبناء القردة والخنازير و( شيطانهم الأعور ) ، أطيب الأثر في نفوس رفاقك العسكر ، وخاصة عندما قلت : (( بنبرة تحدي وشجاعة )) ، لذاك الشيطان ، (ترجم يا مترجم، وأسمع يا اعور جيشك جبان، إلك عندنا يوم، والحرب كر وفر، واليوم إلك وبكره عليك).
قلتها ولم تكن ترجف من الخوف ، كما يرتجف المتحالفون مع الشيطان . واني على ثقة وإيمان بالله والوطن والملك .إن تعرض الأردن لا سمح الله ، لخطر يهدد أمنه واستقراره ، سنزحف زحفا مقدسا مسرعين (( شيبنا وشبابنا نساءنا وأطفالنا ، و سنهتف بأعلى (( أصواتنا لبيك يا أردن )) ، ترخص له أرواحنا ودماءنا . وستقود يا بو ( جدعان ) رفاقك المتقاعدين من كتيبة (( الحسين الثانية أم الشهداء )) تتصدون للشيطان الذي يسعى للنيل من الأردن أرضا وشعبا وقيادة هاشمية.
ودليل ذلك انك صدقت القول ، يا أبا (جدعان ) ، عندما قلت لـ ( شيطانهم ) ، اليوم ( إلك وبكره عليك) ، فقد كانت معركة الكرامة نصرنا المؤزر عليهم . حيث سجل رفاقك اسود ( الجيش العربي ) قصص بطولية ورجولية وإقدام وبسالة. قصص بطولية رائعة ، سجلت في سجل الوطن الخالد الذي نحب ونفتديه . فيا أيها المرتجفون لا خوف على وطن ، مازال فيه أمثال أبو جدعان .
لا ترتجفون ولا تزاودون على الرجال الأفذاذ الذين حفروا اسم الأردن على أجسادهم ، باختراق رصاص العدو واستقرارها فيها للان . لا ترتجفون ولا تتحالفون مع ما يطيب لكم التحالف معهم . ولا تخافون علينا ، نحن نعرف أن مصالحكم هي سبب خوفكم .
للتذكير ... أبو جدعان لم تخفه طائرات ، مدافع ، دبابات وبنادق العدو وهو يتصدى لها في ( القدس ، اللطرون ، باب الواد ، والشيخ جراح ) وبقي مرابطا على مدفعه حتى إصابته بجروح بليغة أدت إلى وقوعه أسيرا في أيدي العدو الصهيوني . الذي سمي مجازا عام ( النكبة ) .
لا خوف علينا ، مادامت في الوطن ( شقائق الرجال ) ومع كل اشراقة شمس (( يلدن رجالا )) يسمونهم (( جهاد ، مجاهد ، باسل ، شجاع ، أسد وماهر ) الخ . جميعهم مشاريع ضباط ،طيارين ، أطباء ، مهندسين ، مدرسين وجنود . يلتحقون في مصانع الرجال ، يتحالفون مع الله ، وليس مع (( الشيطان )) لحمايتهم .
فيا أيها الشيطان الذي ( نتعذبل) منك بكل ثانية ، لم تكن يوما إلا شيطانا خبيثا ملعونا لأنك تغوينا لارتكاب المعاصي التي تغضب الله .
وهذا الشيطان الملعون وأعوانه وأذنابه قد ارتكبوا عشرات المذابح وجرائم الإبادة ، والتهجير ضد الشعب الفلسطيني ، خاصة والعرب عامة .
فيا آبا جدعان لأنك ولدت وترعرعت في (( أم الينابيع )) في مدينة ( المزار ) ، التي ارتويت منها ماء .
لهذا كان صمودك على أسوار القدس ، حتى تم أسرك ورفاقك الأشاوس ، يومها وأنت تقاتل الشياطين ، كنت تتذكر ما جرى في معركة ((مؤتة )) الخالدة ، ومعجزة ((رسولنا محمد )) ،صل الله عليه وسلم . و(( قادتها الثلاث )) الذين استشهدوا بهذه المعركة الإسلامية في (الكرك) ،كرك المجد والشموخ ، ( كرك إلهيه ) ، فحملت رسالتها إلى كتيبتك (( أم الشهداء)) . طلبي الشهادة على أسوار القدس .
شتان ما بين أبو جدعان الذي أمضى ( 21 ) عاما قضاها في الجيش العربي ، يتصدى لطائرات ومدافع ودبابات ، وبنادق العدو الصهيوني . عسكر امضوا أعمارهم يشتبكون مع العدو . يحمون الوطن في خنادق البطولة والرجولة والإقدام والفداء . وآخرون الله وحده يعلم ماذا قدموا لحماية الأردن ؟. الفرق شاسع بينهما .
لقد اعترف العدو الصهيوني بشراسة ، ومقاومة الجيش العربي الأردني ، في فلسطين التي واجهوها ، مما دفعهم إلى إنشاء (( نصب )) سطروا علية ((هنا يرقد جنود أردنيون قاتلوا ببسالة)) .
هذا الشيطان الأكبر وقع الوثيقة الثانية باستسلام (( الحي اليهودي )) كاملا للجيش الأردني في حرب العام 1948 ، والتي بموجبها تم أخذ شبابهم (( أسرى )) إلى ( أم الجمال ) بالمفرق . ووثيقة الاستسلام الأولى ، وقعها ( يهود بني النضير) .
وقالها جنرال صهيوني :ـ أن حرب عام 1967 كان يمكن تسميتها بحرب ( الساعات الست) . لولا صمود ( الجيش الأردني ) منفردا لـ ( أيام ست ) . فيما انهزم الآخرون خلال ساعات.
واردد مغناة أهلي أهل معان :ـ
أول القول ذكر الله
والشياطين نخزيها
ديرتي حلوة آلميه
فلسطين العربية
عند اليهود مأسورة
والدبابات أردنية
منها إسرائيل مقهورة
زغرتت كل نشمية
فرّعت كل مستورة.
هذا الجيش العربي ، الذي لم يخطر في مخيلة أبو جدعان ورفاقه الأشاوس الأبطال ، أنهم في يوم من الأيام سيسمعون ( حكاية ) ، أن هناك تحالف مع ( الشيطان ) لحماية الأردن.
وهم أبناء (الجيش العربي الأردني ) . الذي بالنار والبارود والشهداء والدماء قدم في حروبه بفلسطين ، أكثر من(( 2500 )) شهيد ، وما يزيد عن( 20 ) ألف جريح .
(( حنّا أسود العرب حمر السيوف واللي يداني ساحتنا يا ويله
يوم الحرب والمنايا بتطوف حنا رجال الحمول الثقيلة )).
(خداك، يا بنت، من دحنون ديرتنا روحي فداء الخديد الأحمر القاني
يا ميّ دحنون وادي الحور حمرته قد شابها ببياض طلّ نيسان
ناشدتك الله والأردنّ هل قبسا خداك لونهما من لونه القاني) عرار
( أفدِي ظِبَاءَ فَلاةٍ مَا عَرَفْنَ بِهَا مَضْغَ الكلامِ وَلا صَبغَ الحَواجيبِ
وَلا بَرَزْنَ مِنَ الحَمّامِ مَاثِلَةً أوراكُهُنَّ صَقيلاتِ العَرَاقيبِ) المتنبي
( هدب شماغ الحمر يا سعد يا تاج راسي
هيلك من قبلك زانوا الهدب بالماسي ) .
ويا مهدبات الهدب غنن على وصفي
( رَبْع الكَفاف الحُمُرْ أهل النخوة والنّوماسْ
عِند الشِّدة نشامى هِمّه وعزم وقوّه وباسْ ) .
يمتلكني الشعور بالحزن والأسى ألا يكون هناك متقاعدين في قوائم النسيان .
ورحم الله الشهداء والمتوفين من جيشنا العربي وأمد الله في أعمار الأحياء منهم ، وعام جديد ووضع مريح يليق بهم .
وسلام على الأردن ع( ربع الكفافي الحمر والعقل ميالة ) ، في كل وقت وحين ورجالة الأوفياء المخلصين .
ولا خوف على الأردن( أرضا وشعبا وقيادة هاشمية ) . ما دام (الجيش العربي المِغوارْ ،واقِف عند خطوط النّارْ ، صامد ساهر ليل نهارْ ، عِدِّةْ أُمّتنا للثارْ ، بركان بوجه الغاصِبْ .
وسلام على (( كبار رجالات )) ، الوطن ، حماة الأردن ، أصحاب الجباه السمر ، القابضين على جمر الصبر ، وهم يرتدون الخوذ ، ويحملون البنادق، وينامون في خنادق العز والكرامة ، على حدود الوطن .