قراءة في الزيارة الملكية الى واشنطن
الدكتور محمد قاسم الحجايا أستاذ المحاسبة في جامعة مؤته.
وقد كان األردن في صميم
اهتمام الواليات المتحدة بالمنطقة وذلك لألهمية الجيوسياسية لألردن عالوة على كون القيادة الهاشمية الحكيمة أثبتت من خالل الخط
اثبت ومنذ فترة طويلة جداً السياسي الوسطي، والدور المحوري اإليجابي والبناء الذي يعلي دائما من صوت العقل والحكمة انه شريك
يمكن االعتماد عليه.
ولعله من المعلوم بالضرورة كون الواليات المتحدة األمريكية القوة العظمى سياسياً وعسكرياً واقتصادياً فأن دوالً كثيرة في المنطقة
وحول العالم تطمح إلقامة عالقات اقتصادية وسياسية مميزة معها.
و ان تأتي الدعوة من البيت األبيض لجاللة الملك عبدهللا الثاني
لزيارة ولقاء الرئيس األمريكي وهي الزيارة األولى التي و ّجهت للملك عبدهللا الثاني دوناً عن باقي قيادات المنطقة تأتي لتؤكد على
أهمية الدور األردني وتعزز مكانة قيادته في المنطقة كقوة فاعلة في اإلقليم وشريك استراتيجي للواليات المتحدة و مفتاح لحلحلة أزمات
لما اكد عليه جاللة الملك على الدوام وفي جميع المحافل الدولية من ضرورة دعم الحكومة العراقية الشرعية في مواجهة
المنطقة وفقاً
تغول المليشيات المدعومة ايرانيا ضمن عودة الالجئين السوريين ً، وكذلك ضرورة الوصول الى حل لألزمة السورية وبرعاية دولية ي
الى بالدهم، هذا ولم ينسى جاللته التطرق لالزمة اللبنانية وسبل دعم االستقرار في هذا البلد الذي يعاني اقتصاديا وسياسيا واجتماعياً
ولتبقى القضية الفلسطينية ذات الحيز األكبر في اهتمامات الملك حفظه هللا، إذ اكد مجددا ني الذي يقوم بشكل أساسي ً على الموقف األرد
على حل الدولتين وحق الفلسطينيين في إقامة دولة مستقلة على حدود الرابع من حزيران وعودة الالجئين وحقهم بالتعويض عن
السنوات التي أمضوها في الشتات.
وعودةً على أهمية الزيارة و دورها في استعادة ألق العالقة األردنية األمريكية والتي خفت بعض بريقها خالل اخر سنتين من حكم
الرئيس السابق دونالد ترامب نتيجة لموقف الرئيس األمريكي السابق من صفقة القرن ونقل السفارة األمريكية الى القدس وهي أمور
ابلغ األردن رسميا الواليات المتحدة في وقتها برفضه لها وبقي األردن ثابتا على موقفه الرافض لبنود صفقة القرن وانه ال يمكن
أبى إال ان يدفعه
لألردن أن يقبل ما ال يقبل به األشقاء الفلسطينيون وهو موقف رغم ان ثمنه باهض جدا ً، إال أن األردن قيادةً وشعباً
في سبيل المحافظة على القيم األردنية العليا التي يأتي على قمتها عروبة القدس الشرقية، وانها عاصمة فلسطين ذات هوية إسالمية
مسيحية تحترم حق الجميع في العيش المشترك تحت الوصاية الهاشمية ورعاية الملك حفظه هللا ورعاه.
لما ورد على لسان جاللة الملك )مؤكداً على أن عالقة األردن بالواليات
ان مما يعزز من أهمية الشراكة األردنية األمريكية وفقاً
المتحدة هي عالقة شراكة ومصالح متبادلة( تجسدها على ارض الواقع اتفاقيات ثنائية متعددة منها ما هو متصل باألمور االقتصادية
مثل اتفاقية التجارة الحرة بين الدولتين و التي أثمرت عن تسهيل صادرات المناطق الحرة المؤهلة الى الواليات المتحدة والتي تشكل
قرابة 20 %من صادرات المملكة، والشراكة االستراتيجية بين األردن والواليات المتحدة في حربها على اإلرهاب والتي توجت
باتفاقية الدفاع المشترك التي وقعت بين البلدين مؤخراً عالوة على نقل جزء من تجهيزات القواعد األمريكية في الخليج العربي الى
األردن مما يعزز من أهمية األردن للواليات المتحدة وهنا تبرز ضرورة مكافأة األردن ب المقابل على الدعم واإلسناد اللوجستي الذي
يضمن استمرار نجاح سياسة الواليات المتحدة في المنطقة والتي تجسدت وبشكل فوري وقبل مغادرة جاللة الملك الواليات المتحدة
حيث تم تحويل نصف المنحة النقدية السنوية ) 600 مليون دوالر أمريكي( مما يسهم في تعزيز احتياطيات البنك المركزي من العمالت
األجنبية، كذلك تزويد األردن بنصف مليون لقاح مضاد لفايروس كورونا مما يعزز من جهود المملكة في مكافحة الفايروس ويساهم
بتوفير قرابة 10 ماليين دوالر في حال تم شراء هذا العدد من الجرعات من السوق العالمية.
ختاما لواليات المتحدة سواء أكانوا من الفريق الوزاري إلدارة الرئيس بادين و قائد القوات المسلحة ً، أن لقاء جاللة الملك بقيادات ا
األمريكية او بأعضاء من الكونجرس سواء أكانوا من الحزب الديمقراطي الحاكم أم من الحزب الجمهوري إنما تعزز من مكانة
األردن ونهجه واستمرارية شراكته مع الواليات المتحدة وان عالقة األردن مع الواليات المتحدة كما ذكر جاللة الملك في مقابلته مع
شبكة السي ان ان عالقة مع البيت األبيض بغض النظر عن ساكنه وهو ما يعكس حصافة ورؤية سياسية ثاقبة لجاللة الملك تؤكد أن
األيام القادمة ستكون ُحبلى بالمفاجآت السارة التي سوف يلمس ثمارها الجميع بإذن هللا.
حفظ هللا األردن تراباً وشعباً ومؤسسات، وحفظ هللا جاللة الملك في حله وترحاله.