احذروا سمير الرفاعي إذا غَضِب!
أ.د.محمد ماجد الدَّخيّل
القبة نيوز- من عيون تراثنا العربي التليد قصص سماحة الأحنف بن قيس ،الذي يضرب له المثل في الحِلم عند العرب ،اشتهر بحلمه وسماحته وتواضعه ،وقد عاشت بنو تميم بحلمه وسماحته وتواضعه أربعين سنة ،وقيل إنَّ رجلاً خاصمه ،قال :لئن قلتَ واحدة لتسمعنَّ عشراً،فقال الأحنف :لكنكَ إنْ قلتَ عشراً لم تسمع واحدة ،هذا من جانب ،وفي الجانب المقابل ،وقيل إنّ الأحنف بن قيس غضب من معاوية بن أبي سفيان ،وأغلظ له في القول ،فلما خرج الأحنف سأل أحدهم معاوية :من هذا الرجل الذي يهدد أمير المؤمنين في مجلسه ،فقال معاوية هذا هو الأحنف بن قيس ،الذي إذا غَضِبً عَضِبَ له مائة ألف سيف ،لا يسألون فِيمْ غَضِبْ!
دولة الرفاعي شخصية سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية ،تجمع كل صفات السماحة والسمو والتواضع والحلم ،وتجتمع على مصباتها ومشاربها كل أطياف مجتمعنا ، وهو شخصية وازنة ومتزنة وملتزمة بنصوص الدستور الأردني وبنوده ومواده ،ومؤمن إيماناً يقينياً بثوابت الدولة الأردنية في كل مجالاتها :السياسية والدينية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية ؛وللحفاظ على عمل اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية ،أنشأ ميثاق الشرف وتوافق عليه كل أعضاء اللجنة ،ومن المفترض احترامه وتقديره وصونه باعتباره أحد المراجع الرئيسة لعمل اللجنة ،ومع ذلك مؤسف جداً ما نراه ونلاحظه بشكل متكرر وغير متقطع من عدد من أعضاء اللجنة يقعون في مطبات وتجاوزات وخروقات لهذا الميثاق أو مدونة السلوك .
ومن رِفق دولته بأعضاء لجنة التحديث والإصلاح السياسي ؛فإنّه يدعوهم بلطفٍ الزمالة -زمالة العمل الوطني -فقال :"أرجو منكم مجدداً ،ولآخر مرة -إن شاء الله -احترام الإرادة الملكية التي كُلفتُم بها " سماحة ولطف وتكرم وعتب شديد ،ولتكن "آخر مرة " ؛لأن هدف اللجنة هو هدفٌ وطنيٌ سامٍ ،وهو توفير بيئة سياسية وطنية صحية ،وعكس صورة عن ثراء المجتمع الأردني النابع من تنوّعه ،وبنبرة خطابية حادّة وغاضبة من الأصوات النافرة والنااشزة،قال :"كل صوت نشاز من شأنه العمل ضد هذا فلا مكان له فيها،راجياً منكم جميعًا مُجدداً ،وإن شاء الله لآخر مرة ،احترام الإرادة الملكية التي كلفتم بموجبها ،واحترام المجتمع الذي تُمثّلونه ،واحترام روابط الزّمالة التي بينكم ،والأهم احترام المصلحة العامة التي نعمل من أجلها "
وأن تصرّفات بعض أشخاص اللجنة غير المألوفة تُسئ إلى اللجنة وأعضائها من قريب أو من بعيد ،بغض النظر عن نية أو قصد من يقع فيها ،وهذا مما أزعج دولته من بعضهم ،وهم قِلة ، ودولته مهتم جداً بالبِعد عن استثارة مشاعر الناس عبر الإساءة لنواميس المجتمع الأردني ومعتقداته السامية وعاداته وتقاليده وقيمه الخالدة ؛لأن الخوض فيها يمس ثوابت الدولة الأردنية ودستوره .
وكان دولته قد طلب من أعضاء اللجنة وحتى الرّجاء المتكرر منكم بعدم التدخل وإثارة ما من شأنه الإساءة لمشاعر الناس ولصورة وعمل اللجنة الملكية ، والتوّقف النهائي عن اللغة الاتهامية والتجريح والهجوم والشخصنة بين أعضاء اللجنة بعضهم ببعض سواء على المنابر العامة أو الخاصة حتى انتهاء أعمال اللجنة ،وضرورة تقديم الصالح العام للجنة ،وما يتعلّق به من مصلحة عامةوطنية على أمرٍ سواه .
وشدّد دولة الرفاعي عبر رسالته إلى أعضاء اللجنة الملكية على ضرورة التوقف الفوري عن التدخل أو إثارة النقاش العام حول أي مسألة تتعلق بالثوابت المجتمعية والشرائع السماوية: الإسلامية والمسيحية وقيم الأردنيين والوحدة والهوية الوطنيتين ،والقوانين والتشريعات المرعية ،وكل ما من شأنه إثارة الرأي العام واستثارة المشاعر السلبية لدى أفراد المجتمع حتى انتهاء أعمال اللجنة .
فيا أعضاء اللجنة الكرّام ، دولة الرفاعي على توافق في صفات الحلم والتواضع والتسامح مع الأحنف بن قيس في حلمه وتواضعه وتسامحه ، وغير بعيد عند عتبه وغضبه اتجاه المصلحة الوطنية وما تضمنته الرسالة الملكية من مضامين سياسية تحتاج منكم العصف الذهني والنقاشات والحوارات في كل أوقاتكم المتاحة ، ودولته واسع الصدر ،ومنفتح على جميعكم ، وخصائصه فريدة ، فقد صدق عليه قول المتنبي :
هو البحرُ غُص فيه إن كان راكداً واحذرهُ إن كان مُزبِدا.