الاعتداءات الصهيونية على سورية رسائل تهديد إلى ( إيران ) و(حزب الله )
عبدالله اليماني
القبة نيوز- تدخل الحرب على سورية سنتها الحادية عشر . حرب عدوانية ، قوات ( أمريكية ) ، تحتل أراضيها في شمال وجنوب شرقها. و( تركيا ) تحتل أراضيها ، في شمالها ، وغرب شمالها . وعدو صهيوني يحتل (الجولان ) ويواصل اعتداءاته عليها . عدوان أدى إلى قتل وتشريد ونزوح ملايين السوريين نزحوا داخليا، ولاجئين خارجيا.
حرب شاملة طاحنة ، هددت أمنها وسلامتها واستقرارها وتدهور الوضع الإنساني فيها،( معاناة إنسانية دائمة ). ألحقت فيها خسائر بشرية ومادية كبيرة جدا ، قتلت تطلعاتهم وأحلامهم، وحياتهم ونهوضهم في كل المجالات .
سنوات عشر مضت ، قامت خلالها العصابات الإرهابية الآتية من الخارج في تحويل حياة السكان إلى جحيم ، فضلا عن قيامها في سرقة وتدمير التاريخ الحضاري والأثري السوري . ومعظم سوريه وبنيتها الصناعية والزراعية والعلمية والصحية والتعليمية . ولم يتوقف الحال على ذلك ، فتم الاستيلاء على أجزاء منها . لغاية فرض سياسة الأمر الواقع عليها . حيث أنفق على إشعالها مئات الملايين ، من العملات الأجنبية . وقد اثبت السوريون ، أن ما تعرضوا له ، لو تعرضت له دولة أجنبية لانهارت . حرب انعكست نتائجها بشكل مباشر وغير مباشر على حياة المواطن السوري، ولقمة عيشه فأضحت كارثة إنسانيه . وقد تصدى لها الجيش السوري ومعه الشعب فخاضوا ملاحم بطولية ، سطروا أحرفها تضحيات جسام ، افشلوا فيها المخططات العدوانية كافة . فكان صمودهم وتضحياتهم خير مثال .
سورية تحارب العدو الصهيوني جوا والعصابات الإرهابية برا
لقد شن العدو الصهيوني ، منذ اندلاع الحرب ،التي فرضت على سورية ،عام 2011م . وحتى تاريخ يومنا الحالي . مئات الغارات ( الجوية والصاروخية ) على سوريه. مستهدفا المناطق التي لا تتواجد فيها العصابات الإرهابية . لكي يثبت انه متواجد في ساحات المعارك ، عبر عصاباته الإرهابية ، حيث ينفذ طيرانه وقوته الصاروخية . اعتداءات جوية وصاروخية ، على مواقع للجيش السوري ، والقوات الموالية له في جبهات المعارك ، مستهدفا بشكل أساسي مواقع وأهداف لـ ( القوات الإيرانية وميليشياتها) وكان لـ ( حزب الله وعناصره ) نصيب منها .
اعتداءات تتم بعد كل انتصار للجيش السوري وحلفائه على العصابات الإرهابية . فكانت بدايتها في شهر كانون الثاني من عام ( 2013 ) م . بغارة قرب دمشق ،على مواقع لـ ( فيلق القدس الإيراني ) و( الجيش السوري ) ، في محيط مطار ( دمشق ) الدولي . ( المنشأة الزجاجية) ، التي يستخدمها الحرس الثوري الإيراني ، في التنسيق بنقل المعدات العسكرية ، من إيران وإلى ( سورية ) . بمعنى أن التحركات الإيرانية (العسكرية ) ، تحت نظر رقابة عملاء (العدو ) في الأرض والسماء . وما قتل ( عماد مغنية ) إلا دليل على ذلك. ويدل ذلك أن ( حزب الله ) ومصادر أسلحته ورجاله مراقبون . وان سلاح الجوي الصهيوني يتعقبهم ويضربهم .
وتشتد الضربات بعد الهزائم التي تلحق بعصاباته الإرهابية، والخسائر الفادحة التي تتكبدها ( داعش والنصرة ) . في ساحات الحرب من( معدات وقوات ). غارات لرفع معنويات ما تبقى من جيوبه الإرهابية . فضلا انه يستقبل جرحى العصابات الإرهابية وعلاجها في مستشفياته . وبنفس الوقت يواصل إطلاق تهديداته ضد سورية ، حيث يحملها مسؤولية أي عمل قد يهددهم، انطلاقا من أراضيها . إذ يعتبر وجود ( إيران ) في ( سورية ) يشكل خطرا ) ،عليه. فلذلك يرسل ( رسائل تهديد) ضد ( إيران ) . حيث يقوم بتوجيه ضرباته الجوية والصاروخية . على ( الإيرانيين ) ، في سورية و( حزب الله ) ، اللبناني في آن معا . معتبرا أن ( المليشيات الإيرانية وحزب الله ) ، يقاتلان نيابة عن إيران .
حل الأزمة تغيير النظام أو الاعتراف بالكيان الصهيوني
وتواصل أمريكا مؤامرتها ، على سورية، بفرض الحصار الاقتصادي عليها . عبر ما يسمى ب ( قانون قيصر) ، علما أن الحصار ليس جديدا . لقد ساهم بتدهور الأوضاع الاقتصادية ، وزيادة حجم التضخم ، وانهيار العملة. والى جانب استمرار الحصار ، بدأت معركة ( المساومة ) ، وهي (إعادة الأعمار) ، حيث وضعت (أمريكا ) شروطا ( مذلة ) لمشاركتها في ( إعادة الأعمار) ، من أهمها رحيل (الرئيس الأسد )،وانسحاب ( القوات الإيرانية ) ، من سورية. و( المجتمع الدولي ). وضع شرط انتقال سياسي للنظام ، مقابل مشاركته ، بإعادة الأعمار .الذي تقدر كلفته الأولية ، بنحو( 400 ) مليار دولار .
وتأتي معركة (المساومة ) بعد أن فشلوا برحيله عسكريا . وبقائه في الحكم يعني استمرار ( سوريه) ، في ( محور المقاومة) . وسورية لا زالت موحده ، لم ( تتقسم ) إلى ( دويلات ، و(إيران ) و( حزب الله ) مازالا فيها . ونظرا لفشلها قامت أمريكا بفتح قنوات تعاون مع ( القوات الكردية) . ومساعدتها اقتصاديا وعسكريا، ولوجيستيا، لمنع السيطرة ( السورية) ، والتواجد الإيراني ، على هذا الإقليم الاستراتيجي . والذي تحتل أمريكا ربع الأراضي السورية ، الغنية بالطاقة (حقول النفط )،حيث أقامت غرفة (عمليات لها ) . لقيادة الحرب على سورية. وفرض السيطرة والهيمنة على الموقع ( الجيو – استراتيجي) لـ ( سورية) . فلذلك هناك توافق ثلاثي ( تركي ، صهيوني ،أمريكي ) فيما بينهم .
وبذات الأداة يقوم العدو الصهيوني على تقوية ( الجماعات المسلحة) ، في جنوب ( سوريه ) . لمنع أي تمركز ، سوري أو إيراني ، قرب هضبة الجولان . وضرب ،(حزب الله ) اللبناني ، وخلق (جزر نفوذ صهيونية ) ، بتلك المناطق . لأنها تشكل نقطة ، ضعف إستراتيجية له . حيث يرى أن سيطرة ( حزب الله ) . تسمح له بنقل الأسلحة إلى لبنان . والتي سيوجهها ضده ، بأي معركة مقبلة. وتبقى نيران المواجهات الإسرائيلية - الإيرانية . مشتعلة فوق الأراضي السورية واللبنانية . وتبقى بقايا العصابات الإرهابية متعطشة لمزيد من الدماء السورية . بالأسلحة والحصار الاقتصادي .
ويذكر أن الاحتجاجات الشعبية اندلعت في آذار 2011م . وكان يراهن الجميع أنها ، لن تدوم طويلا أيام وتنتهي . ولكن ومنذ ذاك التاريخ ، وسورية تعيش في دوامة من الحرب ، والوضع الإنساني المتردي . قتل فيها أكثر من (500 ) ألف شخص . وأن حوالي 12.4 مليون سوري . متواجدين كـ (لاجئين) في الخارج . لقد تحولوا من عبء على الدول المستضيفة ، إلى مساهمين فاعلين في الاقتصاد المحلي ، حيث يملك الكثير منهم (مهن ومهارات ) مختلفة ، ساهموا في دفع ، العجلة الاقتصادية فيها .
غدا السوريون سيعودون إلى وطنهم ،بيوتهم وأراضهم ويبدأون العمل ، ويتحققون الأمل ، وسينهضون ، من تحت ( ركام منازلهم المدمرة) ، وغربتهم الطويلة ،ينطلقون ب ( معركة إعادة الأعمار) . رغم ( الحصار الاقتصادي ) ، الذي فرضه عليهم ، أعداء سورية ، لأغراض سياسية من أجل إضعاف قدراتها ، الاجتماعية والصناعية ، والاقتصاديّة والعسكريّة.
أيادي على الزناد ، وأياد تبني البلاد .