منتدى الاستراتيجيات ينظم حوارية حول تطوير التعليم في ظل كورونا
القبة نيوز- عقد منتدى الاستراتيجيات الأردني، جلسة حوارية بالتعاون مع البنك الدولي لإطلاق ورقة سياسات بعنوان "الإنفاق على التعليم، وديناميكيات الالتحاق، وأثر جائحة كوفيد-19 على التعلم في الأردن".
وقال المنتدى في بيان صحافي، اليوم الأربعاء، إن هذه الفعالية تعد الثالثة ضمن إطار شراكة منتدى الاستراتيجيات والبنك الدولي لإطلاق أوراق سياسات لمراجعة الإنفاق العام في الأردن، بمشاركة عدد من أعضاء المنتدى، والخبراء في القطاع التعليمي، وممثلي المؤسسات الدولية العاملة في الأردن.
وأشار عضو المنتدى ورئيس المجموعة المتكاملة للتكنولوجيا وليد تحبسم، إلى أن الجلسة تأتي لتعزيز ودعم الجهود في تحديد المعيقات التي يمكن تجنبها أو الفرص التي يجب استغلالها لرفع كفاءة التعليم ضمن آلية واضحة خلال المرحلة المقبلة.
وبين الاقتصادي في مجموعة البنك الدولي محمد عودة، أنه جرى أخذ البيانات من مسح دخل ونفقات الأسرة للعام 2017-2018 بغرض البحث في مدى الاستفادة من الخدمات التعليمية بحسب الفئة الاقتصادية والاجتماعية، ووضعية اللجوء والنوع الاجتماعي. كما جرى تحليل البيانات المأخوذة من أحدث جولة للبرنامج الدولي لتقييم الطلبة (بيزا) بغرض تقييم القدرة على الوصول إلى التكنولوجيا والمصادر الإلكترونية قبل قدوم جائحة كوفيد-19. واشار إلى أن نتائج التحليل أظهرت أن القطاع التعليمي في الأردن يتسم بتفاوتات ملحوظة بين مختلف الفئات الاقتصادية والاجتماعية من حيث الالتحاق والإنفاق على التعليم. كما يعد الوصول إلى الأجهزة الرقمية والاتصال بشبكة الإنترنت المنزلي محدوداً ودون المتوسط في دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وقال عودة " تشير البيانات المسحية لدراسة أجريت عقب فترة وجيزة من انتهاء الموجة الأولى من الجائحة في الأردن إلى أن التغذية الراجعة الأولية حول أنماط التعلم عن بُعد متفاوتة".
وأضاف أنه بالرغم من الاستخدام الواسع للمنصات الإلكترونية من قبل الطلبة، لكن الاتصال بشبكة الإنترنت شكل عائقاً متواصلاً أمام الوصول الموثوق إلى الخدمات التعليمية، مبينا أن استجابة الأردن فيما يتعلق بالنظام التعليمي خلال جائحة كورونا مقارنة بالإقليم والعالم كانت على مستوى عال من التميز، حيث أصدرت الحكومة خطة طوارئ سريعة لتطوير منصات شاملة للتعليم عن بعد.
وقالت المحللة في مجموعة البنك الدولي مايا تشابك، من جانبها، إن البنك قام في هذه الدراسة بتطوير أداة لتقدير التأثيرات الضارة للجائحة على تعلم الأطفال، مبينة أن النتائج تشير إلى أن الجائحة أثرت بصورة سلبية على تعلم الطلبة على عدة أصعدة، ومن ضمن ذلك الإغلاق المتكرر للمدارس والتراجع في مصادر الدخل الأسرية.
وبينت أن التراجع في مصادر الدخل الأسرية قد يؤدي إلى حدوث زيادة في أعداد الطلبة المتسربين من المدارس وانخفاض الإنفاق على التعليم على المدى الطويل.
وأوضحت أن أداة المحاكاة التي جرى تطويرها في الدراسة، حللت طول المدة الزمنية لإغلاقات المدارس والأثر المحتمل على التعلم جراء الصدمات التي أضرت بمصادر الدخل، مشيرة إلى أن نتائج المحاكاة بينت حدوث انخفاض ملموس في سنوات التعليم المدرسي المعدلة حسب التعلم والعلامات في البرنامج الدولي لتقييم الطلبة في المستقبل.
وأشار وزير التعليم العالي والبحث العلمي الأسبق الدكتور محي الدين توق، إلى ضرورة تبني طريق واضح المعالم يتلاءم مع سرعة التغير في المعطيات من خلال اعتماد نموذج تعليمي أكثر مرونة.
وأكد أن استخدام التكنولوجيا في العملية التعليمية يعد فعالاً وضرورياً في المرحلة المقبلة ما شأنه أن يحسن من نوعية التعليم ليصبح أكثر منعة وتكيفاً من الناحية المالية.
وقالت المديرة التنفيذية لمؤسسة ولي العهد الدكتورة تمام منكو، إن العائد على التعليم في الأردن يعد منخفضا مقارنة بالدول الأخرى، مشيرة إلى أن نسبة ارتفاع العائد على أجور العاملين في الأردن تتراوح بين 5ر1 -3ر2 بالمئة كلما زادت سنوات التعليم الإضافي، وهو أقل من المتوسط العالمي الذي يبلغ 10 بالمئة، ما سيؤدي إلى زيادة معدلات التسرب في التعليم.
وأكدت ضرورة التركيز على الطلبة المنتمين للطبقات الاجتماعية الأقل حظاً وتقليل الفجوة التعليمية للارتقاء بنظام تعليمي أكثر شمولية وانصافا لكافة طبقات المجتمع، والتركيز على مخرجات التعليم باستمرار والبقاء على صلة بآخر التطورات في القطاع التعليمي، وربطها بحاجة السوق المحلي لتواكب التغيرات التكنولوجية والاجتماعية التي أحدثتها الثورة الصناعية الرابعة.
وقال مدير العلاقات الدولية والمؤتمرات في مؤسسة البكالوريا الدولية، هيف بانيان، إن استجابة الأردن السريعة منذ بداية الجائحة كانت مميزة، وذلك بتطوير منصة "درسك" وأتمتة المناهج وتطوير نظام التعلم عن بعد.
وقال: علينا أن ننظر إلى التعليم كأولوية قصوى والاستفادة من تجارب الدول الأخرى وأفضل الممارسات العالمية في هذا النطاق؛ للوصول إلى التفاعل الإيجابي بين المعلم والطلاب، ونظام تعليمي أكثر مرونة يتيح إمكانية التواصل دون الاعتماد على التفاعلات الوجاهية فقط.
وأكد المدير التنفيذي لمنتدى الاستراتيجيات الأردني الدكتور إبراهيم سيف، ضرورة رفع كفاءة الإنفاق العام على قطاع التعليم بهدف تحسين البنية التحتية للنظام التعليمي وتهيئة جميع المستلزمات المادية والفنية واللوجستية المطلوبة لتحقيق الترابط والتكامل فيما بينهما، لما له من أهمية في تقليل الفجوة التعليمية بين الطلبة المنتمين لمختلف الطبقات المجتمعية، وتطوير نظام تعليمي يتماشى مع حاجات الاقتصاد ويرفع من كفاءة المعلمين، والقدرات المؤسسية للجهات العاملة في القطاع.
ودار نقاش بين الحضور حول أثر جائحة كورونا على النظام التعليمي في الأردن، وكيفية تعزيز وتطوير العملية التعليمية للتقليل من الآثار السلبية للجائحة على أداء الطلبة.
--(بترا)