الشرمان يكتب : لن ننزل للشوارع، ولن تزلّ أقدامنا
الدكتور عديل الشرمان
القبة نيوز- نعم لن ننزل للشوارع، ولن نقيم التجمعات في هذا الوقت، ولن تزلّ أقدامنا، وسنثبت للعالم أننا شعب يتذوق المر، ويموت خشية على الوطن، وأننا شعب حر، وأن الحرة تموت ولا تأكل بثدييها.
نعم لن ننزل، لنؤكد للعالم أن الألم والمعاناة لا تزيدنا إلا صبرا وعزما، وحرصا على الوطن، وأن الليل مهما طال لا بد أن ينجلي، وأن صفحة القهر والظلم لا بد إن تنطوي.
لن ننزل في هذا الوقت لنقول للفاسدين، ولصوص هذا الوطن، ولأصحاب القرارات الجائرة العشوائية الظالمة، أننا شعب نمهل ولا نمهل، لكننا وقت الشدائد نخفي ضيمنا، ونكتم غيضنا، ونستر عيبنا إلى حين.
لن ننزل للشوارع لنثبت للعالم أن الأردن وطن الأحرار الذي لم تدنس أرضه وترابه، وأنه الحضن الذي فتح ذراعيه، والبيت الذي شرّع أبوابه دوما للأشقاء بالرغم مما فيه من خصاصة.
لن ننزل للشوارع وسنقول للعالم أننا شعب صدقوا ما عاهدوا الله عليه، وما بدلوا تبديلا، وأننا أبناء الأمهات الصابرات، وأخوات الشهداء، والمرابطين، والزاهدين، وعلى ما نحن فيه عند الله محتسبين.
نعم لن ننزل للشوارع، وإن نزلنا فإننا سننظف شوارعه، ونقلّم أشجاره، ونشيّد أسواره، ونعلي بنيانه، ونرسم لوحات الحب والأمل على جدرانه.
قولوا للنافخين على الجمر، والمتربصين، أننا للوطن حافظين، وبأرواحنا عنه مدافعين، ووقت الجدّ لنا عزم لا يلين، وعلى وعي بما تحركه أصابع الشياطين، ولغير هذا الوطن لا ندين.
نعم لن ننزل للشوارع وسنغني للوطن، ونعزف له الألحان، ونقبل ترابه، ونرفع أعلامه، ونظمّد جراحه وآلامه، ليشهد العالم كله أننا أردنيون بالفطرة، والزمرة.
لن ننزل للشوارع، وقولوا للعالم كله أن بلادنا وإن جارت علينا عزيزة، وهي دار الكرامة، وأهلها الكرام وإن ظنوا، ولا مكان بيننا لعصبة من اللئام.
قولوا لدعاة الفتنة أننا نؤمن بالتغيير، لكننا نرفض الخراب والتدمير، وأن سبيلنا للتغيير سلمية التعبير، وأننا نعي وندرك أن الأصلاح يحتاج إلى الإستقرار، وبغيره لا يمكن الاستمرار.
قولوا لدعاة الخراب، واللاهثين خلف السراب، أننا لن نهدم ما بنيناه على مدى عقود، ثم ننتظر عقود أخرى من الفوضى من أجل معاودة الصعود، وأن ليس بوسعنا الانتظار، فأعمارنا باتت محطة قطار.
قولوا للعالم أننا نؤمن بحرية الرأي، ونعلم أن حق التعبير مكفول، لكنه في هذا الوقت لا يدعو له إلا عميل مأجور ومجرور، وسنرد كيد جهات التحشيد بالتشييد، والعصيان بالبنيان، ودعوات الفتنة بالفطنة.
عاش الأردن حرا عزيزا، وليخسا الخاسئون المتآمرون