الشرفات يكتب : عبد الهادي المجالي .. الرَّحيلُ المُرُّ عن عَبقِ الهويَّة
د. طلال طلب الشرفات
القبة نيوز- كنّتُ حريصاً أن أتريث في الكتابة عن رجل دولة ومنارة فكر وحكمة وحلم، وأحد روَّاد الإنجاز الوطني الخالد في الإدارة الحصيفة للعمل البرلماني الرَّصين، وآخر أسنّة الرُّماح الوطنية في توصيف وتوظيف فقه الضرورة حين اضحى استحضار الهوية الوطنية واجباً والدفاع عنها رسالة اخلاقية للوطن والدولة،ولَم يكن عصف المداد في حق رجل جمع بين الحنكة والحكمة خياراً بل واجباً املته علي محبتي لوطني ووفائي لسنين العنفوان التي قضيتها ذات حبّ واعتزاز في جوار الربة والياروت والقلعة يوم كانت الكرك وشقيقاتها الأردنيات ملاذاً للعزة والعفة والوفاء.
نعم كنّت حريصاً على التريث؛ كي لا أكون أسير الحزن المعتّق الذي استبدّ بي منذ الإعلان عن رحيل قامة وطنية كانت بحق إحدى ركائز منظومة الأمن النَّخبوي، والعقلنة الرَّصينة التي مزجت بين شجاعة الرأي ومتطلبات إسناد هيبة الدولة وضرورات استقرارها، ومنطلقات الرؤي الملكية الثَّاقبة في الشأن الوطني، فمن يعرف وطنية عبدالوهاب ومهنية عبدالسلام وشموخ حابس وتضحية هزاع وغيرهم كثر ممّن عبق فيهم تراب الوطن الخالدً نبلاً ووطنية.
لم يكن أبو سهل " رحمه الله " مراهقاً في السياسة رغم تفاقمها في زمنه، ولا متملقاً رغبة أو متصنعاً فكرة رغم شيوعها في عهده. كان كريماً عزيزاً وصاحب حجة ورأي جمع بين تمثل نبل القيادة وشمائل أهله وذويه الكرام في التسامح والخلق والرفعة، عزيزاً مزج بين شموخ القلعة حيث خرّ قدر الشهيد قرباناً للوطن ذات أنفة، ومزايا الرفعة في الانتماء للوطن والقيادة.
لم يسجل عليه -رحمه الله- وقيعة أو خطيئة ماثلة في حديث الكرام حتى تميّز عن الكثير من أقرانه بكبرياء جبل تواضعاً ووطنية مُزجت بالصراحة والحكمة والإخلاص.
كان سياسياً يصيب ويخطئ ولكن بوصلته لم تبرح تراب الوطن ورؤى القيادة، كان حالة وطنية عامرة بالإيمان في العمل الحزبي لتحقيق الإصلاح السياسي والوصول إلى الحكومات البرلمانية، بل كان من أوائل الساعين لدمج الأحزاب الوسطية في بوتقة واحدة. لم يكن أبو سهل نفوراً عند الاختلاف معه، بل كان كما وصفه دولة طاهر المصري ذو حميمية طاغية، وتلك سمة هي في ذروة صفات أهله وعشيرته "أخوان خضرا" الأُباة في التسامح والجود والحلم والعفو والفروسية والمروءة.
أدركت "الباشا" ذات مساء قبل عام ونيف في دارة دولة الدكتور عبد السلام المجالي برفقة الصديق معالي الدكتور حسين الصعوب؛ كان حزيناً على سلوك النخب في مغادرة سلوك رجال الدولة إلى مساحات النفعية والنفاق والوقيعة والخذلان، وكان مؤمناً أن الاْردن بقيادته وشعبه قادراً على تجاوز الأزمة بمزيد من العمل الوطني المخلص ونكران الذات. كان متحمساً للعمل الوطني ولم يثنه تقدم السن وولوج المرض عن دعوته لمزيد من العمل والإخلاص لهذا التراب المقدس ليبقى الوطن.
أكتب عن هذا الوقور بحرقة، وذاك الغيور بوجع لأني أعرف مزاياه وأدرك سجاياه، وأعي تماماً نبله الوطني وتصديه الصريح المتوازن لكل محاولات النيل من صمود هذا الوطن وهوية أهله. أكتب عنه؛ لأنه يشبهني ويلامس شغاف القلب مني حرصاً ووطنية وحكمة في إدارة الشأن العام. أكتب عن "الباشا" لأنه يذكرني بالشرفاء والشهداء وحرّاس الهوية. أكتب عنه: لنقرأ رواية الخلود الأردني بتضحيات الأردنيين الأحرار بقيادتنا الهاشمية الحكيمة.
رحم الله ابا سهل احد اعمد الوطن الاوفياء، وحمى الله وطننا الحبيب وشعبنا الطيب ومليكنا المفدى من كل سوء.
نعم كنّت حريصاً على التريث؛ كي لا أكون أسير الحزن المعتّق الذي استبدّ بي منذ الإعلان عن رحيل قامة وطنية كانت بحق إحدى ركائز منظومة الأمن النَّخبوي، والعقلنة الرَّصينة التي مزجت بين شجاعة الرأي ومتطلبات إسناد هيبة الدولة وضرورات استقرارها، ومنطلقات الرؤي الملكية الثَّاقبة في الشأن الوطني، فمن يعرف وطنية عبدالوهاب ومهنية عبدالسلام وشموخ حابس وتضحية هزاع وغيرهم كثر ممّن عبق فيهم تراب الوطن الخالدً نبلاً ووطنية.
لم يكن أبو سهل " رحمه الله " مراهقاً في السياسة رغم تفاقمها في زمنه، ولا متملقاً رغبة أو متصنعاً فكرة رغم شيوعها في عهده. كان كريماً عزيزاً وصاحب حجة ورأي جمع بين تمثل نبل القيادة وشمائل أهله وذويه الكرام في التسامح والخلق والرفعة، عزيزاً مزج بين شموخ القلعة حيث خرّ قدر الشهيد قرباناً للوطن ذات أنفة، ومزايا الرفعة في الانتماء للوطن والقيادة.
لم يسجل عليه -رحمه الله- وقيعة أو خطيئة ماثلة في حديث الكرام حتى تميّز عن الكثير من أقرانه بكبرياء جبل تواضعاً ووطنية مُزجت بالصراحة والحكمة والإخلاص.
كان سياسياً يصيب ويخطئ ولكن بوصلته لم تبرح تراب الوطن ورؤى القيادة، كان حالة وطنية عامرة بالإيمان في العمل الحزبي لتحقيق الإصلاح السياسي والوصول إلى الحكومات البرلمانية، بل كان من أوائل الساعين لدمج الأحزاب الوسطية في بوتقة واحدة. لم يكن أبو سهل نفوراً عند الاختلاف معه، بل كان كما وصفه دولة طاهر المصري ذو حميمية طاغية، وتلك سمة هي في ذروة صفات أهله وعشيرته "أخوان خضرا" الأُباة في التسامح والجود والحلم والعفو والفروسية والمروءة.
أدركت "الباشا" ذات مساء قبل عام ونيف في دارة دولة الدكتور عبد السلام المجالي برفقة الصديق معالي الدكتور حسين الصعوب؛ كان حزيناً على سلوك النخب في مغادرة سلوك رجال الدولة إلى مساحات النفعية والنفاق والوقيعة والخذلان، وكان مؤمناً أن الاْردن بقيادته وشعبه قادراً على تجاوز الأزمة بمزيد من العمل الوطني المخلص ونكران الذات. كان متحمساً للعمل الوطني ولم يثنه تقدم السن وولوج المرض عن دعوته لمزيد من العمل والإخلاص لهذا التراب المقدس ليبقى الوطن.
أكتب عن هذا الوقور بحرقة، وذاك الغيور بوجع لأني أعرف مزاياه وأدرك سجاياه، وأعي تماماً نبله الوطني وتصديه الصريح المتوازن لكل محاولات النيل من صمود هذا الوطن وهوية أهله. أكتب عنه؛ لأنه يشبهني ويلامس شغاف القلب مني حرصاً ووطنية وحكمة في إدارة الشأن العام. أكتب عن "الباشا" لأنه يذكرني بالشرفاء والشهداء وحرّاس الهوية. أكتب عنه: لنقرأ رواية الخلود الأردني بتضحيات الأردنيين الأحرار بقيادتنا الهاشمية الحكيمة.
رحم الله ابا سهل احد اعمد الوطن الاوفياء، وحمى الله وطننا الحبيب وشعبنا الطيب ومليكنا المفدى من كل سوء.