اليوم العالمي للإذاعة
د. نسيم أبو خضير - مدير إذاعة المملكة الأردنية الهاشمية السابق.
القبة نيوز- إعترافاً بأهمية الإذاعة عالمياً جاء هذا الإحتفال العالمي بأهمية الإذاعة، الذي أقره المؤتمر العام لمنظمة اليونسكو في دورته السادسة والثلاثين في 13 شباط عام 2011 اليوم الذي أنشئت فيه إذاعة الأمم المتحدة سنة 1964.
ولاشك أن الإحتفال باليوم العالمي للإذاعة في هذا التاريخ من كل عام هو لتسليط الضوء، والتأشير على مكانة هذه الوسيلة الإعلامية المهمة في المشهد الإعلامي المحلي والإقليمي والعالمي.
فالراديو يعتبر ومنذ أن بدأ أول بث له في آب عام 1920 وسيط إعلامي ذا تأريخ طويل فهو مايزال وسيلة تواصل لها بريقها ، وما يزال يمثل وسيلة إعلامية للملايين ممن يقودون مركباتهم.
لذلك نجد أنه ورغم التطور التقني الكبير الذي حصل في عالم الإعلام، لاتزال الإذاعة حاضرة بقوة في المشهد الإعلامي ، حيث يستمع نحو85% من الأشخاص حول العالم للراديو ، فهو أكثر الوسائط الإعلامية جذباً للمستمعين في أرجاء العالم كافة من حيث وصوله إلى أكبر عدد منهم.
فالراديو من أقدر الوسائل في سرعة نقل الأخبار ، فموجات الراديو قادرة على إختراق كل أنحاء العالم في أقل من لمح البصر ، بل أثبتت الدراسات أن موجة الأثير تدور حول الكرة الأرضية في نحو ثمن ثانية ، وعليه يعتبر الراديو من الوسائل الهامة في مخاطبة شرائح المجتمع مهما إختلفت مستوياتهم التعليمية ، كما انه عنصر جذب لاستحواذ خيال المستمع في تخيله للمدث أو المعلومة.
والإذاعة تعتبر المنبر المتميز في المشاركة بالنقاش العام بغض النظر عن المستوى التعليمي للناس ، كما يوفر البث الاذاعي منبراً للحوار والنقاش الديمقراطي حول القضايا الحياتية المختلفة.
وفي أثناء جائحة فيروس كورونا وانتشاره السريع، كانت الإذاعة عنصراً هاماً في التصدي للشائعات حوله ، وكانت الإذاعة الأداة الفعالة في نشر الوعي بالتدابير المقررة للحماية من إنتشار الجائحة ، مثل التباعد الإجتماعي والجسدي ، ولبس الكمامة ، والمحافظة على النظافة وغسل اليدين، وتجنب الأماكن المزدحمة ، والتقليل من الحركة غير الضرورية ، والتحلي بروح المسؤولية والوعي خلال هذه الفترة العصيبة حيال هذا الفيروس الخطير.
واليوم إستطاع الراديو أن يبسط سلطانه ليس فقط عبر الأثير بل على الفصاء الإفتراضي ، فأصبح بإمكان جماهير المستمعين الإستماع إلى مئات بل آلاف المحطات الإذاعية دون الحاجة إلى مذياع عبر الإنترنت ، اليوم تستطيع ان تصل إلى أي محطة إذاعية في العالم وباللغة التي تريد من خلال خريطة الإذاعات وفق تطبيق معين على هاتفك النقال ، من خلال ضوء أخضر يشير إلى تلك المحطة ، وبالضغط عليها تستطيع أستقبال البث والإستماع إليها.
إن الإذاعة لاتزال تلعب دوراً كبيراً ومهماً في حياتنا من خلال حصولنا على المعلومات ، فهي وسيلة إعلامية محببة في عهد وسائط الإعلام الإلكتروني.
والإذاعة الأردنية هي إحدى هذه الإذاعات التي أثبتت وجودها وصمودها وماتزال بوجه الحملات التي تشن على أمتنا العربية والإسلامية، لتبقى صوتاً عالياً منافحاً عن الحق والشرف والخير .
فالصوت الذي ينطلق من إذاعة المملكة الأردنية الهاشمية هو صوت الخبر الصادق ، والتعليق الرزين ، والبرامج الهادفة ، والكلمة الطيبة، والخطاب الوسطي المعتدل .
لقد حملت إذاعة المملكة الأردنية الهاشمية ومتذ تأسيسها ومازالت الهم الوطني والقومي بكل كفاءة واقتدار، ومسؤولية مهنية عالية.
وإذاعة المملكة الأردنية الهاشمية تعتبر مدرسة بل جامعة عملت على رفد الإذاعات المحلية والعربية والأجنبية بالكفاءات الإعلامية المبدعة المتميزة.
وأشعر اليوم والعالم يحتفل باليوم العالمي للإذاعة ، أشعر بالإعتزاز والفخر أنني كنت أحد العاملين فيها طيلية حياتي المهنية .
فقد بدأت فيها معداً ومقدماً للبرامج ، ومذيعاً للأخبار ، ثم مديراً لإذاعة القرآن الكريم ، ثم مديراً عاما للبرامج إلى أن تشرفت بالعمل مديراً لإذاعة أذاعة المملكة الأردنية الهاشمية.
تحية حب وتقدير واعتزاز لكل الزميلات والزملاء المذيعين والمذيعات وكل العاملين في إذاعة المملكة الأردنية الهاشمية، والإذاعات المحلية ، والعربية ، والدولية ، في هذا اليوم - اليوم العالمي للإذاعة -