عين على القدس يرصد اعتداءات المستوطنين على المقدسيين وممتلكاتهم
القبة نيوز- سلط برنامج عين على القدس الذي بثه التلفزيون الاردني امس الاثنين، على تطور التطرف اليهودي من الاستيطان الى قطع الطريق وجرائم "تدفيع الثمن" ، دون رقابة ومحاسبة من قبل سلطات الاحتلال، ما يؤكد وجود انفلات قضائي داخل المنظومة القضائية الاحتلالية، وفق البرنامج.
وعرض البرنامج في تقريره الاسبوعي المصور في القدس، مشاهد لهجوم عدد من المتطرفين اليهود على سيارة الشقيقين احمد وحمدي جابر من سكان القدس المحتلة، مشيرا الى انها كانت "لحظات فارقة بين الحياة والموت" أمام مراقبة شرطة الاحتلال التي تلعب دور "المتفرج اثناء هذه اللحظات المرعبة".
والد الشقيقان جمال جابر قال في حديثه خلال التقرير، إن ولديه كانا في طريقهما الى العمل في توزيع الخبز، عندما اعترضهما عدد من المتطرفين وقاموا بتكسير سيارتهما والاعتداء عليهما بالضرب، لافتا الى ان "الله نجاهما من الموت بأعجوبة". وأشار التقرير الى ان مشاهد اعتداءات المتطرفين على المقدسيين وممتلكاتهم اصبحت تتكرر باستمرار في الآونة الاخيرة، ولم تقتصر هذه الاعتداءات على السيارات فحسب بل تجاوزت ذلك الى حد الاعتداء على البيوت واصحابها، كما حصل مع المقدسي بدر ابو الدولة الذي قال بانه واثناء نومه الساعة الواحدة والنصف ليلا، افاق على صوت تكسير زجاج نوافذ منزله، وزجاج سيارة ابنه وعدد من السيارات في الشارع، وانه اتصل بالشرطة التي بررت الاعتداء عند قدومها بان المعتدين "من جيل ابنائه"، واضاف بانه لو قام احد الفلسطينيين بذلك لاخذ حكما مؤبدا.
واوضح التقرير ان عصابات "تدفيع الثمن" المتطرفة كانت تقوم باعتداءاتها ضد المقدسيين وممتلكاتهم تحت جنح الظلام، وارتداء افرادها للأقنعة، الا انها اصبحت تعتدي على الفلسطينيين علانية وعلى مرأى من شرطة الاحتلال، ما اطلق العنان لها للانتقال من مرحلة الدعوات لقتل الفلسطينيين الى مرحلة محاولة قتلهم بشكل مباشر.
المحامي المقدسي خلدون نجم، أكد بان شرطة الاحتلال كانت تعرف افراد هذه العصابات حتى عندما كانوا يخرجون في جنح الظلام، وتعرف توجهاتهم وخططهم، مضيفا بان هذه الاعتداءات لو حصلت من قبل الشبان الفلسطينيين "لرأينا تهما قد تصل في بعض الأحيان الى محاوله القتل". والتقى البرنامج الذي يقدمه الاعلامي جرير مرقة، خلال اتصال فيديو عبر القمر الصناعي بالمحامي المختص بقضايا العرب المقدسيين، محمد دحلة، الذي أشار الى حادثة تصادم وقعت سيارة لشرطة الاحتلال وسيارة لمتطرفين يهود كانوا يلقون الحجارة على سيارات المقدسيين، أدت الى مقتل احد المتطرفين.
وقال على أثر ذلك قام "مستوطنو التلال"، بمظاهرات عنيفة في القدس ومناطق من الضفة الغربية،يطالبون بالاعتداء على الفلسطينيين، وكانوا يهتفون بعبارات مفادها: "ابحثوا عن سيارات الفلسطينيين وحطموها"، وعلى مسمع من شرطة الاحتلال. وأرجأ دحلة موقف شرطة الاحتلال المتهاون مع هذه الاعتداءات الى تلقيها تعليمات من الجهاز السياسي الاسرائيلي، تفيد بالتعامل بحذر مع اعمال الشغب التي يقوم بها المستوطنون، لافتا الى ان هذه الجماعات المتطرفة هي التي تدعم حزب الليكود، وان التعليمات التي تصل للشرطة تطلب التعامل معهم بتساهل كبير وعدم المساس بهم حتى وان كانت اعمالهم تخل بالامن العام وتشكل خطرا كبيرا على المواطنين. وبين دحلة صعوبة تقديم شكوى من قبل الفلسطينيين الذين تعرضوا لضرر مادي او جسدي او حتى اذا ادى الامر الى مقتل احدهم، بسبب هذه الاعتداءات، موضحا ان على الضحية او اهله التقدم بشكوى الى الشرطة الاسرائيلية، ومتابعة الشرطة لاجراء تحقيق والوصول الى الجناة، ومن ثم متابعة النيابة العامة لتقديم لوائح اتهام بحق هؤلاء، وفي حال حصلت ادانة، يستطيع الفلسطيني التقدم بدعوى حقوقية للمحاكم الاسرائيلية والمطالبة بالتعويض عن الضرر الذي بحق به، وهذا يستغرق سنوات في اروقة المحاكم، وغالبا ما يفلت الجاني من العقاب. --( بترا)