دراسة لليونيسف: انخفاض معدل دخل بعض الأسر منذ انتشار جائحة كورونا
القبة نيوز- خلصت دراسة أجرتها منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، وشملت عائلات أردنية وسورية، إلى انخفاض معدل دخل بعض الأسر بحيث تضاعف عدد العائلات التي يقل دخلها الشهري عن 100 دينار (140 دولارا ) منذ انتشار جائحة (كوفيد-19)، وأن 28 بالمئة من العائلات، أفادت خلال وقت إجراء المسح، بأن لديها تمويلا يكفي لأسبوعين فقط لإعالة أنفسهم.
جاء ذلك، خلال فعالية إطلاق اليونيسف لنتائج الدراسة التي حملت عنوان: "التقييم الاجتماعي والاقتصادي للأطفال والشباب في زمن الكورونا"، اليوم الثلاثاء، عبر تقنية الاتصال المرئي، بحضور ممثلة اليونيسف في الأردن تانيا شابويسات.
وأظهرت نتائج الدراسة، التي تسلط الضوء على التحديات الاجتماعية والاقتصادية التي تواجه الأطفال والشباب الأكثر هشاشة وأولياء أمورهم في الأردن خلال جائحة (كوفيد-19)، أن 28 بالمئة من الأطفال (من بين حجم العينة المشمولة) يأوون إلى مضاجعهم جياعا أثناء حظر التجول، وانخفضت النسبة لتصل إلى 15 بالمئة بعد فك حظر التجول. كما أظهرت، عدم تلقي 17 بالمئة من الأطفال دون سن 5 سنوات اللقاحات الأساسية، فضلا عن عدم حصول 23 بالمئة من الأطفال الذين كانوا مرضى خلال جائحة (كوفيد-19) على الرعاية الطبية اللازمة، وذلك يعزى بقدر كبير إلى الخوف من انتقال الفيروس وعدم توفر الأموال.
وأبرزت نتائج الدراسة، أن جائحة (كوفيد-19) كشفت عن وجود فجوة في الوصول الى التقنيات الرقمية تواجه الأطفال من العائلات الأشد فقرا؛ ما يستوجب تضافر الجهود المبذولة لضمان استدراك ما فاتهم ومواصلتهم لتعليمهم، حيث أن 25 بالمئة من العائلات لم يتمكن أطفالها من الوصول إلى منصات التعليم الوطنية الرسمية عبر الإنترنت والاستفادة منها أثناء حظر التجول، وتمكنت 31 بالمئة من العائلات فقط من الحصول على خدمة الإنترنت المنزلي.
وأظهرت النتائج زيادة الضغوطات على الأهالي في فترة حظر التجول وزيادة في مستويات العنف ضد الأطفال في منازلهم، حيث ذكر أكثر من ثلثي الآباء والأمهات عن صعوبات في التعامل مع أطفالهم أثناء حظر التجول، كما أفاد 56 بالمئة منهم أنهم لجأوا إلى استخدام اساليب التعنيف النفسي ضد أطفالهم أثناء الحظر، وبالمقابل لجأ أكثر من ثلث الآباء والأمهات إلى استخدام العنف الجسدي.
وأشارت نتائج الدراسة إلى تعطل أعمال 68 بالمئة من العائلات بسبب جائحة (كوفيد-19)، وعدم قدرة 4 من بين 10 عائلات على شراء منتجات النظافة الشخصية التي يحتاجونها، كما أشارت إلى قيام 89 بالمئة من الشابات بالواجبات المنزلية، بما في ذلك تقديم الرعاية، مقابل قيام 49 بالمئة من الشبان بالواجبات المنزلية.
ولفتت النتائج إلى أن 8 من بين 10 عائلات اعتمدت استراتيجيات وطرق سلبية للتكيف مع الأوضاع الراهنة في الثلاثة أشهر الماضية.
وقالت ممثلة اليونيسف في الأردن تانيا شابويسات، في كلمة لها خلال الفعالية: "كانت الأثار الثانوية المترتبة على جائحة (كوفيد-19) وخيمة ومدمرة على العائلات الأكثر هشاشة التي تمر بضغوطات شديدة لتوفير بيئة آمنة وملائمة وصحية لأطفالها".
وأضافت "تظهر هذه الدراسة أنه بينما تصل المساعدة إلى المحتاجين، هناك ضرورة لبذل جهود إضافية لتوسيع هذه التغطية وتحسين عملية الوصول إلى الأطفال الأكثر هشاشة أثناء إيصال المساعدات، للحيلولة دون تعرض الفتيان والفتيات الأكثر هشاشة للإهمال جراء انتشار هذه الجائحة". وتضمنت الدراسة، عددا من التوصيات، أبرزها: التوسع ببرامج التغذية المدرسية، عند البدء بفتح المدارس؛ التي ستساعد في الوصول للجماعات الضعيفة شديدة الاحتياج.
وردا على سؤال لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، بشأن الدور المتوقع لصندوق المعونة الوطنية في المساهمة بتوفير الأمن الغذائي للأطفال الأكثر هشاشة في الأردن، أجاب مدير برامج الحماية والسياسات الاجتماعية في اليونيسف مانويل رودريجيس بومارول، قائلا: "ستواصل اليونيسف في الأردن العمل جنبا إلى جنب مع صندوق المعونة الوطنية، وشركاء التنمية لمواصلة تعزيز نموذج استهداف الصندوق لجعله "أكثر حساسية تجاه الأطفال" كإحدى الطرق لانتشال الأطفال من الفقر". وتساهم اليونيسف في دعم جهود الحكومة الأردنية في تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للحماية الاجتماعية 2019-2025، والتي اطلقتها الحكومة العام الفائت كمظلة شاملة لجميع برامج الحماية الاجتماعية التي تستهدف الفئات الأكثر هشاشة على المستوى الوطني. ووسعت اليونيسف نطاق المساعدات النقدية من خلال زيادة المستفيدين من برنامج حاجاتي لدعم 30 ألف طفل استجابة لجائحة (كوفيد-19)، وتواصل بذل جهودها في مجال التوعية لمساعدة الأطفال للحصول على فرص التعلم والبقاء بأمان أثناء تفشي الوباء.
وغطى إجراء التقييم الذي قامت به اليونيسف، الأبعاد التالية: التعليم ، والصحة، والتغذية، واستراتيجيات المواجهة السلبية، وانضباط الطفل، والحماية الاجتماعية، وسبل العيش، والدخل، والمشاركة الاقتصادية للشباب.
وشملت عينة الدراسة فئة ممثلة بشكل أساسي من المستفيدين من البرامج المختلفة التي ينفذها اليونيسف في الأردن، مع التركيز على الفئات الأكثر هشاشة وحاجة، ولذلك تنطبق نتائج الدراسة على فئات مختارة من المجتمع، وقد لا تنطبق على جميع السكان.