الحجايا يكتب: واهم من يعتقد بأنّ الاردن لا يملك أوراقا للضغط .. الملك لديه القدرة على المواجهة والتحدّي
الاعلامي قاسم الحجايا
القبة نيوز- اليوم ليس كالأمس ، وأردن اليوم هو قطعا ليس كأردن قبل سنوات ، وحده هذا الوطن يقف اليوم في الواجهة والمواجهة ، ويخوض صراعا على أكثر من جبهة ، هذا إذا ما تحدثنا عن الموضوعات السياسية ، خاصة تلك المتعلقة بشأن الضفة الغربية وحقوق الشعب الفلسطيني .
حكومة اليمين الصهيوني المتطرف بزعامة بنيامين نتنياهو عازمة على ضم أجزاء واسعة من الضفة وعلى وجه الخصوص مناطق غور الأردن مما يعني خنق الفلسطينيين واستحالة إقامة دولتهم المستقلة ، وهو يعني أيضا التحدي الواضح للأردن .
هنا في عمان ، حيث الجميع يراقب المشهد ، ووحده الأردن بات وحيدا في دفاعه عن الحق الفلسطيني ورفض السياسات الإسرائيلية ،
ووحده جلالة الملك الذي تحدث بصوت عال حول احتمالية الصدام مع الأردن في حال قامت اسرائيل بتنفيذ مخططها بالضم .
يرى البعض بأن الاردن لا يملك أوراقا للضغط على الجانب الإسرائيلي ،ومن يعتقد ذلك فهو واهم ، فالشعب الأردني يقف خلف الملك في مواقفه الواضحة والصلبة ، والشعب الفلسطيني في الداخل أيضا يقف مع الملك ويرى بأن الأردن هو الوحيد الذي يحمل اليوم لواء الدفاع عن الفلسطينيين وحقوقهم .
من يتابع الصحافة الإسرائيلية هذه الأيام يدرك حجم الهجمة على نتنياهو حيث ترى هذه الصحافة بأنّ إقدام نتنياهو عليها يعتبر حماقة كبيرة ومزيد من العداء مع الأردن الذي لن يسكت على مثل هذه الإجراءات ، والتي يرى فيها تراجعا واضحا عن معاهدة السلام ، بل أن بعض الصحف تقول بأنّ اليمين المتطرف هو الذي يدفع الأردن ربما لمراجعة الإتفاقية أو إلغائها ما دامت اسرائيل لا تلتزم بها .
ويدرك الملك بأن كرامة الأردن من كرامة فلسطين ، ولا يمكن لهذا الوطن أن يتخلّى عن أشقائه رغم الظروف الكارثية للأمة العربية وبقاء الأردن وحيدا في المواجهة ، ولكنه رغم ذلك قادر على التحدي ورفع مستوى الصدام الذي قد يأخذ أوجها عديدة يفاجأ بها اليمين الصهيوني المتغطرس الذي يخشى من ردود أفعال لا يتوقعها سواء هنا في عمان أو في مناطق الضفة الغربية .
جلالة الملك عبد الله الثاني ..الزعيم الذي غزا الشيب رأسه مبكّرا ،نظرا للتحديات الكبيرة التي ما زال الأردن يواجهها ، قادر على الإستمرار في المواجهة والتحدّي مهما كانت الصعوبات والتكاليف ، فقدر هذا الوطن أن يبقى ملاذا حرا لكل الأشقاء الأحرار وفي مقدمتهم الشعب الفلسطيني الذي يرى في الأردن السند الحقيقي والداعم الفعلي له وصولا لنيل حقوقه المشروعهوفي مقدمتها إقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف بعون الله .