facebook twitter Youtube whatsapp Instagram nabd

الاستقلال: الأردن ملاذنا الذي نفتديه بالمهج والأرواح

الاستقلال: الأردن ملاذنا الذي نفتديه بالمهج والأرواح

نضال العضايلة

القبة نيوز-عند لحظة الولادة لا يملك الانسان من أمره شيئا ويعتمد على أمه اعتمادا كليا ويظن أنه مركز الكون ثم يبدأ فى اكتشاف دوائر انتمائه ودوائر تأثيره، ثم يختلف سعى البعض عن الآخر فى الاستقلال المادى والفكرى، فمنا من يظل معتمدا على غيره ومنا من يسعى منذ الصغر إلى الخروج من دوائر التأثر وتعظيم دوائر التأثير.


ثم يبدأ البعض مرحلة الهبوط فيفقدون دوائر تأثيرهم ويشيخون ويزداد اعتمادهم على ذويهم وفى النهاية يرجع الجميع إلى نقطة الصفر فلا يملكون من أمرهم شيئا ويحل الموت على الجميع.

والشعوب التى لا تزال تسعى للاستقلال فهى كالأطفال تحبو أما الشعوب التى سكنت فيها المقاومة وارتضت بالخنوع فهى شعوب ميتة.

دوافع الاستقلال والاعتماد على الذات تنشأ فى التربية عند الصغر ويمكن زرعها فى أى وقت بالتعلم ورفع الوعى. كما أن قدرات الناس وفهمهم وخَلقهم يختلف فمنهم من جبل على التحرك والتحرر والاستقلال ومنهم من يركن إلى الكسل والعبودية والتبعية، والمجتمع نتاج أفراده.

فوعى الأفراد وتحركاتهم وسعيهم للاستقلال يشكل وعى المجتمع وسعيه للاستقلال.

وحين تستقل الدول من الاستعمار تسعى بشكل مستمر نحو استقلالها الاقتصادى والاعتماد على مواردها المادية والبشرية كما أنها تسعى لفرض سيادتها الكاملة على أراضيها، وأى حائل بينها وبين تملكها لمواردها ومقدرتها هو حاجز بينها وبين استقلال قرارها وأفعالها وفق قيمها ومبادئها.

ولذلك عند ولادة الشعوب من جديد بقيام ثورات أو زوال استعمار عليها أن تدرك أولا أن الاستقواء بالداخل هو أولى خطوات الاستقلال، والاستقواء بالداخل يعنى إدراك أن قوتك فى قوة تلاحم شعبك وتشابك نسيجه، كما على الشعوب إدراك دوائر انتماءاتها ومحيط تأثيرها وأن دائرة الانتماء الأولى هى دائرة الوطن وليس غيرها ثم تليها بعد ذلك الدوائر الأخرى.

ستظل الشعوب فى صراع مستمر نحو الاستقلال ولن تستطيع أن تقوم بنهضة حقيقية وفق مبادئها وقيمها سوى بالاستقلال التام.

واليوم، وتأسيساً على هذا فقد كان الأردن جرّاء تمتعه بمزايا دفعت بالكثير من الحضارات التي سادت تاركةً على ثراها شواهد تقول للتاريخ إنَّ هذه الارض ضاربة في عمق الزمن العميق، ولهذا كانت محط اطماع الغزاة منذ عهدٍ بعيد.

هي أية كتبت بحروفٍ من نارٍ ونور حال إن وصلَ الأمير الهاشمي إلى (معان) بـ 21 تشرين ثاني عام 1920 ومكث هناك بين العزوة والأهل شهوراً، وبعد التشاور والتنسيق مع قادة الحركة العربية آنذاك تقدم إلى (عمّان) بتاريخ 2/ آذار عام 1921وهو تاريخ تأسيس إمارة شرق الأردن، وكانت بريطانيا قد غضبتْ من قدوم الأمير وشعرَت بهذا القبس العربي الذي جاء ليخرج البلادَ من ظلمة الاستعمار إلى نور الاستقلال، وقد مكثت البلادُ تحتَ الاشراف البريطاني حتى عام 1946 حيث كانت تلك الفترة تشهد العديد من حركات النضال الوطني الرّسمي والشّعبي معاً لنيل الاستقلال وكانت بريطانيا تلعب دور المماطل تجاه مطالب تلك الحركات النضالية، فما كان لبريطانيا أمام هذا اليقين الحق إلا الاعتراف بالأردن كدولةٍ مستقلة ذات سيادة بـ 25 آذار عام 1946 وكان الملك عبدالله الأول ملكاً لهذه المملكة العزيزة.

كل هذا الفداء المقدّس الذي كان وقوده الدم الزكي ونتاجه الشأن الوقور، يجعلنا نحن إبناء هذا الثرى الطهور نتقدم صفوف الفخر والتباهي لنباهي الكون بقيادةٍ عربيةٍ جرى بعروقها دم الأنبياء فكانت عزيزة وستبقى.

فما أضيق المدى لو لم يكن هذا العرين ملاذنا الذي نفتديه بالمهج والأرواح.


الرأي

تابعوا القبة نيوز على
 
جميع الحقوق محفوظة للقبة نيوز © 2023
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( القبة نيوز )
 
تصميم و تطوير