فخ أوسلو وصفقة القرن وبدائل الفلسطينيين
د.مهند مبيضين
القبة نيوز- في قراءة معمقة لاتفاق ترامب – نتنياهو الذي أخذ اسماً تداولياً «صفقة القرن» يرسم المفكر العربي عزمي بشارة خطوط البدايات والنهايات المفجعة عربياً وفلسطينياً لمسار السلام الموعود، والتي انتهت بخسارة مفهوم السيادة للدولة الفلسطينية الموعودة، حيث لم يبق لها بحسب ما يرى بشارة في وثيقة ترامب نتناياهو سوى التسمية ( بشارة، صفقة، ص68).
هذا العمل البحثي الذي صدر مؤخراً عن المركز العربي للابحاث ودراسة السياسات في الدوحة بعنوان :» صفقة ترامب نتنياهو: الطريق إلى النص ومنه إلى الإجابة عن سؤال ما العمل؟، يمكن ان يكون من بواكير الانتاج المعرفي العربي حول الصفقة، والذي يشرح بدايات التحرك الامريكي للسلام، والرضى العربي به، بعد العام 1967، لا بل هو توثيق لصيرورة التدخل الامريكي الذي توجه بريجنسكي باعلان مبادرة الحكم الذاتي للضفة وغزة عام 1977، ثم جاءت اتفاقية كامب ديفيد 1978 ثم مشروع ريغان ومبادرته للسلام في الشرق الأوسط عام 1982 ووصولاً إلى مؤتمر مدريد 1991 واتفاق اوسلوا ثم مبادرة السلام العربية عام 2002، وكل ذلك التعاطف والحرص الامريكي على انجاز السلام انتهى بالعلاقات الامريكية الاسرائيلي التماهي بشكل غير عقلاني وبدون انضباط.
ما يميز مراجعة بشارة لمسار الصفقة، هو تقديم قراءة معرفية بعيدة عن الايدولوجيا، وغير بعيدة عن تفسير وايضاح الانهيار الكبير الذي ضرب بنية النظام العربي منذ اسقاطات كامب ديفيد مرورا بحرب الخليج الثانية ووصولاً إلى صياغات السلام المنفرد عربيا، كلّ ذلك حدث دون انتباه كثيرين لانجاز اسرائيل الكبير باخراج مصر مبكرا من عملية الصراع، الذي شق فيه الفلسطينيون عبر ممثلهم الشرعي الوحيد طريق النضال السياسي، مع خيارات متعددة لفعل المقاومة، والتي قادت لجملة انجازات سياسية على صعيد الاعتراف من قبل منظمة الامم المتحدة بحقوق الشعب الفلسيطيني وادانة السياسة العنصرية لاسرائيل ومنح منظمة التحرير صفة مراقب وغير ذلك من سياقات الانجاز لأجل الكيانية الفلسطينية.
يقدم بشارة عمل تاريخاني عن صفقة القرن، فهو يسعى لتبيان ما كان الغرب يتبناه في زمن ترامب، ويطرح سؤال ما العمل؟ في ظل واقع فلسطيني يسوده الانقسام منذ عقد ونصف، وفي ظل ما اسماه تداعيات فخ اوسلو، وفي ظروف الصحوة الفلسطينية عشية اعلان الصفقة على همّ البديل بعد عباس، وكل ذلك رافقه انحسار عالمي لحركة التضامن العالمي مع الفلسطينيين بسبب صراع الانقسام.
غير ان افضل ما كشفته الصفقة، أنها اسقطت خيار اوسلوا وكشفت هشاشة مقولة العملية السياسية، واثبت ان القوي يفرض خياره، وكشفت أن الحديث عن البلاغة السياسية للرئيس ابو مازن التي تفتقت امام مجلس الجامعة العربية في فبراير 2020 ولوحت بحل السلطة كرد على الصفقة لم تكن إلا خطابا، مثل تهديداته السابقة بوقف التنسيق الأمني.
ولكي نواجهة الاتفاق علينا كما يرى بشارة الابقاء على فلسطين كقضية احتلال في ظل نظام فصل عنصري، وهي آخر القضايا من هذا النوع، وستظل قضية الامة العربية الأولى، والخطر الاسرائيلي يبقى ماثلا على العرب كلهم بوصفهم أمة(بشارة، صفقة، 108)
هذا الجدل حول مشروع التحرر الفلسطيني الذي يريده بشاره ديمقراطيا منسجما مع التيار الديمقراطي في المنطقة، لا يغفل عن ضرروة ادراك حالة التشظي الفلسطيني والراهن الصعب، فالخصم هو نظام ابارتهايد في فلسطين، وهو ما يتطلب من الفلسطينين الانخراط في اماكنهم في مشاريع مقاومة لهذا النظام العنصري دون التخلي عن خصوصية كل تجمع فلسطيني اينما كان، وهذا يحتم التذكير بان طريق المفاوضات بدأ حيث فشل طريق التحرير .
ما يكشف بشارة في عمله التاريخاني كأفق لقراءة مخاطر الصفقة، أن التاريخانية هنا كاستعادة واعية للحدث اوضحت طريق الخلاص والمواجهة للصفقة مع الايمان بان الكفاح المسلح صعب، ولابد من مقاومة سلمية اجل العدالة التي هي اعتراف بالحقوق السياسية للشعب الفلسطيني والمساواة لأفراده .
الدستور
هذا العمل البحثي الذي صدر مؤخراً عن المركز العربي للابحاث ودراسة السياسات في الدوحة بعنوان :» صفقة ترامب نتنياهو: الطريق إلى النص ومنه إلى الإجابة عن سؤال ما العمل؟، يمكن ان يكون من بواكير الانتاج المعرفي العربي حول الصفقة، والذي يشرح بدايات التحرك الامريكي للسلام، والرضى العربي به، بعد العام 1967، لا بل هو توثيق لصيرورة التدخل الامريكي الذي توجه بريجنسكي باعلان مبادرة الحكم الذاتي للضفة وغزة عام 1977، ثم جاءت اتفاقية كامب ديفيد 1978 ثم مشروع ريغان ومبادرته للسلام في الشرق الأوسط عام 1982 ووصولاً إلى مؤتمر مدريد 1991 واتفاق اوسلوا ثم مبادرة السلام العربية عام 2002، وكل ذلك التعاطف والحرص الامريكي على انجاز السلام انتهى بالعلاقات الامريكية الاسرائيلي التماهي بشكل غير عقلاني وبدون انضباط.
ما يميز مراجعة بشارة لمسار الصفقة، هو تقديم قراءة معرفية بعيدة عن الايدولوجيا، وغير بعيدة عن تفسير وايضاح الانهيار الكبير الذي ضرب بنية النظام العربي منذ اسقاطات كامب ديفيد مرورا بحرب الخليج الثانية ووصولاً إلى صياغات السلام المنفرد عربيا، كلّ ذلك حدث دون انتباه كثيرين لانجاز اسرائيل الكبير باخراج مصر مبكرا من عملية الصراع، الذي شق فيه الفلسطينيون عبر ممثلهم الشرعي الوحيد طريق النضال السياسي، مع خيارات متعددة لفعل المقاومة، والتي قادت لجملة انجازات سياسية على صعيد الاعتراف من قبل منظمة الامم المتحدة بحقوق الشعب الفلسيطيني وادانة السياسة العنصرية لاسرائيل ومنح منظمة التحرير صفة مراقب وغير ذلك من سياقات الانجاز لأجل الكيانية الفلسطينية.
يقدم بشارة عمل تاريخاني عن صفقة القرن، فهو يسعى لتبيان ما كان الغرب يتبناه في زمن ترامب، ويطرح سؤال ما العمل؟ في ظل واقع فلسطيني يسوده الانقسام منذ عقد ونصف، وفي ظل ما اسماه تداعيات فخ اوسلو، وفي ظروف الصحوة الفلسطينية عشية اعلان الصفقة على همّ البديل بعد عباس، وكل ذلك رافقه انحسار عالمي لحركة التضامن العالمي مع الفلسطينيين بسبب صراع الانقسام.
غير ان افضل ما كشفته الصفقة، أنها اسقطت خيار اوسلوا وكشفت هشاشة مقولة العملية السياسية، واثبت ان القوي يفرض خياره، وكشفت أن الحديث عن البلاغة السياسية للرئيس ابو مازن التي تفتقت امام مجلس الجامعة العربية في فبراير 2020 ولوحت بحل السلطة كرد على الصفقة لم تكن إلا خطابا، مثل تهديداته السابقة بوقف التنسيق الأمني.
ولكي نواجهة الاتفاق علينا كما يرى بشارة الابقاء على فلسطين كقضية احتلال في ظل نظام فصل عنصري، وهي آخر القضايا من هذا النوع، وستظل قضية الامة العربية الأولى، والخطر الاسرائيلي يبقى ماثلا على العرب كلهم بوصفهم أمة(بشارة، صفقة، 108)
هذا الجدل حول مشروع التحرر الفلسطيني الذي يريده بشاره ديمقراطيا منسجما مع التيار الديمقراطي في المنطقة، لا يغفل عن ضرروة ادراك حالة التشظي الفلسطيني والراهن الصعب، فالخصم هو نظام ابارتهايد في فلسطين، وهو ما يتطلب من الفلسطينين الانخراط في اماكنهم في مشاريع مقاومة لهذا النظام العنصري دون التخلي عن خصوصية كل تجمع فلسطيني اينما كان، وهذا يحتم التذكير بان طريق المفاوضات بدأ حيث فشل طريق التحرير .
ما يكشف بشارة في عمله التاريخاني كأفق لقراءة مخاطر الصفقة، أن التاريخانية هنا كاستعادة واعية للحدث اوضحت طريق الخلاص والمواجهة للصفقة مع الايمان بان الكفاح المسلح صعب، ولابد من مقاومة سلمية اجل العدالة التي هي اعتراف بالحقوق السياسية للشعب الفلسطيني والمساواة لأفراده .
الدستور