الشوابكه يرثى معلمه النسعه
طه عبدالوالي الشوابكه
القبة نيوز- استاذي ومعلمي الباشا...الوفاء لا يباع ولا يشترى....الوفاء وهبة من الله في الضلوع نما....
تحار الكلمات وتتلعثم السطور في اللحظة الجلل...بين خبر دخولك المشفى وخبر رحيلك خطمات وئيدة لطفل غض الاهاب.
تلمسات عجوز كهل اعشى واذ اعيته عيناه عن بلوغ الارب ..خبر حط من عل على راس من حمل الجميل جميلا...وعقد للعرفان في نياط القلب فتيلا....خبر رحيلك يا اعز من عرف الجيش من رجال...خبر وداعك بلا توديع...قاتل الله الجوائح ما احقر حضورها فينا...رحلت يا سيد التعليم والتربية بلا بواك على راسك المجلل بالغار....رحلت ونحن كاطفال ضعيفي الحيلة والوسيلة نرقب رحيلك عن بعد وننشد حملك على كواهل اعيتها السنين فاقعدتنا ضعينين ضعفاء لا حيلة لنا...فكيف بالله يكون الرحيل ان لم نكن على تماس مع الجسد الواهن الذي فعلت به الايام فعلها القبيح؟
سيدي ابا المهدي....يلقبونك ابا الطلبة جميعا في عرض هذا الحمى من شرقه وغربه وشماله فكيف تراك في جنوبه؟ ذاك الجنوب منبتك ومدرج صباك ويفاعتك وشبابك المعتق برحيق الشيح والقيسوم واريج الخزامى في قريضك العليل....يلقبونك بابي المهدي منذ كان لنا ولك مع الامل بالله رجاء ان يكون لنا من نسلك الطاهر ولدا يرخي سدوله حللا قشيبة على وطن بحجم عشقك الكبير لكل جميل... فابت ارادة الله ان يكون لك شبيها او مثيلا...
سيدي الباشا....ايها الشاعر والاديب والقائد....ايها المربي العتعيت ايها المعاني الاصيل، ايها الثبت السبط، يا حدرة الطيبين يا ابن الحصان عشيرتك وانت الحصان بجموحك وضبحك في تاريخنا العريق...رحلت بلا استئذان وهل يستأذن العظماء حين يرحلون..رحلت في رمضان الشهر الفضيل العابق بالسكينة والوئام ، او لست انت القائل منذ عقود:
شهر الصيام على المنطار مدفعهُ......يذكر الناس للإفطار إعلانـا
عفواً معان فدنيانا قد اختلفت...... لم يبق شيئا على حاله كانا
سيدي الباشا....العظماء ابدا سيدي لا يستأذنون، العظماء سيدي لا يلتفتون الى الوراء حين يغادرون.. يرحلون بصمت ومهابة...يرحلون وفي شفاياهم مبسم عذب لا شبهة فيه ليطلق بسمة تتفتق جذلانة حتى تفيض على جنبات الدنيا حكمة وعبرة وآية....رحلت ولم نكتف من رؤية محياك باكثر مما راينا...." لله درك سيدي من مهيب وادع"....لله درك وانت الذي يرد على اعظم المواقف صعوبة وتعقيدا بابتسامة قرم عتيد ...لكانها ابتسامة كربلائية للناسك الموعود برضى سيد الشهداء...انها ترنيمة وداعك التي لا يفهم كنهها الا من خبر سيميائيات الرجولة ....تلك البسمة التي تفيض على مساحة الشوق فتجلل الخواطر الكسيرة كانها جبيرة تلم شعث الاعضاء المتشظية من غوائل الزمن....
سيدي الباشا الاشم....ماذا عساني ان اتذكر؟ أأذكر نفسي والناس من حولي بيوم لقائي بك اول مرة حين كنت على اعتاب التعيين في جيشنا الباسل؟ يوم قلت لك انني لا ارغب في ان اكون معلما...حينها تبسمت فقلت لي مهلا على رسلك ...على خاطرك...فتوسطت لي لاكون ضابطا في المخابرات يومها تحادثت مع الباشا زهير زنونة....اي رجل انت في احتمالك وقاحتنا؟ اي عظيم انت في الصبر على جشعنا وطمعنا وجرأتنا؟ حينها قلت لي ان الثقافة العسكرية جيدة وقلت لي ان هناك ابتعاث لك ان قبلت بنا الى سلطنة عمان لتستفيد ماديا وتفيد اهلك بما لا يقل عن اربعة وعشرين الفا من الدنانير....ماذا عساني ان اتذكر واذكر الناس من حولي يوم استدعيتني الى مكتبك بكل حلم وحكمة لا يتقنها الا العظماء...لتقول لي انك على شفير الهاوية ...فاما ان تكون ضابطا بحق (تحترم رؤساءك) او اكتب فيك كتاب الترميج...فكان درسك لي من اجمل واغنى الدروس.....
سيدي الباشا رحلت جسدا لكنك ابدا لن ترحل منا طيفا وحضورا بهيا يبعث فينا قوة الايمان بالوطن واهله وجيشه...نعم يا خاقان التربية والتعليم والرعاية في تاريخ جيشنا الباسل...ستحكيك قبل ان تبكيك الوهاد قصة من قصائد الزمن الخالدة...ستحدث المهاد جبالها عن عنفوان قصائدك المجانية للوطن....ستشدو على ايقاع صنيعك الخالد اطيار ونوارس اقتاتت على راسخات القيم وباسقات الشيم....من مداميك ارسيتها بفعل كفيك النديتين....فنم قرير العين يا سيدي....لانك الباقي فينا على طول الزمن...لانك الراسخ المكرس تكريس الصفح والاحتمال في اتباع المسيح المخلصين له....واشياع غاندي وبوذا واولهم واخرهم الرسول العظيم صلوات ربي عليه وسلم.....
سيدي الباشا...ايها المعاني الطيب.....يقول اهلك في سامرهم الوحواحي (معان لينا وحقها علينا)....ونحن على جرسهم العذب نقول ( المهدي لينا وحقه علينا)....
رحمك الله بواسع رحمته والله اسال ان يتغمدك بواسع رحمته وعظيم مغفرته انه سميع مجيب....
العميد المتقاعد
تلميذ مدارس الثقافة العسكرية - الجيش العربي
طه عبدالوالي الشوابكه