بؤرة المفرق غلطة الشاطر
فهد الخيطان
القبة نيوز-هي بالفعل وكما قال وزير الصحة انتكاسة مؤسفة، لكن ما لم يقله الوزير المحترم، إنه كان بالإمكان تفاديها بقليل من اليقظة وسرعة التحرك.
منذ البداية كانت معركتنا مع فيروس كورونا معركة حدود، والسيطرة عليها تعني احتواء الفيروس في الداخل الأردني. بعد بداية مرتبكة فرضتها خبراتنا القليلة، وخبرات غيرنا من الدول مع وباء مستجد، أمسكنا بالمعابر البرية والمطارات، ساعدنا في ذلك الإغلاق التام وتعطيل حركة السفر.
لكن ضرورات الاقتصاد فرضت علينا فتح المعابر البرية لحركة التبادل التجاري، وافترضنا حينها واستنادا لتصريحات المسؤولين أن الإجراءات الصحية على تلك المعابر، خاصة "العمري” كاملة وصارمة، ولن يكون هناك خطر جدي من حركة الشاحنات في الاتجاهين.
المؤسف أننا اكتشفنا متأخرا أن تلك الإجراءات غير مطبقة بشكل جدي، فبينما كان مفروضا على العائدين من الطلاب الأردنيين المكوث 17 يوما في الحجر الصحي، كنا نكتفي بفحص السائقين مبدئيا عند المعابر، ثم نطلب منهم الالتزام بالحجر المنزلي الذاتي 14 يوما.
لا أعلم من هو المسؤول الذكي الذي كان يصدّق بأن السائق العائد من رحلة امتدت لأسبوعين تقريبا خارج البلاد سيعود ليلتزم في منزله لمدة أسبوعين؟!
نحن نعرف مجتمعنا وثقافتنا، ولا يمكن أن نغامر بالمراهنة على وعي الناس بمسألة على هذا القدر من الخطورة، ولو كان الأمر كذلك لما احتجنا أصلا لأوامر الدفاع ولا لفرض الحجر على عموم المواطنين لأسابيع طويلة. مع الاحترام للجميع، فبعض المسؤولين والوزراء لم يلتزموا بمبدأ التباعد الاجتماعي ومنع التجمعات، وشاركوا بولائم رمضانية حضرها العشرات، فكيف نطلب من السائقين الالتزام.
ولأيام طويلة سابقة كنا نتلقى التحذير تلو الآخر من منطقة العمري، حيث تسجل يوميا إصابات بين السائقين القادمين. وكانت لدى لجنة الأوبئة قناعة طبية عبرت عنها بأكثر من مقابلة وتصريح تحذيري بأن الفيروس يمكن أن تظهر أعراضه على الإنسان بعد مرور 14 يوما، وعليه ينبغي تمديد مدة المراقبة والحجر أكثر من ذلك.
لم تلتفت الجهات المسؤولة لهذه الملاحظات، إلى أن انكشفت بؤرة المفرق، لنعلم حينها فقط أن عملية تجهيز مركز للحجر والفحص الطبي على الحدود لم تكتمل بعد، دون تقديم أسباب وجيهة لهذا التأخير في العمل بينما نحن في ظروف أزمة تستدعي سرعة في العمل. لقد تم تجهيز ألف كرفان في البحر الميت في غضون فترة قصيرة، فهل يعقل أن نقلها وتجهيزها في منطقة العمري يتطلب أكثر من أسبوعين. وما دامت مدارس الثقافة العسكرية خيارا متاحا فلماذا لم نلجأ إليه مبكرا لحين الانتهاء من تجهيز الموقع الرئيسي؟
الانتكاسة موجعة، لأنها ناجمة عن تقصير يصعب تفسيره أو تبريره من طرف وزارتي الصحة والنقل، فالأخيرة هي المسؤولة عن حركة الشحن وكان عليها أن "تدب” الصوت وتتحرك بسرعة.
بؤرة المفرق قد تبعدنا أسابيع عن مرحلة التعافي، وتعيدنا من جديد لدائرة الحظر الشامل وإغلاق محافظات بكاملها. وثمة ثمن اقتصادي باهظ لهذا السيناريو اختبرناه في الأسابيع الماضية ولم نعد قادرين على دفع المزيد.
للأسف وكما يقول المثل غلطة الشاطر بألف.
الغد
منذ البداية كانت معركتنا مع فيروس كورونا معركة حدود، والسيطرة عليها تعني احتواء الفيروس في الداخل الأردني. بعد بداية مرتبكة فرضتها خبراتنا القليلة، وخبرات غيرنا من الدول مع وباء مستجد، أمسكنا بالمعابر البرية والمطارات، ساعدنا في ذلك الإغلاق التام وتعطيل حركة السفر.
لكن ضرورات الاقتصاد فرضت علينا فتح المعابر البرية لحركة التبادل التجاري، وافترضنا حينها واستنادا لتصريحات المسؤولين أن الإجراءات الصحية على تلك المعابر، خاصة "العمري” كاملة وصارمة، ولن يكون هناك خطر جدي من حركة الشاحنات في الاتجاهين.
المؤسف أننا اكتشفنا متأخرا أن تلك الإجراءات غير مطبقة بشكل جدي، فبينما كان مفروضا على العائدين من الطلاب الأردنيين المكوث 17 يوما في الحجر الصحي، كنا نكتفي بفحص السائقين مبدئيا عند المعابر، ثم نطلب منهم الالتزام بالحجر المنزلي الذاتي 14 يوما.
لا أعلم من هو المسؤول الذكي الذي كان يصدّق بأن السائق العائد من رحلة امتدت لأسبوعين تقريبا خارج البلاد سيعود ليلتزم في منزله لمدة أسبوعين؟!
نحن نعرف مجتمعنا وثقافتنا، ولا يمكن أن نغامر بالمراهنة على وعي الناس بمسألة على هذا القدر من الخطورة، ولو كان الأمر كذلك لما احتجنا أصلا لأوامر الدفاع ولا لفرض الحجر على عموم المواطنين لأسابيع طويلة. مع الاحترام للجميع، فبعض المسؤولين والوزراء لم يلتزموا بمبدأ التباعد الاجتماعي ومنع التجمعات، وشاركوا بولائم رمضانية حضرها العشرات، فكيف نطلب من السائقين الالتزام.
ولأيام طويلة سابقة كنا نتلقى التحذير تلو الآخر من منطقة العمري، حيث تسجل يوميا إصابات بين السائقين القادمين. وكانت لدى لجنة الأوبئة قناعة طبية عبرت عنها بأكثر من مقابلة وتصريح تحذيري بأن الفيروس يمكن أن تظهر أعراضه على الإنسان بعد مرور 14 يوما، وعليه ينبغي تمديد مدة المراقبة والحجر أكثر من ذلك.
لم تلتفت الجهات المسؤولة لهذه الملاحظات، إلى أن انكشفت بؤرة المفرق، لنعلم حينها فقط أن عملية تجهيز مركز للحجر والفحص الطبي على الحدود لم تكتمل بعد، دون تقديم أسباب وجيهة لهذا التأخير في العمل بينما نحن في ظروف أزمة تستدعي سرعة في العمل. لقد تم تجهيز ألف كرفان في البحر الميت في غضون فترة قصيرة، فهل يعقل أن نقلها وتجهيزها في منطقة العمري يتطلب أكثر من أسبوعين. وما دامت مدارس الثقافة العسكرية خيارا متاحا فلماذا لم نلجأ إليه مبكرا لحين الانتهاء من تجهيز الموقع الرئيسي؟
الانتكاسة موجعة، لأنها ناجمة عن تقصير يصعب تفسيره أو تبريره من طرف وزارتي الصحة والنقل، فالأخيرة هي المسؤولة عن حركة الشحن وكان عليها أن "تدب” الصوت وتتحرك بسرعة.
بؤرة المفرق قد تبعدنا أسابيع عن مرحلة التعافي، وتعيدنا من جديد لدائرة الحظر الشامل وإغلاق محافظات بكاملها. وثمة ثمن اقتصادي باهظ لهذا السيناريو اختبرناه في الأسابيع الماضية ولم نعد قادرين على دفع المزيد.
للأسف وكما يقول المثل غلطة الشاطر بألف.
الغد