أبو خضير يكتب: محاصرة الأزمة
د. نسيم أبو خضير
القبة نيوز- ليس ببعيد فقد كنا نقف في صفوف في المجمعات ومواقف السيارات العمومية، وكنا نستمتع بإنتظار الحافلة والمركبة ، خاصة اذا قابل أحدنا أحد أصدقائه، أو أحد زملائه، ممن لم يقابلهم منذ فترة طويله، يدور الحديث بينهم ويستعيدوا الذكريات القديمة، تصاحبها الإبتسامة وملامح الفرح على الوجوه ، وكلما جاءت حافلة او مركبة تقدمنا بالصف - الطابور- الى أن نصل إلى رأس الطابور أو ضمن العدد الذين يشملهم فرصة الصعود الى المركبة ، ثم نجلس كل في مكانه ، منهم من يجلس بجانب النافذة ، ويكون سعيداً بهذا المكان والبعض في المقعد الأمامي، ونتعبرها حضوة ، - فالجلوس في المقعد الأمامي عقده بالنسبة لنا نحن في الأردن ، سواء في المركبة او المناسبات والإحتفالات ، فإننا نعتبره جزءا من شخصيتنا ، حتى أصبح بالنسبة لمرضى الكبرياء ثقافة - وأثناء السير في الطريق يتبادل الركاب الحديث ، السياسي يتحدث في السياسة ، ومنهم من يتحدث عن الزراعة وموسم هذا العام ، ومنهم من يتحدث عن الغلاء وارتفاع الأسعار ، وغيرها من الموضوعات ، التي تنتهي بالسؤال لبعضهم البعض، من وين أنت؟ بتعرف فلان؟ نعم إبن عمي، جارنا، من العشيرة، وهكذا ، وغالباً ماتنتهي بصداقات تستمر مدى الحياة وبشكل حميم، ومن من يخرج كتابا أو صحيفة ويبدأ بالقراءة.
وقد ينتقل بعد الوصول إلى مجمع أو موقف سيارات آخر ، ويتكر معه المشهد مرة أخرى وهكذا.
إن هذا السلوك وعدم إمتلاك سيارة والوقوف في المجمعات ، ومواقف السيارات ليس عيبا ، ولايقلل من مكانة الشخص.
اليوم وقد إزداد عدد المركبات ، وأصبحت تشكل عبئاً وعائقاً في شوارعنا المزدحمة،
لماذا تقوم الحكومة بتنظيم حركة السير ، وحل الأزمة من خلال الزوجي والفردي للمركبات ؟ وهذا ينشط حركة النقل العام وخاصة نحن في عمان ننتظر الإنتهاء من مشروع الباص السريع وتشغيله لخدمة المواطنين ، كما أن هذا القرار يجعل بعض مالكي السيارات الخصوصية يتعاونون فيما بينهم بالتناوب في المشاركة في التنقل، وبهذا نكون قد ساهمنا حل مشكلة ألأزمة المرورية.
أُُناشد أصحاب القرار بتطبيق هذا النوذج وتجربته لعله يسهم بإيجاد حل.