النوابُ في بَياتهم الكُوروني .. همهمةٌ وصدًى
أ.د. خليل الرفوع
القبة نيوز-مجلس النواب في زمن الكورونا لا يختلف عنه في بقية الأيام، غير أن الشعب الأردني استراح من جعجعة صراخهم وشواردِ آرائهم وتبعية قراراتهم وكثرة هوشاتهم على الملأ وفي السر والعلن، فغدَوا في زمن الكورونا أجسادًا بلا أرواح، يغطُّ أغلبهم في سبات ولا يُسْمٌعُ لهم إلا شخيرٌ وهمهماتُ صَدى؛ حتى حينما يريد أن يتحدث أحدُهم يقعُ في شَرَكِ اللغة تأتَأةً وصَفصفةً، وحينما يتفَلَّتُ غيرُه - مباهاةً - من عقال الحظر يقع في شَرَك الأمن مقبوضًا عليه وعلى مركبته في ليلة نحسٍ، غير مأسوفٍ على إيقافه وتوقيفه أو حتى سجنه، وحينما يصدر قرار أمنيٌ ناجح صارمٌ مُقَدَّرٌ يكون المجلس كله تابعًا أو صدًى يسّابقٌ للتأييد إعلاميًّا كيلا يفوتَه رياءٌ قد تشرّبه وتعود عليه من قبلُ، وحينها نقتنع أن هذا المجلس لا يمثل شعبا عظيما أثبت نزوعَه نحو الحياة والتكافل والانضباط.
إن كان للكورونا من حسنات فإن في مقدمتها إسكاتَ النواب وحظرَ ألسنتهم في أفواههم كي لا يقولوا ما لا يفعلون، والأصل أن مجلس النواب ممثل أمة فلا تشريع إلا ما يشرِّعه ولا قانون إلا ما يوافق عليه، والحق أن يكون متبوعًا لا تابعا، صادحًا باسم الشعب لا صدًى محكيًّا، قائما على مراقبة السلطة التنفيذية مقوّمًا وموجّهًا لا محجورًا عليه مكتومةً أنفاسُه، والأصل فيمن يمثل الشعب حتى ولو طُبِّقت عليه أوامر الدفاع أن يكون له مبادرات واقعية تتساوقُ مع القيمة التاريخية والاعتبارية والأخلاقية للسلطة التشريعية بغرفتيها النواب والأعيان، كل العالم يتعلم ويجتمع ويتحاور هذه الأيام عن بعد إلا مجلسيَّ الأمة اللذين يستمتعان بعطلة كورونية (جَت منك يا جامع الله) على أنغام عزف منفرد بالتمديد لهما، وهو حُلُمٌ يُعللانِ به النفسَ، وفي الجوِّ غيمٌ - كما يقول محمد عبده - يوشك أن يكون غيثا !!
والغريب أن أكثرهم قد جاءت به الأموال والشركات والعقارات، طريفها وجديدها لكن شيئا منها لم يُتَبرَعْ به زكاةً أو صدقة أو نافلة لهم عن طيب نفس أو حتى دفع بلاء (يا أخي)، وحينها نستغرقُ في سؤال طُوباويٍّ مُزْمِنٍ حزين: هل هذا مجلس للشعب أم مجلس قاروني قد استعصى على العُرْف والناس أمرْه ؟ وحينها نعلم أن حلَّهُ مبكرا قد أصبح ضرورة وطنية في ضوء مطالبات بعض أعضائه بحله عاجلا غير آجل، ( سِيدي حِلّوه، ويعطوهم من أموال التنمية الاجتماعية أو صندوق الزكاة أو حتى من تبرعات أساتذة الجامعات)..
إن كان للكورونا من حسنات فإن في مقدمتها إسكاتَ النواب وحظرَ ألسنتهم في أفواههم كي لا يقولوا ما لا يفعلون، والأصل أن مجلس النواب ممثل أمة فلا تشريع إلا ما يشرِّعه ولا قانون إلا ما يوافق عليه، والحق أن يكون متبوعًا لا تابعا، صادحًا باسم الشعب لا صدًى محكيًّا، قائما على مراقبة السلطة التنفيذية مقوّمًا وموجّهًا لا محجورًا عليه مكتومةً أنفاسُه، والأصل فيمن يمثل الشعب حتى ولو طُبِّقت عليه أوامر الدفاع أن يكون له مبادرات واقعية تتساوقُ مع القيمة التاريخية والاعتبارية والأخلاقية للسلطة التشريعية بغرفتيها النواب والأعيان، كل العالم يتعلم ويجتمع ويتحاور هذه الأيام عن بعد إلا مجلسيَّ الأمة اللذين يستمتعان بعطلة كورونية (جَت منك يا جامع الله) على أنغام عزف منفرد بالتمديد لهما، وهو حُلُمٌ يُعللانِ به النفسَ، وفي الجوِّ غيمٌ - كما يقول محمد عبده - يوشك أن يكون غيثا !!
والغريب أن أكثرهم قد جاءت به الأموال والشركات والعقارات، طريفها وجديدها لكن شيئا منها لم يُتَبرَعْ به زكاةً أو صدقة أو نافلة لهم عن طيب نفس أو حتى دفع بلاء (يا أخي)، وحينها نستغرقُ في سؤال طُوباويٍّ مُزْمِنٍ حزين: هل هذا مجلس للشعب أم مجلس قاروني قد استعصى على العُرْف والناس أمرْه ؟ وحينها نعلم أن حلَّهُ مبكرا قد أصبح ضرورة وطنية في ضوء مطالبات بعض أعضائه بحله عاجلا غير آجل، ( سِيدي حِلّوه، ويعطوهم من أموال التنمية الاجتماعية أو صندوق الزكاة أو حتى من تبرعات أساتذة الجامعات)..