العبادات في الإسلام
د. نسيم أبو خضير
القبة نيوز- تتميز العبادات في الإسلام بالشمول والاستغراق بحيث تشمل حياة المسلم وتستغرق كل نشاطاته ، فيكون للعبادة أثرها في حياته، وفي ذاته، وأخلاقه، وسلوكه.
قال تعالى : ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون).
فغاية الخلق هو وجوب عبادة الله وحده لا شريك له، أي أن العبادة لاتكون إلا لله وحده، وليس لأحد سواه قال تعالى : ( إنَّ هذه أمتُدكم أمة واحدة وأنا ربكم فأعبدون) سورةالأنبياء.
والعبادة المأمور بها العبد ، تتضمن معنى الذل ، ومعنى الحب، فالخضوع مع البغض ليس عبادة ، والحب بدون الخضوع ليس عبادة ، لإ نعدام الخضوع والخشوع، فالمسلم يقبل على الله من خلال العبادة بمحبة وشوق في أداء العبادة، وبهذا تكون العبادة كمال التعظيم والخضوع لله عزوجل مع كمال المحبة له.
والعبادة في الإسلام هي المظهر الإيجابي ، والتجسيد العملي ، والبرهان الصادق للعقيدة التي جاء بها الإسلام.
لابد للعبادة في الإسلام أن تنعكس آثارها على النفس، والقلب، والعقل، والفكر في كل الظروف والأحوال، دون تغيير أو تبديل في الحاضر والمستقبل.
لهذا العبادة في الإسلام ليست مجرد شعائر يؤديها،إقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان ، وحج البيت من إستطاع اليه سبيلا ، بل هي بهذه العبادات والفرائض تعتبر نوع من التربية ، ففرائض الإسلام تخاطب كل الجوانب الإنسانية، وتفي بكل الحاجات، وتصحح كل الإتجاهات.
إن الغاية من العبادات في الإسلام، ليست مجرد حركات وممارسات وأقوال باللسان ، وهي ليست مجرد تقوى سلبية، لأنها تتجه الى النفع الإنساني العام ، وإلى إيجاد مجتمع متعاون متحاب ، غير متباغض ولامتنازع. فالعلاقة مع الله القائمة على العبادة الحقة هي عهد مع الله، فيها معنى الإخلاص، بل هي قائمة على الإخلاص لله، لتكون مطهرة للقلب قاضية على الشر فيه ، تؤلف بينه وبين الناس، كل الناس مسلمين، وغير مسلمين من غير مغالاة ، فالعبادة مظهر الخضوع والإنقياد لله، في كل السلوكيات والتصرفات التي تتجلى في الأخلاق التي يجب أن تكون ثمرة العبادة ، والعلامة الفارقة للمسلم في جذب غير المسلمين للدخول في الإسلام. ، وتطبيق ( لا إله إلا الله محمد رسول الله).