الدكتور النوفل يكتب : خرقٌ في باخرة يغرقها.. وثقب في طائرة يجعلها تسقط ..
القبة نيوز- كتب الدكتور محمد نوفل
منذ بداية الأزمة تحملت مؤسسات ومفاصل الدولة المدنية والعسكرية والسياسية والإعلامية والأمنية التبعات الناتجة عن الحظر، والتزم كل منهم بواجبه دون ادنى تقصير، وقد ساعد الخطاب السياسي الذي اتسم بالشفافية والهمة والمعنوية بكسب الدعم والتعاطف الشعبي الكبير، مما حدا بالحكومة إدارة الأزمة بشكل مثالي، وأصبح الشعب بكل اطيافه يتابع إيجازكم اليومي ويستبق تحليل الموقف من تقاسيم وجوهكم ونظراتكم، وكل إنجاز يتحقق تنبعث معه روح النصر ..
وعندما اصبح العد تنازلياً للإصابات الى ان وصلنا الى صفر إصابة، استبشر الناس بأن تعود الحياة على طبيعتها مع اقتراب الشهر الفضيل، ويتمكنوا من اداء صلاة التراويح في المساجد، ولكن ليس كل ما تشتهيه النفس تدركه، وإنما الأمل بالله ولله حكمته في كل شيء، فبعد الشعور باقتراب الفرج لدينا جميعاً ظهرت فجأة بعض بؤر انتشار المرض وعدد من الحالات المخالطة المصابة نتيجة بعض الفجوات والثغرات التي تم اهمالها والتي أعادتنا من جديد الى المربع الاول..
نحن على ثقة ان الاستسلام خسارة واليأس سبب الفشل، والصبر مفتاح النجاح والإرادة اكبر سلاح لمواجهة التحديات، فلا تجعلوا من الثغرات والثقوب الصغيرة ان تبدد الإرادة وان تضعنا على خط الاستسلام بعد كل الجهد والعناء الذي تحملته الدولة بمفاصلها..
وهنا علينا العمل ضمن إطار مفاهيمي محدّث يتعاطى مع كل المستجدات الطارئة مثل تجديد الخطاب السياسي وتعبئته بالروح المعنوية وبث الطمأنينة من خلال الموقف الثابت والرؤية الواضحة والحوار بشفافية، وزيادة التوعية، وايجاد حلول فعلية وخصوصا للمتضررين وأصحاب الحرف والمهن والعمال الذين تقطعت بهم سبل العيش، وكذلك من ليس لديه اي مدخول مادي في وضع الحظر، والعمل على ضمان توصيل الاحتياجات الضرورية لهم وجمع التبرعات من خلال صندوق همة وطن ولجان الزكاة والصدقات ولجان محلية على مستوى الأحياء والقرى تشرف عليها البلديات والمجالس المحلية.. وإعطاء اللجان المحلية صلاحيات لخدمة الأحياء من باب التكافل الاجتماعي والتلبية لنداء الوطن في مواجهة الظروف الصعبة، فلا ندري اذا ما كان القادم اعظم..
اما عن حالات إصابة سائقي الشحن القادمين من الدول المجاورة واحتمالية إصابات اخرى من هذا المنفذ المفتوح، نحن ندرك أهمية استيراد وتصدير البضائع لسد الاحتياجات الضرورية للمجتمعات.. فهناك اقتراح نقل الحمولات بين الحدين، وذلك بمنع خروج الشاحنات الأردنية خارج الحدود، وعدم السماح لشاحنات الدول الاخرى بالدخول الى اراضينا، وذلك لمنع الاختلاط، لذا من الممكن نقل الحمولات التجارية بين الشاحنات الأردنية والأجنبية وتبادلها بين الحدين تحت رقابة مشددة، مع وضع خطة تضمن شروط الصحة والسلامة العامة، كمنع السائقين من مغادرة سياراتهم اثناء نقل الحمولات، ورش وتعقيم الشاحنات، وان تتم تهيئة الحمولات بشروط تسمح بنقلها من خلال الآليات والرافعات الشوكية الخاصة لهذه العمليات..
حمى الله الاردن أرضاً وملكاً وشعباً