ما قال الأردن اليوم : الواحد في الكل والكل في واحد
الدكتور صلاح الحمايدة
القبة نيوز- يبدو وباء كورونا زلزالآ مدمرآ والذي جاء بأعراض غير معروفة وفرض علينا مشاهد حزينة مفاجئة عطل حياتنا السابقة واجبرنا على عادات لم نكن نألفها ولا عهد لنا بها.
شوارع كانت تغص بالمارة غدت خاويه ويعتبر الخروج إليها مجازفة غير حميدة ومسافرون يمرون على الحجر الصحي قبل العوده الى بيوتهم واحظان أمهاتهم. وموظفون لا يذهبون إلى مكاتبهم وشراء الخبز له أصول وقوانين وتلاميذ المدارس لا يبدأون يومهم بالنشيد الوطني وتراب الطريق لم يعد محايدا قد يحمل جراثيم المرض.
لاشيء إلا وفقد وجهه القديم ولكل منا خوفه وحساباته، جاء الوباء والكارثة بنمط جديد من الحياة وجهه الأول : خوف الفرد على حياته وقلقه على أفراد عائلته، ووجهه الثاني : الأمل فالكل يأمل بإنتهاء هذه الغمة واستئناف حياته السابقة والعودة إلى ما كان سالمآ وسليمآ.
أكان تلميذ المدرسة ولقاؤه السعيد مع أصحابه والإنسان الذي تعود صلاة الجمعة في المسجد القريب، ام الأبن البار الذي اعتاد زيارة أمه مساء من كل يوم. وذلك الجندي الشجاع الذي حفظ ايام إجازته... كسر الجميع عاداته الأليفة والمألوفه وانخرطوا جميعأ في عراك صعب مع خصم ماكر عنيد.
لكل أردني فيه موقعه ولكل اردنية دورها والكل يدافع عن اردن عزيز يمثل الوطن والكرامة وأرض الأجداد الراحلين وموئل الأحلام القادمة فلا اردن بلا أردنيين يدافعون عنه يتنازلون عن راحتهم ويرون الراحة كاملة في سلامة الوطن وإنزال الهزيمة بشر غريب يدعي كورونا.
يجسد الأردنيون اليوم صيغة شعريه رائدة عنوانها الواحد في الكل فأحلام الأردني تنتسب إلى أهله الأجداد الذين مضوا والاحفاد القادمون والكل في واحد حسبانه سلامة أهله وصحة وطنة الأثير واعتمادآ على هذا الكل النبيل الذي لا يقبل القسمة نخوض معركة سنخرج منها منتصرين.
نحن الأردنييون اليوم نترجم تكامل الخلق الحميد والوطنية الموروثة كل منا يقاتل معتمدآ على خبرته، فمدير جهاز الأمن العام الجنرال الأسمر الذي كسب محبة الشعب وثقة القائد. الغيور الساهر على أمن وطنه يخرج علينا صباحآ ومسآء مبينآ المسموح والممنوع وفضائل الانضباط الذي يأخذ به قبل غيره والمتاح والمرتجى وخسائر الفوضى ناسيآ راحته الذاتية وهمومه الشخصية منصرفآ إلى راحة الأردنيّين كما لو كان حارسآ لا يتعب يدفع الخطر بعقله واعصابه وروحه وجسده عن أردنيين اعزاء لم يلتق بهم مرة واحدة وربما لن يلتق بهم لأنه واحد من الكل وغايته سلامة الكل الذي ينتمي إليه.
كما يترجم الأردنيون اليوم وحدة الشرف والمسؤولية الوطنية كل منا يحارب على جبهته فمعالي وزير إعلامنا القلق المرهف الحس يرصد آخر الأخبار متوخيا الصدق والشفافية على وجهه مسحة من اسف بعد إصابات جديده وعليه شيء من الرضى إن تعافى بعض المصابين تتدافع في كلامه النصائح ورفع المعنويات والمطالبة بالصبر كانه تلميذ نجيب اخذ على نفسه عهدآ بالتفوق والأخذ بيد غيره ( الكل) إلى تفوق لا بد منه.
نترجم نحن الاردنيون اليوم روح الفداء والتضحية فلا نقاتل من أجل مصالح خاصة ولا ننضبط لأجل مكافأة ولا نصمد لمكافاة فردية ومثالنا الأعلى جندي شهمآ مجهولآ دافع عن أرضه مرة وقضى ومثالنا الراهن الجيش الأردني الموزع على الشوارع والمستشفيات وتقاطع الطرقات وأمام أسواق الخضار وعلى أبواب البنوك والمصارف واستقبال الداخلين يوزع الأمل والورود يطلق روح الصمود وصدق المواجهة مواصلين الليل بالنهار جميلآ شريفآ أنيق الهندام جامعآ في قلبه علم الوطن وراية التضامن فهو من الكل والكل فيه واردننا جامع الكل وموحده ملقيآ المسافه بين الشمال والجنوب وبين الرتب المختلفة فالدفاع عن الوطن عقيدة لا مهنة.
ليس في الأردن الأن من هو خارج المعركة الجندي البسيط الذي يتعب ولا يعرف التعب . وتلك القروية العظيمة التي تخبز في بيتها وتوزع ارغفة ممزوجة بالتعب والرضى ومحبة الآخرين والناصح الإعلامي الذي غدأ طبيبآ والطبيب الذي أصبح مرشدآ اعلاميآ ورجل الدين الذي يعد فضائل الأردني الصالح الذي يحارب كورونا مع الكل الوطني الذي يحاربه.
ومع أن لكل مواطن بطولة فإن لمعشر الأطباء بطولة تليق بجهودهم يعالجون المرض الخبيث ولا يهابون اذاه ويسهرون على مراقبة المرضى ليل نهار لا يلتفتون إلى الفرق بين الليل والنهار يغامرون بحياتهم ويصيبهم المرض وهم يتصدون له يتناولون الدواء ويعطون غيرهم الدواء وإذا كان المثل العربي القديم قال " طبيب يداوي الناس وهو عليل،" مشيرآ إلى طبيب فقير الحال فإن الطبيب الأردني الكريم قلب المعادله " طبيب يواجه المرض وهو يداوي المرضى"
و إلى بطولة الطبيب الذي لا يرهبه مرض لئيم ماكر خبيث، ينتمي جيش آخر من المقاتلين الذين يقفون في الظل : جيش الممرضين والممرضات فهم اول من يستقبل المرضى واخر من يودعهم يقوم بدور الحارس والرقيب والمتابعه ويقاسم جيش الأطباء البطوله والمجازفه بأنفسهم. يشبه الممرضون الجندي الصبور الذي لا رتبه له يقف مستعدآ على وجهه ابتسامه ويوزع الورود محتفظآ لنفسه بوردة لا يراها أحد ويعتقد أنه سيحمل حقلآ من الورود حين يزور عائلته ويرى ابن الجيران المريض سالمآ .
اذا كان للبسطاء بطوله عظيمه فإن هذه العظمه البسيطه تتجلى في أردنيين لا يفرقهم احد. تنتمي إليهم ممرضة تغامر بحياتها وهي تعالج آخرين وعسكري صبور ينصح المخالفين بالسير الصحيح وتلك الفلاحه القروية الرائعة التي تخبز في بيتها خبزآ له طعم العسل .
نتدافع نحن الأردنيون اليوم إلى محاربة مرض كثير الأخطار مدفوعين بالشوق ومحبة الوطن واحترام صحة الناس..
جلالة سيدنا وقائدنا الملك عبدالله الثاني حفظه الله ورعاه يهجس ليلآ ونهارآ بسلامة مواطنيه يستنفر طاقاته وعقله واقتراحاته وتعليماته وهو يستنفر عقولآ مسؤوله تشاركه التصدي " للأزمة" انه واحد من الكل ولكنه مسؤول عن الكل لأنه ( حارس القلعه) الأول الذي يؤرقه القصور ونواقض المواجهة إن وجدت.
ولما كانت أحوال ( حراس الوطن) من فضائل حارسها الأول طلع ولي عهدنا الأمين رافعآ شعار " التكافل الاجتماعي" مؤكدآ أن الأردني الذي لا يساعد غيره ناقص الوطنية والإنسانية وايضآ خرجت ام الأردنيين جلالة الملكة رانيا العبدالله حفظها الله بمبادرات متعدده ترفع من شأن المرأه وتدعم عزائم الأردنيين جميعآ .
دولة رئيس الوزراء مرآة شفافة صادقه يعكس التحدي الذي نعيش تختصر في وجهه هواجس وهموم ومسؤوليات وتأمل وتفأول وغضب ورضا وتلك الشفقة التي تسكن العينين وذلك الإرهاق الذي كسا الوجه والصدق الداخلي الذي توسد الروح وإشارات المسؤول النموذجي الأردني الغيور الذي لا ينتظر الأسئلة الصعبة وإنما يجيب عليها قبل أن تأتي لأنه لا يعيش حياته كموظف كبير بل كاردني حقيقي وكأنسان ينتمي إلى عائله كبيرة .
وللوزراء جميعآ اشاراتهم التي تترجم أحوال العقل والقلب والروح والمسؤولية وزير الداخلية وتجهمه الابوي وزير الصحة الذي يسأل عن أمال جهودة وجهود الآخرين والناطق الإعلامي باسم الدوله المعبر في تقاسيم وجهه المنضبطه عن جدية ما يقول وما يقوم به غيره........
والضباط العسكريون الكبار الذين يتصرفون بكرم يليق بالباس الذي يرتدونه وبذلك ( الكل ) الذي جاؤوا منه ويحملون همومه وينتظرون نهاية سعيده.
في شعار " الواحد في الكل والكل في واحد" ما يمحوا المراتب ويحتضن مواطنين لهم حقوق وواجبات متساوية بيد أن لكل سياق قضايا نفلت منها تقف في الظل ولا تبدو واضحه الا بعد يقظة وحيطة وقلب رشيد يعني بأمال عمال المياومه في فترة شح فيها العمل وبدأ فيه اليوم فراغآ مليئآ بالتواجد. من أين يحصلون على قوة يومهم؟ وكيف يحصلون حوائج عائلاتهم؟
الأ يحتاجون ما يعيش به غيرهم ام ان الكورونا فرضت عليهم الذل والمسكنه والحرمان؟ ما أحوال فقير سقط عليه المرض واستبدت به الحاجه وكيف يقاوم المحتاجون وباء كورونا أن كانت " التغذية المتوازنة" احد سبل مقاومته؟
قد يكون في الحاجه الملحه ما يوزع المجتمع إلى مجتمعات ولكن هل يجوز هذا ونحن نعيش الواحد للكل والكل في واحد؟ قد يتضمن السؤال موضوع الزكاة قبل أن يشير إلى ما أبعد من ذلك التراحم والتساعد والتعاضد والتعاطف..... ولا علاقه للأم بالشفقة إنما له علاقه فعلية بالتكامل الاجتماعي التازر الإنساني والممارسة الوطنية التي تعني المساعدة والاحترام فلا ضروره لمعونة محملة بالأذى وذلك أن في التساعد والتساند والترافق التزامآ بتراث كريم ومساهمة في الدفاع عن الوطن ورفع معنوياته.
ما الذي يفعله انسان يجوع في وطنه؟ وما معنى المواطنة أن تركت الفقير يشعر باليتم والعزله؟ إليس في نسيان المحتاجين انتصارآلكورونا للكورونا والوباء الذي نهزمه جميعآ؟
الأزمات والكوارث اختبار للشعوب والأمم ولقادة الشعوب والأمم. وقد برهن الأردن هذا البلد المحدد الموارد انه أغنى وأشد اتساعآ وإكثر كرمآ من بلدان لا تنقصها الخيرات الطبيعية والصناعية بل تنقصها حكمة القيادة الاردنيه وقدرة شعبنا الصغير الكبير على البذل والعطاء والمقاومة وصولآ إلى انتصارآ تأتي به أراده اردنيه.... .
حمى الله الجميع قيادة وشعبا و أبعد عنّا جميعاً هذا الفيروس بأقرب وقت اللهم امين.