حفظ النفس
د. نسيم أبو خضير
القبة نيوز- إن من أوامر شريعتنا العظيمة بعد توحيد الله، حفظ النفس ، وعدم الاعتداء عليها بأي صورة من الصور، قال تعالى : ( ولاتقتلوا أنفسكم).
ويدخل في هذا النهي عدم قتل الإنسان لنفسه ، وكذا تعريض النفس للمهالك، قال العلامة السعدي رحمه الله : (ولاتقتلوا أنفسكم) أي لايقتل بعضكم بعضا ، ولايقتل الإنسان نفسه ، ويدخل في ذلك الإلقاء بالنفس الى التهلكة، وفعل الأخطار المفضية الى الهلاك ، ولاشك أن كل مايفضي الى قتل النفس هو إلقاء بالنفس الى التهلكة.
من هنا لابد من الأخذ بالأسباب في حماية النفس وعدم تعريضها للأذى ، والمسلم مطالب بالأخذ بالأسباب المشروعة، وقد قال أهل العلم : الأخذ بالأسباب عبادة.
ويقول شارح العقيدة الطحاوية : قد يظن بعض الناس أن التوكل ينافي الإكتساب، وتعاطي الأسباب، وأن الأمور إذا كانت بقدر فلا حاجة إلى الأسباب.
وجاء في الموسوعة الفقهية ومحققوا الصوفية الى أن التوكل على الله لايتنافى مع السعي والأخذ بالأسباب من مطعم ومشرب " وهذا ينطبق على تجنب الأمراض والأسقام ، ومن ذلك الحفاظ على النفس في حال إنتشار الأمراض والأوبئة، فلابد من الأخذ بالأسباب عن طريق الحجر الصحي، والذي يعتبر من أهم الوسائل للحد من إنتشار الأمراض الوبائية في العصر الحاضر ، وبموجب ذلك يمنع أي شخص من دخول المناطق التي إنتشر فيها نوع من الوباء ، والإختلاط بأهلها، وكذلك يمنع أهل تلك المناطق من الخروج منها.
وكذلك يمنع الإختلاط في الأماكن المزدحمة ، واقتراب الناس من بعضهم البعض، ورسولنا صل الله عليه وسلم ، منع الناس من الدخول إلى المناطق المصابة بالطاعون ، ومنع القاطنين فيه من الخروج منها.
لذا ايها الأخوة والأخوات، ياأهلنا في الأردن الحبيب.
إن الأخذ بالأسباب واجب على كل واحد منا ، لنتمكن من القضاء على هذا الوباء الخطير _فيروس كورونا _، وعلينا الإلتزام بالتعليمات الصادرة عن الجهات المسؤولة بعدم الخروج من المنازل إلا للضرورة القصوى مع أخذ الإحتياطات بحذافيرها والابتعاد عن الآخرين بمسافة لاتقل عن مترين، ولبس الكمامة والقفازات، يقول تعالى : ( وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي ألأمر منكم).
إن الاستهتار والتهاون بهذا الوباء الخطير، وعدم الإلتزام بتعليمات ولي الأمر، هو إلقاء بالنفس الى التهلكة، وقتل لها ، يقتل نفسه ويقتل غيره.
ولاشك أن مثل هذه التصرفات والسلوكيات من أي شخص يعتبر صاحبها آثم ، آثم، يحاسب عليه يوم القيامة.