إستغلال أقوات العباد : في زمن الكورونا.
د. نسيم أبو خضير
قال تعالى :(ألم تر أن الله سخر لكم ما في السموات وما في الأرض وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة).
القبة نيوز- لا يظنن ظان أن طريق السعادة بالغنى فيأخذ بجمع المال من حلال أو حرام ، ولايبالي من أين وكيف جمعه ، فترى هذا بسارع الزمن ليستغني في يوم وليلة فتراه على حساب أقوات العباد يحتكر قوتهم طمعا في ارتفاع الأسعار ولو أدى ذلك إلى العنت والمشقة على العباد والبلاد فيضيق على العباد ارزاقهم التي وكله الله بها لان التجارة من بيع وشراء انما شرعت في الاسلام لتسهيل مصالح العباد وتيسيرها لالحجبها عن خلق الله ومنع الانتفاع فيها ورفع أسعارها.
ان احتكار اقوات العباد سواء من التجار أو من المواطنين الذين يتهافتون على الخبز والسلع والمواد التموينية وتخزينها في الظروف الطارئة، خاصة في مثل هذه الظروف التي نواجه فيها خطر فيروس كورونا ، مثل هذه السلوكيات تعتبر من الخصال الذميمة ، والأخلاق السيئة ، لأنها تقسي القلب، وتذهب بهاء الوجه، وتخطف نور الروح.
لوفكر المرء قليلا ، واقتنع بما يسوقه الله إليه من رزق حلال لعوضه الله من رزقه.
ولو فكر التاجر قليلاً بأن الربح الحلال المعقول مهما كان قليلاً فإن الله سبحانه وتعالى يبارك فيه ويعوضه خيرا منه.
ولو فكر المواطن الذي تهافت على الخبز والمواد التموينية أن الرزق والموت والحياة بيد الله، وانه لابد أن يدرك مصلحة الآخرين من إخوانه الذين يعيشون معه لما سلك مثل هذه السلوك السلبي.
ياأيها الإنسان إن رقابة الله عليك أدق وأوثق من رقابة العباد واذا فلت من رقابة الحاكم عليك، فلن تفلت من عقاب الله.
إن صدق الإنتماء لهذا الوطن ولهذه الارض الطيبة المباركة، التي درجت عليها ، وافترشتها ممهدة لك تعيش عليها ، تذكرك بفعل الأجداد الأمجاد والسلف الصالح كيف فعل عثمان رضي الله عنه بقافلة كاملة، فلم يغتنمها فرصة إذ كان التاجر الوحيد في عصره وماذا دفع له من أضعاف في الربح كيف وهبها لله ، فخلد ذكره بهذه المآثر الى مآثره الأخرى.
إنه أدرك أن هولاء التجار الذين دفعوا له الربح الوفير سيكون من قوت الشعب والأمة وسيربك الوطن، وهكذا من جاء من بعدهم اذ كانوا يفتحون خزائنهم للفقراء والمساكين.
لنتأسى برسولنا محمد صل الله عليه وسلم، وبالصحابة الكرام رضي الله عنهم وأرضاهم.