facebook twitter Youtube whatsapp Instagram nabd

صفقة القرن في مشاهد إعلامية

صفقة القرن في مشاهد إعلامية

د. عزت جرادات

* تعكس الصحافة بتنوع اتجاهاتها صورة عن الرأي العام تجاه أي قضية للتعريف بها، ايجابياتها وسلبياتها، وتهدف هذه المقالة إلى التعريف بالمواقف الإعلامية تجاه (صفقة ترامب- أو صفقة القرن) ومدى قبولها أو رفضها، عالمياً، كرسالة موجهة إلى (الإدارة الأمريكية)... وذلك من خلال عدة مشاهد.


* ما هية الصفقة؟
من أجل الترويج لها، فقد اختارت الإدارة الأمريكية عناوين للصفقة لتكون جاذبة! فأطلقت عليها: صفقة القرن: السلام من أجل الازدهار، رؤية لتحسين حياة الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي، وجاءت ب (181) صفحة بالانجليزية وبجزأين: الأول إطار العمل السياسي، ويمكن القول أنه جاء موجزاً، بينما جاء الثاني، إطار العمل الاقتصادي، أكثر عمقاً وتركيزاً.

*المشهد الأمريكي- البريطاني:
-وصفت (واشنطن بوست) الخطة بمنحة لإسرائيل لحقها في ضمّ المناطق التي تريدها، المستوطنات وغور نهر الأردن مع السيطرة الكاملة عليها، أما الفلسطينيون فيمكن أن يحصلوا على (حكم ذاتي) بعد فترة اختبار (كفاءة وأهلية) لمدة ثلاث سنوات، وستكون دولة غير محددة الحدود.

- أما (نيويورك تايمز) فأشارت إلى (خريطة إرخبيلية) تشمل مناطق غير متواصلة أو متصلة لتكون ( دولة فلسطين منزوعة السلاح تماماً وبسيادة إسرائيلية وباستقلال ذاتي).

أما الصحافة البريطانية فتعرضت للخطة التي تحابي الاسرائيلين:
-فصحيفة التايمز تصف الخطة بأنها غير واقعية، فتركز على إسرائيل ومصالحها، بينما تقدم للفلسطينيين الأموال مقابل التخلي عن مطلب الدولة، فهي خطة شفهية.

- وتتفق (الغارديان) مع (التايمز) بأنها تحقيق للأماني الإسرائيلية البعيدة المدى.

- وتذهب (الديلي تلغراف) إلى القول بأن الخطة (تحطم عقوداً من الإجماع الدولي حول كيفية حل النزاع القائم وتعيد رسم الخريطة لصالح إسرائيل، وبالتأكيد لن يقبل بها الفلسطينيون، فهذه الخطة أشبه ب (غيتو فلسطيني)!.

*المشهد الأوروبي:
-عبرت الصحافة الفرنسية والسويسرية عن الموقف الأوروبي، فوصفت (ليبراسيون) الفرنسية الخطة بأنها (تسحق عقوداً من المعايير الدولية، وتمهد لاسرائيل الطريق لتضم ما تريد من الأراضي الفلسطينية للدولة العبرية).

-فيما أكدت (لوفيغارو) الفرنسية، أن الخطة تعتبر (تحوّلا جذرياً يعصف بالمنطقة ويدخلها (ثقباً أسوداً) أو ما يعني (النفق المظلم) ... وتصفها (بالصفافة) التي تقدم حبل المشنقة للشعب الفلسطيني، وتؤدي إلى فصل جديد من التوتر في علاقة الغرب بالعالم الإسلامي...

-إما الصحافة السويسرية، وأهمها (شبالينخر) فوصفتها (بموآمرة القرن) بانحيازها التام لإسرائيل وترك الفتات للفلسطينيين، فهي أشبه بصفقة بين إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية بغياب الفلسطينيين، مما يجعلها ذات طابع أحادي.

*المشهد الإسرائيلي:
- جاءت معظم الصحف الإسرائيلية اليمينية مؤيدة للخطة بدرجات متفاوتة، مع أنها تعتبر ما يحصل عليه الفلسطينيون يمثل (تنازلاً صعباً).

-وثمة صحف، (هاارتس) على سبيل المثال، فقد توقعت لها الفشل أو إلى سلة المهملات، وقد كتبت بنيَّةٍ واضحة لجعل الفلسطينيين يرفضونها، بينما استبعدت (يديعوت احرونوت) أن الخطة تؤدي إلى تقدم في اتجاه الحل.... ولا مكسب للفلسطينيين سوى وقف الاستيطان خلال تنفيذ الخطة، وهو ليس في صالح إسرائيل!.

*الصحف العربية:
-يدرك القراء العرب، أن الصحافة العربية بغالبيتها، تعكس وجهة نظر النظام العربي، فثمة آراء متفاوتة، ودرجات متفاوتة من الاهتمام، حسب توجه النظام في كل بلد.

- ويمكن القول أن (إتحاد الصحفيين العرب) يعبر عن وجهة النظر العربية: هي مظلمة القرن لاستلاب فلسطين التاريخية، بقدسها ومقدساتها الإسلامية والمسيحية.

تابعوا القبة نيوز على
 
جميع الحقوق محفوظة للقبة نيوز © 2023
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( القبة نيوز )
 
تصميم و تطوير