خلفيات التدخل التركي في ليبيا ومصيره
د.محمد جميعان
القبة نيوز-نقلت وكالة رويترز في الساعات الماضية خبرا وصفته بالعاجل تضمن ان حكومة الوفاق الليبية تطلب رسميا من تركيا دعما عسكريا بحريا وبريا وجويا..
وحكومة الوفاق الوطني الليبية هي حكومة منبثقة عن الاتفاق السياسي الليبي الموقع في الصخيرات المغربية في 17 ديسمبر 2015، والذي أشرفت عليه بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، بقيادة الالماني مارتن كوبلر بعد تكليفه بديلا عن خلفه الاسباني السيد برناردينو ليون..
وما ان اعلن هذا الخبر العاجل حتى بادر الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، متوقعا ان حصول حكومته على تفويض من البرلمان التركي في 8 - 9 يناير من أجل إرسال جنود إلى ليبيا تلبية لدعوة الحكومة الشرعية هناك.
لم يكن الخبر العاجل هو بداية الطرح، اذ ان الاعلام التركي وعبر تصريحات تركية رفيعة قد هيأ الراي العام والاجواء السياسية في البلاد لمثل هذا التدخل منذ اسابيع، وكان اهمها تصريحات الرئيس اردوغان نفسه حين اعلن انه لن يسمح بتكرار "انقلاب مصر " في ليبيا.
الحال الذي اصبح يتدحرج عبر طلب المساعدة العسكرية والتجاوب معها، لم يكن وليد الساعات او الايام الماضية، بل كان قائما منذ سنوات مضت، ولم يكن هناك اي استعداد من هذا القبيل، سوى ان اللواء حفتر كان يصول ويجول في صراع مع حكومة الوفاق، وهي تراوح مكانها في صراع مع الجنرال واطراف اخرى، اذن ما الجديد الذي يجب ان تبحث عنه واستدعى كل ذلك؟
ارى ان المستجد كان على نحو ما جرى على الساحة الليبية والاقليمية والدولية، ابتداء من ورقة اللواء حفتر التي سقطت عند داعميه اولا، نظرا لكثرة قصصه وقلة فعله وفاتورة مطالبه، وهذا لا يعني ان داعميه سيقبلون بحكومة الوفاق ذات الامتدادات الاخوانية والايدلوجية التي لها رؤى وسياسات وحسابات لا يمكن ان تلقى قبولا ممن قدموا الدعم لحفتر..
تركيا ادركت ذلك الواقع الذي يتعلق بالجنرال حفتر وناقشت ذلك مع حلفائها خصوصا الروس والايرانيين والماليزيين الذين على ما يبدوا توافقوا على ذلك..
ولا اعتقد ان تركيا ايضا غابت عنها ان تتقدم باستشارت لحلفائها في الغرب وامريكا حول ذلك، واخذت الضوء الاخضر ضمن معطيات انهاء الصراع في ليبيا خدمة للاستقرار والسلم العالمي..
وعلى ضوء كل ذلك، من فهم الواقع والاستشارات جرى وضع سيناريو يراعي الوضع الدولي والإقليمي والقانون الدولي، بحيث تتقدم الحكومة هناك بطلب التدخل التركي لانهاء الصراع على النحو الذي جرى.
اما فيما يخص المصير والنتائج بالنسبة لمحصلة ما سيجري، وهل ستحسم تركيا الحال كما ترى وكما وعدت حلفائها، لا اعتقد ان تركيا تمتلك كافة الاوراق والموافقات المباشرة وغير مباشرة، او ما يمكن تسميتة بالمفاجآت ونوايا خفية، او من مطبات وتوريطات والتي قد تضع الواقع خلاف ما ارادته السفن التركية وحكومة الوفاق، وكذلك ما اجرته تركيا من تنسيقات وجهود في هذا الاطار..
يكفي هنا ان نشير الى ما جرى من ردود فعل على التدخل التركي في سوريا، وما قد يطرأ من التكرار لهذا التدخل في ليبيا بشكل اعمق وربما اعنف يصل الى قرار عربي إسلامي ضد اردوغان في حال تجراء ودخل ليبيا عسكريآ..
ستبقى الأيام هي الفصل، والمفاجآت سيد الموقف، الى اين ستذهب الاحداث..
drmjumian7@gmail.com
وحكومة الوفاق الوطني الليبية هي حكومة منبثقة عن الاتفاق السياسي الليبي الموقع في الصخيرات المغربية في 17 ديسمبر 2015، والذي أشرفت عليه بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، بقيادة الالماني مارتن كوبلر بعد تكليفه بديلا عن خلفه الاسباني السيد برناردينو ليون..
وما ان اعلن هذا الخبر العاجل حتى بادر الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، متوقعا ان حصول حكومته على تفويض من البرلمان التركي في 8 - 9 يناير من أجل إرسال جنود إلى ليبيا تلبية لدعوة الحكومة الشرعية هناك.
لم يكن الخبر العاجل هو بداية الطرح، اذ ان الاعلام التركي وعبر تصريحات تركية رفيعة قد هيأ الراي العام والاجواء السياسية في البلاد لمثل هذا التدخل منذ اسابيع، وكان اهمها تصريحات الرئيس اردوغان نفسه حين اعلن انه لن يسمح بتكرار "انقلاب مصر " في ليبيا.
الحال الذي اصبح يتدحرج عبر طلب المساعدة العسكرية والتجاوب معها، لم يكن وليد الساعات او الايام الماضية، بل كان قائما منذ سنوات مضت، ولم يكن هناك اي استعداد من هذا القبيل، سوى ان اللواء حفتر كان يصول ويجول في صراع مع حكومة الوفاق، وهي تراوح مكانها في صراع مع الجنرال واطراف اخرى، اذن ما الجديد الذي يجب ان تبحث عنه واستدعى كل ذلك؟
ارى ان المستجد كان على نحو ما جرى على الساحة الليبية والاقليمية والدولية، ابتداء من ورقة اللواء حفتر التي سقطت عند داعميه اولا، نظرا لكثرة قصصه وقلة فعله وفاتورة مطالبه، وهذا لا يعني ان داعميه سيقبلون بحكومة الوفاق ذات الامتدادات الاخوانية والايدلوجية التي لها رؤى وسياسات وحسابات لا يمكن ان تلقى قبولا ممن قدموا الدعم لحفتر..
تركيا ادركت ذلك الواقع الذي يتعلق بالجنرال حفتر وناقشت ذلك مع حلفائها خصوصا الروس والايرانيين والماليزيين الذين على ما يبدوا توافقوا على ذلك..
ولا اعتقد ان تركيا ايضا غابت عنها ان تتقدم باستشارت لحلفائها في الغرب وامريكا حول ذلك، واخذت الضوء الاخضر ضمن معطيات انهاء الصراع في ليبيا خدمة للاستقرار والسلم العالمي..
وعلى ضوء كل ذلك، من فهم الواقع والاستشارات جرى وضع سيناريو يراعي الوضع الدولي والإقليمي والقانون الدولي، بحيث تتقدم الحكومة هناك بطلب التدخل التركي لانهاء الصراع على النحو الذي جرى.
اما فيما يخص المصير والنتائج بالنسبة لمحصلة ما سيجري، وهل ستحسم تركيا الحال كما ترى وكما وعدت حلفائها، لا اعتقد ان تركيا تمتلك كافة الاوراق والموافقات المباشرة وغير مباشرة، او ما يمكن تسميتة بالمفاجآت ونوايا خفية، او من مطبات وتوريطات والتي قد تضع الواقع خلاف ما ارادته السفن التركية وحكومة الوفاق، وكذلك ما اجرته تركيا من تنسيقات وجهود في هذا الاطار..
يكفي هنا ان نشير الى ما جرى من ردود فعل على التدخل التركي في سوريا، وما قد يطرأ من التكرار لهذا التدخل في ليبيا بشكل اعمق وربما اعنف يصل الى قرار عربي إسلامي ضد اردوغان في حال تجراء ودخل ليبيا عسكريآ..
ستبقى الأيام هي الفصل، والمفاجآت سيد الموقف، الى اين ستذهب الاحداث..
drmjumian7@gmail.com