facebook twitter Youtube whatsapp Instagram nabd

القطامين يكتب: الأمن العام، زَجَرةُ البوائقِ والضلال

القطامين يكتب: الأمن العام، زَجَرةُ البوائقِ والضلال

د. نضال القطامين

القبة نيوز- في امتداد ذي صلة بما كتبته عن مواقع التواصل الإجتماعي، أكتب اليوم عن استهتار وتمادٍ على مؤسساتنا الأمنية وعلى الأمن العام من فئة لا تعلم شيئا عن تلك البلاد التي يهترىء الأمن فيها ولا عن الناس حين ينصرفوا عن أشغالهم لأنهم وجدوا أنفسهم فجأة وجها لوجه مع القتلة ومع اللصوص والناهبين وقطاع الطرقات.


أكتب عن أولئك الذين استصغروا النكأ في سلطة الأمن، واستهانوا بمنشورات صفيقة يتداولها الناس دون تروٍ ودون تبيّن، بمعزل مخيف عن الإحساس بالولاء لهذا الوطن، وبتنكّرٍ كاملٍ للمسؤولية الوطنية الكبيرة التي ينهض بها جهاز الأمن العام ومرتباته على مر الساعات والليالي والأيام.

أكتب عن شرطيين وضباط يكافحون الجرائم ويمنعون وقوعها ولا يجدوا في نهاية النهار سوى جحود وزندقة فكرية وعقلية، ولكأن هذا الواجب الذي لا يُسمح بالغفلة عنه ساعة من ليل أو نهار، لا يعني أحدا ولا يخدم أحدا.

أكتب اليوم وأفتح سجلا وطنيا اردنيا نكتب فيه فخرنا بالأمن العام وبالجيش وبالمخابرات، أولئك الذين تضوّع عطرهم على المدن وحواريها وعلى القرى والأطراف وفي الصحراء، وقد حملوا أسلحتهم وحرّموا فوهات البنادق على صدورنا وأحلّوها لكل الذين يريدون بهذا الوطن بائقةً وضلال.

أكتب عن من تدربوا في مدارس الجندية الأردنية وقد تعلموا فيها من عبد المحسن الكاظمي، أن من لم تكن أوطانه مفخراً له، فليس له في موطن المجد مفخرُ، ومن لم يبن في قومه ناصحاً لهم، فما هو إلا خائن يتسترُ، ومن كان في أوطانه حامياً لها، فذكراه مسكٌ في الأنام وعنبرُ، ومن لم يكن من دون أوطانه حمى، فذاك جبان بل أخسّ وأحقر.....

لا أحد يرغب بالفوضى، ولا بأن يتولى الناس أنفسهم حماية الأرواح والأعراض والأموال، وعلى حملة كاميرات الهواتف، أولئك الذين يقتنصون لقطات وهفوات، فيضعونها على صفحات التواصل ويجعلونها نافذة يؤتى من قبلها الوطن، عليهم أن يفكّروا قليلا، قبل الإقدام على النشر، بأن تلك السلوكات لا يحمد عليها أحد، وأنهم لا يزيدوا سوى أن يضعفوا وطنا.

من ابجديات العمل الأمني، أن لا يترافق أحيانا مع اللطف ولا مع الحسنى، وإلّا كيف تُمنع الجرائم وكيف يُقبض على المجرمين وكيف يُنقلون للمثول أمام العدالة؟

ألا يرى الناس في أعتى الدول الديمقراطية كيف يتجاوز رجال الامن كل أبجديات الحوار واللطف لفرض الأمن ولردع المجرمين وإجبارهم على تسليم أنفسهم، ألم يروا في هذه الدول كيف تستخدم الكلاب المدربة وكيف تُستعرض القوة بالهراوات والخيول والأسلحة ؟

هذا حصننا الحصين ولن يفضي الاستمرار في نكأ التراب في أسفل جدرانه سوى للعتمة والظلمة والطرق التي لا يريدها أحد.


تابعوا القبة نيوز على
 
جميع الحقوق محفوظة للقبة نيوز © 2023
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( القبة نيوز )