facebook twitter Youtube whatsapp Instagram nabd

يااا مِن يرد ناقة اللي ما يعرف العذر؟

يااا مِن يرد ناقة اللي ما يعرف العذر؟
طه عبدالوالي الشوابكه


القبة نيوز- في سنوات الغزو بين القبائل والحمايل حدثت القصة مدار البحث...
هجم الغزاة على القوم بغتة....سلبوا ونهبوا ما طالت أيديهم....لم يتركوا حلالا ولا نياقا ولا مونة في البيوت...كان من بين المنهوبات ناقة حلوب...وهذه الناقة كانت لرجل توفيت زوجته وهي تعاني ألم المخاض لتلد طفلة تركتها خلفها بدون مرضع يرضعها...كانت هذه الناقة بديلا عن أمها وكانت الرضيع تقتات على ما تجود به الناقة من حليب وكأنها أم رؤوم للطفلة...
ذهب الغزاة بعيدا إلى ديارهم....لكن رجلا بقي يلحق بهم ويردد من بعيد عبارة (يا من يرد ناقة اللي ما يعرف العذر. ...يا من يرد ناقة اللي ما يعرف العذر )...ولالحاح الرجل في المسير خلفهم رغم الخطورة وترديد عبارته الاستجدائية التي لا تنفك تصدح في الخلاء....وبعد طويل نداء توقف الغزاة وانتظروا الرجل حتى وصل على مقربة منهم. ..سألوه (وش سالفتك يا رجل ) ( وش سالفة اللي ما يعرف العذر). ..أخبرهم عن طفلته التي ستنتحب ولا تعي إلا لغة البكاء من فرط الجوع لكونها حُرمت من أمها الناقة التي تقتات على حليبها بعد وفاة أمها. ...
كيف للطفلة أن تقنع وتصمت أمام عذر والدها بأن الناقة (بديل أمها) سلبها القوم الغزاة...هي حتما لن ولن تقنع بهكذا عذر. ..
امتثل عقيد القوم (الغزاة)...لمنطق الحالة وامر بإعادة الناقة للرجل قائلا ردها إلى من لا يعرف العذر. ..
تلك حكاية اسقطها على قوم يعيشون بين ظهرانينا سلبوا كل شيء. ..اوهنوا الزرع وجففوا الضرع وها هم شبابنا وفتياتنا بالآلاف يهيمون على وجوههم أمام أعيننا ولا يعذروننا على قصورنا بحقهم أبدا. ...مهما تعللنا لهم ومهما اعتذرنا من أعذار....
لذلك اناشد كل رشيد حصيف من لصوص البلد وأقول (يا من يرد قروش اللي ما يعرفوا العذر؟ )...
 
تابعوا القبة نيوز على
 
جميع الحقوق محفوظة للقبة نيوز © 2023
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( القبة نيوز )