نتانياهو التمثال الجليدي
المخرج فضل يانس
القبة نيوز-هل يدرك نتانياهو حجم الخطر في الوقت المناسب في عدم استكمال مسيرة السلام أو ايقافها عند مرحلتها الراهنة؟
وهل تفلح الضغوط والتحذيرات في تنبيه نتانياهو وحكومته إلى حجم الخطر القادم؟ أم أنهم ينتظرون موجة من العنف والدماء ليدركوا تلك الحقائق؟ أن المطلوب من إسرائيل اليوم يتعدى بكثير مجرد الاتفاق على جزئية هنا او جزئية هناك وإنما هو حسم التوجه نحو السلام أي السلام الحقيقي والشامل الذي يحقق الأمن لجميع الأطراف ويراعي طموحات وكبرياء كل الشعوب ولا يعني هذا سوى خيار واحد أي الأرض مقابل السلام وإقرار الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وعلى رأسها حقه في إقامة دولة ذات سيادة وما لم يتم الإقرار بهذه المبادئ فإن الخطر لن يكون هو عدم استكمال مسيرة السلام أو ايقافها عند مرحلتها الراهنة فقط وإنما هو أيضاً هدم ما تحقق منها بالفعل طوال السنين الماضية وهناك دلائل على التأكل الذي أخذ يصيب بالفعل ما تحقق من سلام.
فهل يدرك الإسرائيليين في الوقت المناسب هذا الخطر؟ ذلك هو السؤال الحاسم ومن حسن الحظ ولربما لسوء حظ نتانياهو أن أفكاره السياسية السوداء واضحة ومحددة بلا أي لبس خاصة في كتابة (مكانة بين الأمم) إسرائيل والعالم والذي ينطوي على معتقدات وتوجيهات تهدم عملية السلام العربي الإسرائيلي الراهنة من أساسها وأن أحد الأفكار الأساسية الواردة في هذا الكتاب هي التفرقة بين نوعين من السلام أولهما ما يسميه سلام الديمقراطيات (أي السلام بين الدول الديمقراطية) المعروف بالغرب والذي يتضمن الحدود المفتوحة والتبادل التجاري والسياحي والعلاقات المتبادلة في ميادين العلم والتعليم والثقافة والبيئة وتقليص الدعاية المعادية وغياب الجيوش المتحفزة والاستعدادات العسكرية وقبل كل شيء التأكد المطلق من انعدام أي طموح للصراع المسلح هذا السلام تحميه الكوابح الداخلية والإرادة الشعبية الداخلية السائدة في النظم الديمقراطية.
أما النوع الأخر من السلام الذي يتم مع البلاد اللاديمقراطية فهو (سلام الردع) الذي يقوم على كوابح خارجية للميول العدوانية وهي تقوية الطرف الديمقراطي واضعاف الطرف الديكتاتوري وينطلق نتانياهو من مقدمته تلك ليخلص إلى أن المشكلة الرئيسية في الشرق الأوسط هي أنه فيما عدى إسرائيل للعرب هو فقط سلام الردع وتكون السياسة الإسرائيلية الوحيدة الممكنة هي تقوية إسرائيل واضعاف البلاد العربية وعدم تقديم أية تنازلات على الإطلاق لتلك النظم الديكتاتورية والفكرة الثانية لنتانياهو هي الأمن مقابل السلام وليس الأرض مقابل السلام جوهر هذه الفكرة هو أن السلام الذي حققته إسرائيل لم يمنع من وقوع أعمال إرهابية ضدها ووقوع عشرات الضحايا الإسرائيليين ولذلك فإن المهم ليس هو معاهدات السلام وإنما المهم هو توفير الأمن الإسرائيلي لأنه لا معنى للسلام دون أمن وبناء عليه فإن النتيجة التي يصل إليها نتانياهو هي عدم القبول بقيام دولة فلسطينية في الضفة الغربية وغزة باسم السلام لأن تلك الدولة سوف تكون مصدرة للتهديد أمن إسرائيل. أن أخطر ما سيواجه إسرائيل (نفسها) وذلك من حكم الأقدار حيث سيذوب هذا التمثال الجليدي الليكودي المتطرف يوماً ما لأن ممارسة التطرف باتجاه معاكس لبناء السلام وبصورة غير شرعية لن يكون عاملاً على الاستقرار الإقليمي وإنما لزعزعته وهي سياسة كهذه يكون من الصعب عليها أن تسهم في تجنب تدهور الوضع الأمني الداخلي والإقليمي تلك هي سمات السلوك الإسرائيلي حيث لن يجدي عند وقوع الكارثة أو الزلزال الاختيار بين بدائل ولن يكون إلا حتمية الانهيار بعد فوات الأوان.
وهل تفلح الضغوط والتحذيرات في تنبيه نتانياهو وحكومته إلى حجم الخطر القادم؟ أم أنهم ينتظرون موجة من العنف والدماء ليدركوا تلك الحقائق؟ أن المطلوب من إسرائيل اليوم يتعدى بكثير مجرد الاتفاق على جزئية هنا او جزئية هناك وإنما هو حسم التوجه نحو السلام أي السلام الحقيقي والشامل الذي يحقق الأمن لجميع الأطراف ويراعي طموحات وكبرياء كل الشعوب ولا يعني هذا سوى خيار واحد أي الأرض مقابل السلام وإقرار الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وعلى رأسها حقه في إقامة دولة ذات سيادة وما لم يتم الإقرار بهذه المبادئ فإن الخطر لن يكون هو عدم استكمال مسيرة السلام أو ايقافها عند مرحلتها الراهنة فقط وإنما هو أيضاً هدم ما تحقق منها بالفعل طوال السنين الماضية وهناك دلائل على التأكل الذي أخذ يصيب بالفعل ما تحقق من سلام.
فهل يدرك الإسرائيليين في الوقت المناسب هذا الخطر؟ ذلك هو السؤال الحاسم ومن حسن الحظ ولربما لسوء حظ نتانياهو أن أفكاره السياسية السوداء واضحة ومحددة بلا أي لبس خاصة في كتابة (مكانة بين الأمم) إسرائيل والعالم والذي ينطوي على معتقدات وتوجيهات تهدم عملية السلام العربي الإسرائيلي الراهنة من أساسها وأن أحد الأفكار الأساسية الواردة في هذا الكتاب هي التفرقة بين نوعين من السلام أولهما ما يسميه سلام الديمقراطيات (أي السلام بين الدول الديمقراطية) المعروف بالغرب والذي يتضمن الحدود المفتوحة والتبادل التجاري والسياحي والعلاقات المتبادلة في ميادين العلم والتعليم والثقافة والبيئة وتقليص الدعاية المعادية وغياب الجيوش المتحفزة والاستعدادات العسكرية وقبل كل شيء التأكد المطلق من انعدام أي طموح للصراع المسلح هذا السلام تحميه الكوابح الداخلية والإرادة الشعبية الداخلية السائدة في النظم الديمقراطية.
أما النوع الأخر من السلام الذي يتم مع البلاد اللاديمقراطية فهو (سلام الردع) الذي يقوم على كوابح خارجية للميول العدوانية وهي تقوية الطرف الديمقراطي واضعاف الطرف الديكتاتوري وينطلق نتانياهو من مقدمته تلك ليخلص إلى أن المشكلة الرئيسية في الشرق الأوسط هي أنه فيما عدى إسرائيل للعرب هو فقط سلام الردع وتكون السياسة الإسرائيلية الوحيدة الممكنة هي تقوية إسرائيل واضعاف البلاد العربية وعدم تقديم أية تنازلات على الإطلاق لتلك النظم الديكتاتورية والفكرة الثانية لنتانياهو هي الأمن مقابل السلام وليس الأرض مقابل السلام جوهر هذه الفكرة هو أن السلام الذي حققته إسرائيل لم يمنع من وقوع أعمال إرهابية ضدها ووقوع عشرات الضحايا الإسرائيليين ولذلك فإن المهم ليس هو معاهدات السلام وإنما المهم هو توفير الأمن الإسرائيلي لأنه لا معنى للسلام دون أمن وبناء عليه فإن النتيجة التي يصل إليها نتانياهو هي عدم القبول بقيام دولة فلسطينية في الضفة الغربية وغزة باسم السلام لأن تلك الدولة سوف تكون مصدرة للتهديد أمن إسرائيل. أن أخطر ما سيواجه إسرائيل (نفسها) وذلك من حكم الأقدار حيث سيذوب هذا التمثال الجليدي الليكودي المتطرف يوماً ما لأن ممارسة التطرف باتجاه معاكس لبناء السلام وبصورة غير شرعية لن يكون عاملاً على الاستقرار الإقليمي وإنما لزعزعته وهي سياسة كهذه يكون من الصعب عليها أن تسهم في تجنب تدهور الوضع الأمني الداخلي والإقليمي تلك هي سمات السلوك الإسرائيلي حيث لن يجدي عند وقوع الكارثة أو الزلزال الاختيار بين بدائل ولن يكون إلا حتمية الانهيار بعد فوات الأوان.