facebook twitter Youtube whatsapp Instagram nabd

الملك .. رجل دولة بشهادة عالمية

الملك .. رجل دولة بشهادة عالمية

د. حازم قشوع

القبة نيوز- بصورة مستحقة ومتوقعة منح معهد واشنطن لسياسات الشرق الادنى جائزة رجل الدولة لجلالة الملك عبدالله الثانى لهذا العام، وسيقوم جلالة الملك بتسلم الجائزة في 21 شهر نوفمبر الجاري، ويذكر ان هذه الجائزة كان منحت في السابق الى الرئيس الأميركي بل كلنتون ورئيس وزراء بريطانيا السابق توني بليير وكنداليزا رايس وهنري كسنجر وجورج شولتز.


حيث تمنح هذه الجائزة للقادة الذين استطاعوا ان يعبروا في بلادهم مراحل تاريخية، وكان دورهم بناء في تعزيز مفاهيم السلم الاقليمي والعالمي، وعملوا على ترجمة ذلك من خلال معادلة سياسية عميقة تتكون احداثياتها بين الدراسة التاريخية والتحليل العلمي في تقديم محصلة سياسات جامعة، حيث تعمل على التعامل مع الظرف السياسي المحيط ضمن استراتيجية عمل استدراكية واحترازية، عملت على تجنيب المجتمع والمنطقة من الدخول في منزلقات التطرف والغلو والارهاب ومناخات الفوضى العارمة وهو ما كان بينها كتاب الاوراق الملكية رؤية استراتيجية.

فلقد نجح جلالة الملك وبشهادة عالمية في تجنيب المنطقة ويلات كبيرة و في ابعاد الاردن عن معمعة مناخات الفوضى عندما نجح الملك والاردن في ايجاد استراتيجية عمل تعاملت مع المرحلة التاريخية بكل مقتضياتها وكانت مقرونة ايضا برؤية مستقبلية قادرة على تحويل المنعطف الاقليمي الخطير الى منطلق تشاركي اقليمي قويم، فان النظرية العلمية مهما حملت من علوم معرفية دون وعاء ثقافي يحتضن تنفيذها ستبقى نظرية غير صالحة للتنفيذ، هذا لان الجسم لن يتقبلها وسيقوم برفضها وهذا ما برز في مفردات ما عرف بصفقة القرن.

لقد اظهر جلالة الملك صلابة في التعاطي مع قوى التطرف والغلو عندما حاولوا العبث بمستقرات المنطقة ومناخات السلم الاقليمي فيها، واظهر الاردن مرونة احتواء عندما استطاع حماية الراي الاخر وسقف الحرية في داخل المجتمع الاردني وعمل على الاستجابة للظرف الاقليمي المحيط بمزيد من الاصلاحات السياسية التي طالت التعديلات الدستورية وعملت على اجراء الانتخابات النيابية كانت هى الاولى التى تم اجراؤها في ظل مناخات الربيع العربي وعملت ايضا للمحافظة على المنجزات الوطنية ومؤسسات الدولة ومساحات حرية التعبير فيها، هذا اضافه للدور الانساني الكبير الذى قام به جلالة الملك والاردن نيابة عن المجتمع الاقليمي والدولي.

الامر الذى جعل من روبرت ساتلوف والرئيس شيلى كايس والرئيس جيمس شريبر منح جائزة هذا العام لجلالة الملك عبدالله الثاني لما اظهره من قياده حكيمة ومتفانية في خدمة الانسانية وفق نظرة استشرافية موضوعية وبحثية عميقة كان لها واسع الاثر في طبيعة التعاطي مع مجريات الاحداث الاقليمية وواسع التقدير في تعاطي الدولة الاردنية مع الجوانب الاصلاحية السياسية منها والاقتصادية والتنموية، الامر الذى جعل من جائزة رجل الدولة تكون مستحقة لجلالة الملك عبدالله الثاني والسياسة الاردنية وهو ما يضع المجتمع الدولي امام مسؤولياته في كيفية تعاطيه مع مناخات المنطقة بطريقة تستجيب للظرف المتغير بمزيد من التغيرات وفق ما قدمه الملك والاردن من رؤية في هذا الاتجاه، فهل نحن امام انفراجات تقديرية في المناخات الاقليمية لاسيما وان طبيعة الجائزة تحمل معنى استدارة منفرجة، هذا ما ستجيب عنه الايام القادمة.

تابعوا القبة نيوز على
 
جميع الحقوق محفوظة للقبة نيوز © 2023
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( القبة نيوز )