facebook twitter Youtube whatsapp Instagram nabd

أنقذوا ما تبقى من كرامتنا

أنقذوا ما تبقى من كرامتنا

 الدكتورة باسمة السمعان

القبة نيوز- الهوية العربية في فلسطين مهددة بالانقراض والازالة ، فهل هناك من قد ينقذ من تغطرس ممارسات السلطات الاسرائيلية ومحاكمها.
اقتبس مقدمة مقالي هذا من حديث يسوع مع مجلس يهودي لجمع من علمائهم ، حيث دار حديث حول جرائم الحاكم اليهودي بيلاطس البنطي بحق الجليليين انذاك،
عندما امتزجت دمائهم بدماء ذبائحهم،
" فأجابهم يسوع ما اعتقادكم بهؤلاء هل كانوا خطاة مستحقين كل هذا التنكيل ؟ فان لم تتوبوا أيها اليهود سيكون مصيركم كهؤلاء ..وهل ذنوبكم يا أهل أورشليم اقل من الثمانية عشر الذين قتلوا في سلوام بعد أن سقط البرج عليهم ... فان لم تتوبوا سيكون مصيركم كهؤلاء
راجع " لوقا13 : 3 –1 .
أصدرت المحكمة العليا الإسرائيلية مؤخرا قرارها النهائي في ما يعرف بقضية تسريب عقارات باب الخليل، حيث رفضت بموجبه الاستئناف الذي قدمته بطريركية الروم الأرثوذوكس المقدسية، ضد قرار المحكمة المركزية الذي أقرّ يوم 30/7/2017 بقانونية تلك الصفقات وبحق الشركات الاستيطانية اليهودية فيها.
انها صفقة مشبوهة لطمس معالم القدس التاريخية ، وماهي الا مسألة وقت حتى يغير ويعدل المالك الاستيطاني الجديد ويشوه تلك المعالم.
ولا ابالغ اذا قلت انه من الممكن ان يهدموا الفنادق الثلاثة موضوع الصفقة.. لاقامة ابنية حديثة بلا هوية .
ان الزائر الذي سمحت له الظروف بأن يحظى ويطىء ارض القدس الشريف، ويقف في ساحة عمر، او يتسوق في تلك المتاجر العتيقة اسفل الفنادق يعرف ما اقول جيدا، لان للمكان هناك عبق حقيقي يستنشقه المرء خلسة ؛ خشية من جندي مدجج بالسلاح قد يحبس الانفاس ويسرق الروح.
ومعاناة المقدسيين مستمرة والحديث عنها في حد ذاته ألم ومشقة.
كيف يسهل على من ولد هناك ونشأ وترعرع ان يرى مدينته؛
مدينة السلام منكوبة ومنهوبة، وهويتها العربية مكبلة بسلاسل المحتل الرافض للسلام العادل الشامل، والذي يسمح باقامة عدة شعوب معا مع المحافظة على ارث كل من تلك الشعوب.
من يسير ليلا في شوارع المدينة المقدسة ينتابه شعور مخيف ..
نعم الخوف يسيطر على الناس هناك، في ظل ازمة الثقة بين البندقية والسكين، وبين الحجر والبشر!
هناك معالم القدس القديمة حيث درب الالام وخطوات السيد المسيح وصوت السوط يعلق في جسد الذاكرة.. يصرخ السيد في وجه التاريخ؛
"أُورُشَلِيمُ، يَا أُورُشَلِيمُ! يَا قَاتِلَةَ الأَنْبِيَاءِ وَرَاجِمَةَ الْمُرْسَلِينَ إِلَيْهَا، كَمْ مَرَّةٍ أَرَدْتُ أَنْ أَجْمَعَ أَوْلاَدَكِ كَمَا تَجْمَعُ الدَّجَاجَةُ فِرَاخَهَا تَحْتَ جَنَاحَيْهَا، وَللَمْ تُرِيدُوا!
35 هُوَذَا بَيْتُكُمْ يُتْرَكُ لَكُمْ خَرَابًا! وَالْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ لاَ تَرَوْنَنَنِي حَتَّى يَأْتِيَ وَقْتٌ تَقُولُونَ فِيهِ: مُبَارَكٌ الآتِي بِاسْمِ الرَّبِّ!».لوقا 13 .

تابعوا القبة نيوز على
 
جميع الحقوق محفوظة للقبة نيوز © 2023
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( القبة نيوز )