facebook twitter Youtube whatsapp Instagram nabd

الإعاقة و تامين الحياة بقلم: عبد الله عمر إبراهيم

الإعاقة و تامين الحياة  بقلم: عبد الله عمر إبراهيم
  بقلم: عبد الله عمر إبراهيم تعد القدرات الذاتية للأشخاص ذوي الإعاقة من أهم المرتكزات التي تعين على الاستقلالية و تطوير الذات؛ إلا أن أسلوب التربية في البيئة العربية يحد من استخدام هذه القدرات بشكل كبير, مما يؤدي إلى الخمول و عدم التعامل مع الواقع و التكيف معه بالطريقة التي يراها الأشخاص ذوي الإعاقة مناسبة لهم ذهنيا و جسميا و اجتماعيا و بيئيا, و عند سن البلوغ يبدأ التفكير و البحث و الإقناع بضرورة الزواج لذوي الإعاقة الذكور لغايات التدبير المنزلي و تحميل المسؤولية للطرف الآخر حتى و إن كان الوضع الاقتصادي لهذا الإنسان لا يستطيع به الإنفاق على زوجه كحق من حقوق الزوجية أقره الشرع على الزوج, و الأصل أن تكون الحياة مشتركة بين الزوجين و ليس لطرف على طرف آخر دون النظر إلى النتائج المترتبة على اتخاذ هذا القرار المصيري, و السؤال الآن: هل الزواج بحد ذاته سينهي المشكلة و يتيح الحياة المؤمنة لهذا الإنسان؟؛ للأسف الشديد إن نمط التربية في البيئة العربية تسير نحو هذا الطريق الذي يرى الآباء في ظاهره أن به بلوغ الهدف المنشود و بالذات لذوي الإعاقة الذكور و التي هي في الواقع لا ترمي إلى المستوى الحقيقي لمواجهة التحديات التي تفرضها الحياة؛ و السبب في ذلك هو عدم إتاحة الفرصة الكافية لهؤلاء الأشخاص للمرور في التجارب لاكتساب الخبرة و محاولة ابتكار طريقتهم الخاصة في ظل التحدي القائم مع ارتفاع الجانب العاطفي لدى هؤلاء الأشخاص مما يؤثر بشكل سلبي في قدرتهم على تحمل المسؤولية الكاملة الملقاة على عاتقهم في توجيه و بناء الأسرة, وهنا لا بد من الإشارة إلى أن الأم لا تستطيع أن تلعب دور الرجل في التربية و إن نجحت في هذا الأمر فلا بد من وجود ضعف في شخصية الذكور عند سن البلوغ و في ريعان الشباب؛ لأن الأنوثة لا يمكن أن تمنح الخشونة و الصلابة, بالإضافة إلى ذلك إن عدم التمرس على تحمل أعباء الحياة بشكل عام يؤثر حتى على حياته الشخصية و في اتخاذ قراراته حتى و إن كانت تؤدي إلى قرارات مشروعة؛ أما إذا نظرنا إلى وضع النساء ذوات الإعاقة في المجتمع فإن ما يسمى بتأمين المستقبل فإنه متروك لما يسمى بالحظ أو النصيب كما يقولون, و لو رجعنا إلى نصوص الشريعة الإسلامية لوجدنا أنها كفلت ورعت جميع مصالح المجتمع بلا استثناء و في كل الظروف و الحالات طبقا للقاعدة الفقهية التي تقول "أينما تمت المصلحة فتم شرع الله" و لا ننسى أيضا أن الشريعة الإسلامية تعاملت مع الإنسان على أساس العقل لا على أساس الإعاقة, و يبقى السؤال الأهم: ماذا يفعل هذا الإنسان إذا تعرضت زوجه لطارئ ما حول حياتها  
تابعوا القبة نيوز على
 
جميع الحقوق محفوظة للقبة نيوز © 2023
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( القبة نيوز )
 
تصميم و تطوير