المؤرخ الأردني سليمان الموسى
المؤرخ الأردني سليمان الموسى
صاحب الإصدار الموسوعي
"تاريخ الأردن في القرن العشرين" والعديد من المؤلفات التي تناولت تاريخ
الأردن في أكثر من حقبة زمنية.
وصل عدد الكتب التي أصدرها الموسى الذي حمل لقب مؤرخ
الأردن إلى أزيد من خمسة وأربعين مؤلفاً عدت من بين أبرز الأدبيات التي توثق
لتاريخ الأردن والثورة العربية الكبرى.
ظلَّ الموسى الذي أنجز كتاب (لورنس العرب: وجهة نظر
عربية) على الدوام شعلة من النشاط والحيوية في البحث والتنقيب عن تأريخ الأردن
كوقائع وشخصيات وأمكنة، حيث بيّن في جملة من إصداراته التي أثرت المكتبة الوطنية
والعربية أن الثورة العربية الكبرى كانت ثورة شعب عريق ذي ماض مجيد وإسهام بارز في
الحضارة العالمية، وثورة شعب يطلب الحرية والوحدة والكرامة كي يأخذ مكانه الطبيعي
بين أمم العالم، وأنها الثورة الوحيدة في تاريخ العرب الحديث التي قامت باسم العرب
جميعا وباسم القومية العربية، وحارب في صفوفها مجاهدون من أقطار العرب: الحجاز
واليمن ونجد وسورية والعراق وفلسطين ولبنان والأردن ومن بلدان المغرب العربي.
بدأ الراحل سليمان الموسى حياته العامة حين عمل في إذاعة
عمان العام 1957 منتجا للبرامج الثقافية بعد تأسيسها في جبل الحسين، ثم انتقل إلى
دائرة المطبوعات والنشر ليشرف على مجلة رسالة الأردن، التي كانت تصدر عن تلك
الدائرة، وأثناء عمله فيها ألّف مع منيب الماضي – مدير دائرة المطبوعات آنذاك-
الجزء الأول من كتابه تاريخ الأردن في القرن العشرين (صدر العام 1959)، ثم استقر
في وزارة الثقافة وعمل رئيس تحرير لمجلة أفكار لمدة عام، وبقي في الوزارة حتى
تقاعده العام 1984، بعد ذلك عين مستشاراً ثقافياً لأمين عمان الكبرى عبد الرؤوف
الروابدة حتى العام 1988.
وبعد أن تقاعد تفرغ للكتابة، وأصدر الجزء الثاني من
تاريخ الأردن في القرن العشرين عام 1997 محققا بذلك تاريخ الأردن طيلة القرن
العشرين.
وخلال هذه السنوات حصل على جائزة الدولة التقديرية على
مجمل أعماله، وجائزة عبد الله بن الحسين لبحوث الحضارة الإسلامية عن كتابه (إمارة
شرقي الأردن: نشأتها وتطورها في ربع قرن 1921-1964) بالإضافة إلى عدد من الأوسمة
الملكية.
وأطلقت أمانة عمان الكبرى على مكتبتها في مركز الحسين
الثقافي، اسم "مكتبة سليمان الموسى المتخصصة بتاريخ الأردن"، والتي تضم
حوالي ثلاثة آلاف كتاب عن الأردن. كما أطلقت الأمانة ومدينة مادبا وقرية الرفيد
وقرية كفرسوم اسم الراحل على أحد الشوارع فيها تكريما لجهود مؤرخ الأردن. وكذلك
فعلت وزارة التربية والتعليم التي أطلقت اسم الراحل على إحدى مدارسها.
كان سليمان الموسى مثالا يحتذي في أمانة المعرفة العلمية
وتدقيقها وهو واحد من رجالات التأريخ والبحث والتنقيب المرموقين ليس في الأردن
وإنما في المنطقة والعالم، حيث عرف عنه الجدية والصبر في السعي عن المعلومة
وتوثقيها، ونستذكر سيرته العطرة النبيلة ومنجزات جهوده القيمة وندرك بأن الوطن
والأمة هي أحوج ما تكون إلى رجال أوفياء مخلصين أمثاله.
(الرأي)