facebook twitter Youtube whatsapp Instagram nabd

إبراهيم هاشم

إبراهيم هاشم
القبة نيوز -

 

إبراهيم هاشم

يعد إبراهيم هاشم من الشخصيات الأردنية التي كان لها دور بارز في صنع الأحداث الهامة في تاريخ الاردن المعاصر أو تلك التي تركت بصمات واضحة في شتى ميادين العمل السياسي الاردني وقد عرف عن إبراهيم هاشم مواقفه الوطنية والقومية ، وهو من شخصيات الرعيل الاول الذين ساهموا في نشأة الدولة الاردنية في عهد الإمارة.

وهو إبراهيم بن هاشم بن عبد الوهاب من عائلة هاشم من مواليد مدينة نابلس عام 1886 درس الإعدادية في نابلس بعدها أنتقل إلى اسطنبول عام 1904 ودرس الحقوق وتخرج من مدرسة الحقوق عام 1906 مارس المحاماة في الفترات التي كان بعيداً بها عن المناصب السياسية.

وقد وصف الدكتور محمد الدمنهوري شخصية إبراهيم هاشم قائلاً: شخصية هادئة حازمة إلى حد ما ومن الناحية الاجتماعية كانت علاقاته الاجتماعية محدودة وكانت شخصيته قوية قي أحقاق الحق أنه كان يردد مقولة لا خير في حق لا تدعمه قوة والساكت عن حقه محروم بداياته كانت في ثلاثة مراحل بدايات العمل السياسي ثم في عهد الحكم الفيصلي في دمشق ثم في بداية تأسيس الإمارة الاردنية.

أما عن فترة الحكم الفيصلي فقد أضاف الدكتور الدمنهوري: هو حقوقي متمرس سياسي صاحب خبرة اقتصادية قبل العهد الفيصلي عمل مساعد مدعي عام في بيروت والشام ثم عمل قاضياً في نابلس وكان ضابط احتياط في الجيش العثماني عام 1914 أبان الحرب العالمية الأولى شارك مع غيره من الضباط العرب في الجيش العثماني للإعداد للثورة العربية الكبرى ، لذلك لعدم انتباه الاتراك أنه هناك عدد من الضباط العرب يشاركون لإعداد الثورة العربية الكبرى هرب من دمشق للإختفاء عن السلطة العثمانية واستقر في جبل الدروز مع رفيقه المرحوم توفيق البصار وظل مختفيا حتى انتهاء الحرب أما صاحبه البصار فقد ألقي القبض عليه وأعدمه جمال باشا السفاح عام 1916 في فترة الحكم الفيصلي عام 1918 عُين مدعي عام لمحكمة الاستئناف وفي عام 1920 أصبح رئيسا لمحكمة الاستئناف ثم استاذ القانون الجزائي في كلية الحقوق في الجامعة السورية.

ولو تناولنا التدرج الوظيفي في حياة المرحوم إبراهيم هاشم تحدث الدكتور الدمنهوري قائلاً: بداية عمله في المجال السياسي اعتقد أنه عندما شكل علي رضا الركابي الحكومة الاردنية عام 1922 استدعى من دمشق إبراهيم هاشم والشيخ سعيد الكرمي وتم تعيين إبراهيم هاشم مستشاراً للعدلية وفي سنة 1926 اصبح رئيساً لمجلس الشورى ، وقد تقلد إبراهيم هاشم عدة مناصب وزارية في الفترة من 1922 - 1929 ثم 1956 اختلف مع المرحوم الركابي لأنه كان يرى أن قرارات الركابي لا تصاغ صياغة قانونية بسبب الخلفية القانونية التي يتمتع بها إبراهيم باشا.

في عام 1920 اسندت له رئاسة لجنة التحقيق مع المتهمين بإنتسابهم إلى جمعية كانت تهدد رجالات الحكم وهي جمعية الكف الاسود ، توجهه الإسلامي ظهر بصورة واضحة فهو كان من المشاركين في مؤتمر فيتنام الذي عقد في عام 1931 في القدس وكان هذا المؤتمر للباحث في أمور المسلمين وحماية الأماكن المقدسة من التدخل الاجنبي عام 1948 هذا العمل السياسي لم يبعد إبراهيم هاشم عن المجال الاقتصادي في الفترات التي لم يكن فيها منصب حكومي عمل مديرا لفرع بنك الامة في عمان سنة 1945 وسنة 1947 قد تكون هذه الخبرات السياسية والاقتصادية والقانون خلقت منه شخصية قيادية مؤهلة لان يصبح شخصية سياسية مخضرمة ساهم في إعداد قانون المجلس النيابي.

وحول هذا الموضوع فقد أضاف الدكتور حسين الخزاعي قائلاً: عمل مع ثلاثة رؤساء للوزارات وكانوا يختلفون بطبيعة عملهم وبطبيعة إدارتهم للحياة كل واحد كان له فلسفة مميزة وخاصة فلسفة علي رضا الركابي كانت نختلف عن مظهر الصيام وعن حسن خالد أبوالهدى إلا أنه استطاع خلال فترة إحدى عشرة سنة مع ثلاثة رؤساء للوزارات استطاع أن يمتص منهم التجربة الإدارية الجيدة وأن يفهم طبيعة كيفية بناء الدولة الاردنية خطوة خطوة ، وخاصة أن المرحلة التي خدم فيها إبراهيم هاشم لم تكن مرحلة تأسيس فقط وإنما مرحلة لإيصال إلى مرحلة التأسيس في الاردن والواقع أن إنجازات إبراهيم هاشم تسجل له لأن إنجازاته كانت في فترة عصيبة بالنسبة لتأسيس الدولة الاردنية ، الوطن العربي كان تحت الاحتلال التركي فقد ساهم في إعداد قانون المجلس النيابي عام 1923 وساهم في صياغة الدستور الاردني عام 1947 وعندما شاءت إرداة الشعبين بتوحيد الضفتين تحت ظل القيادة الهاشمية ترأس لجنة توحيد القوانين بين الضفتين دستور 1947 كان يقتضى إلى حد ما أن الحكومة ليست مسؤولة أمام مجلس النواب وعندما جاء الملك طلال شارك في دستور 1952 مع سمير الرفاعي ، وفلاح المدادحة ، وأحمد الطراونة ، وعبد الله غوشة ، وأنور نسيبة ، وروحي عبد الهادي وحكومته الاولى استمرت خمس سنوات وهذا يدل على أن هناك استقرار سياسي ويسجل لإبراهيم هاشم في مرحلة بدايات تكوين الدولة أنه كان حريصا وكان ناجحا في استقرار الأمن والنظام.

وإذا ما تحدثنا عن طبيعة وزارات إبراهيم هاشم فقد وصفها الدكتور حسين الخزاعي قائلاً: إبراهيم هاشم هو أول رئيس وزراء فلسطيني يتسلم في الأردن ، والمادة الأولى في الدستور الاردني أن المملكة الاردنية الهاشمية دولة عربية وثانيا أن الشعب الاردني جزء من الامة العربية وتقسيمات الحكومة في المملكة الاردنية 13 وزير اردني 12و أردني من أصل سوري و8 سوري و5 من أصل حجازي و1 أردني من أصل لبناني هذا يؤكد دستورية المملكة الاردنية الهاشمية أنها دولة عربية وهذا يؤكد بمدى الإلتفاق والمحبة والوحدة الإندماجية والمحطة الاخرى المهمة هي حكومة إبراهيم هاشم الثانية التي بدأت في 19 أيار وهذه الحكومة من مميزاتها أن المملكة الاردنية الهاشمية شهدت فيها نقلتين النقلة الأولى أنها انتقلت من عهد الإنتداب إلى مرحلة الاستقلال والشىء الثاني من مرحلة عهد الإمارة إلى مرحلة تشكيل المملكة الاردنية الهاشمية ووضع دستور للبلاد.

والحكومة الثالثة لم تستمر سوى 17 يوم كان هناك خطأ تشريعي وتراجعت الحكومة عن هذا الخطأ ، والحكومة الرابعة تعتبر من الحكومات المهمة ومن المراحل المهمة في تاريخ الدولة الاردنية خاصة أن هذه الحكومة اشرفت على انتخابات وهذه الإنتخابات شارك فيها ستة أحزاب مرة واحدة حيث كانت المشاركة فعّالة من الأحزاب ونجح فيها 30 حزبا 10و مستقلين.

وهذا لأول مرة تحدث في عهد الحكومات الاردنية أن هذه الأحزاب تجتمع مرة واحدة ، القضية المهمة في الحكومة الرابعة أنه حصل فيها حدث مهم جدا قبلها بفترة قصيرة بأن جلالة الملك الحسين اتخذ قرارا حكيما جدا بأنه تم تعريب الجيش الاردني ، وهذا كان مخالفاً للتوصيات البريطانية وبعد ذلك تم فصل الشرطة والدرك عن الجيش وبعدها استقال وشكل سليمان النابلسي الحكومة الحزبية.

وقد كان هناك علاقة مميزة ما بين إبراهيم هاشم والقيادة الهاشمية وذلك من خلال ثقة الملك المؤسس بإبراهيم هاشم وثقة المرحوم الملك حسين لإبراهيم هاشم فقد كان لا يساوم على المصلحة الوطنية والقيادة كانت تحب إبراهيم هاشم لم يكن يوماً من المعارضة لأنه يؤمن بهذا النظام.

أما عن نظرة إبراهيم هاشم للقضية الفلسطينية فقد تحدث الدكتور محمد الدمنهوري: حكومته الاولى تزامنت مع الثورة الفلسطينية وأنا ألاحظ علاقته من خلال موقفه من لجنة "بل" التي أدت إلى قرار التقسيم وكان إبراهيم هاشم رئيساً للوزراء في الحكومة الاردنية ورفض هذا القرار وأصدر بياناً جريئاً بأنه يرفض هذا القرار وأرسل إلى أمين عام الجنة العليا الشيخ أمين الحسيني أن الاردن حكومة وشعباً يرفضون هذا القرار وكان من قبله الملك المؤسس رافضاً لهذا القرار ، وله مشاركة في بناء إمارة شرق الاردن من خلال اشتراكه في كثير من الوزارات وعرف عنه ولائه المطلق لنظام الحكم الاردني وكان يضع مصلحة الوطن قبل كل شىء وكان يتصف بالحزم في القرارات التي يتخذها حرصاً على دعم النضال العربي.

ان إبراهيم هاشم نموذج من الرعيل الاول الذي لم يكن يرى أمام عينيه إلا أن ينتصر الوطن ، ووصف الدكتور حسين الخزاعي دولة إبراهيم هاشم أنه رجل ثقة كان الملك يعتمد عليه فبعد كل أزمة كان الملك يحفز إبراهيم باشا.

هكذا كان إبراهيم هاشم من مؤسسي الدولة الاردنية عرف عنه ولاؤه المطلق للعرش الهاشمي وهو صاحب دور متميز في السياسة الاردنية سواء أكان عضوا في المجلس التنفيذي أو رئيساً للمجلس التشريعي أو رئيساً للوزراء.

الدستور - د. محمد العناقرة


تابعوا القبة نيوز على
 
جميع الحقوق محفوظة للقبة نيوز © 2023
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( القبة نيوز )