facebook twitter Youtube whatsapp Instagram nabd

متى تعلن أرديرن إسلامها ؟!

متى تعلن أرديرن إسلامها ؟!

ابراهيم عبدالمجيد القيسي

القبة نيوز-رغم إغداقها الدمع والأسى على ضحايا اعتداء كرايس تشيرش، لم تنضب بعد دموع رئيسة وزراء نيوزلندا «جاسيندا أرديرن»، ومهما كان عدد ضحايا الهجوم الارهابي على المسجدين قبل مساء أمس الأول الجمعة، فقد ازداد العدد أردنية أخرى، ماتت كمدا على ابنها الذي استشهد في المسجد مع الخمسين الآخرين، من النساء والأطفال والرجال، المؤمنين المتعبدين..الذين صعدوا بسرعة الى السماء، و»فازوا» بالشهادة في سبيل الله..

رئيسة وزراء نيوزلندا جعلتني أنسى تلك المعلومة الوحيدة القديمة عن بلدها، وهي «الكتف النيوزلندي»، فهذا فقط ما كنت أعرفه عن تلك البلاد قبل الحادثة الارهابية البشعة، لكنني اليوم عرفت أن هذه البلاد تحترم نفسها، وفيها «كتف حنون» آخر، هو كتف لرئيسة وزراء هي الأصغر سنا مقارنة بمن تبوأ هذا المكان بين أقرانها السابقين، وهي اليوم جعلت نيوزلندا أكبر، الى الدرجة التي جعلتني شخصيا أعلم عن وجودها، فالجريمة الارهابية البشعة التي حدثت، كانت أيضا تستهدف هذه البلاد التي تحتل مكانة متقدمة جدا في احترامها لحقوق الانسان واحترام حريات الأقليات وغيرهم، وكان بإمكان الإرهابي أن ينفذ جريمته في مساجد استرالية، لكنه نفذ مخططا خبيثا أستبعد أن يكون من بنات أفكاره وتخطيطه وحده، بل هو مخطط أكبر يستهدف تلك البلاد من خلال قتل المسلمين المتعبدين في المسجد بتلك الطريقة الجبانة البشعة، ليثيروا ردود أفعال انتقامية لدى الارهابيين الذين يركبون موجات الكراهية ليزيدوها هيجانا وتدميرا.
في مراسم تشييع الشهداء الضحايا، لم تقل ارديرن «كفى بالموت واعظا يا عمر»، بل استشهدت بحديث نبوي آخر؛ فقالت للناس إن محمدا صلى الله عليه وسلم قال: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم، كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو، تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى»..هل أخبركم عن شعور انتابني حين شاهدت أرديرن تتحدث ؟..تعاطفت من جديد مع المؤمنين، فالسيدة تمكنت من إقناعي بأن أتعاطف، لأنها حثت مشاعري لتتدفق إنسانية من جديد تجاه ضحايا يشبهونني في كل شيء، وبعضهم من مواطني بلدي، تمنيت لو كانت تربطني علاقة بنيوزلندا، إلى حدّ دعوتي للمشاركة في تشييع الشهداء ضحايا الحادث الارهابي، وأبكيلي شويّة..نحن بحاجة أن نبكي على أشياء كثيرة، جفت من حياتنا كما جفّ الدمع والمشاعر..والمنطق و»غيرو وغيراتو»، فالجرائم بحق المؤمنين تحدث في منطقتنا كل يوم، وبواسطة دول غربية ديمقراطية جدا.
يقولون بأن آخر جريمة قتل جماعي حدثت في نيوزلندا كانت عام 1992، ارتكبها «مجنون» وبلغ عدد ضحاياها 13 ، كما يقولون بأن سكان نيوزلندا 5 ملايين نسمة، ومعدل جرائم القتل فيها 50 جريمة سنويا، وثمة العديد من الإحصائيات تثبت تراجع الجريمة في البلاد، التي تشبه بعض البلدان الاسنكندنافية من حيث احترام حقوق الانسان وارتفاع سقف الحريات، حتى إن شرطتها لا يحملون أسلحة.. ولم يخبرني أحد شيئا عن قناعة رئيسة وزراء نيوزلندا أو دولتها بأن عليهم واجبا أخلاقيا آخر، يتطلب منهم تحديد إن كانوا قد قصروا في حماية بلادهم من الهجمات الارهابية، أو إن كان بمقدورهم منع تلك الجريمة البشعة، وتجنيب بلادهم مآلات واحتمالات الاتجار فيها من قبل مؤسسات الارهاب الدولية، التي عملت على زرع الارهاب في دول كثيرة لتدميرها ذاتيا.
نيوزيلندا في عين العاصفة، وهذا هو هدف العملية الارهابية ضد المسلمين في المسجدين، وعلى الرغم من غزارة دموع أرديرن وصدقها، إلا أن المطلوب من نيوزلندا لم يتحقق بعد، وأرجو أن لا يتم إقحامها عنوة في نادي الابتزاز الدولي، الذي دخلته جارتها قبل سنوات، أعني تلك التي قدمت لها ارهابي المسجدين ومزيدا من دعم للحركات اليمينية المتطرفة التي تحض على قتل المسلمين والعرب.الدستور

تابعوا القبة نيوز على
 
جميع الحقوق محفوظة للقبة نيوز © 2023
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( القبة نيوز )