أحداث نيوزيلاندا
رلى السماعین
القبة نيوز- نكررھا دائماً أن الارھاب لا دین ولا حدود لھ ، إلا أنھ اتّضح مؤخرا ً أن لھ
سیاسة وأھدافا، معاكسة لكل ما ھو إنساني وأخلاقي، وھو یھدف إلى بث شعور
الخوف والحزن من خلال شل المنطق والتفكیر السلیم القائم على العقلانیة
والھدوء ،من أجل تسھیل زرع بذور الخصومات والتفرقة،وإشاعة الفوضى في
المجتمع أي مجتمع .
ما حصل في نیوزیلاندا یوم الجمعة الماضي ضد مصلین مسلمین كانوا یؤدون
فریضة الجمعة في المساجد ،أمر مرفوض من المنطلق الانساني والدیني،
فالأدیان تحث على الوئام والاحترام وما أنزلھا الله إلا للم شمل العائلة الإنسانیة
على مائدة الإستقامة والمحبة والمودة ، وعكس ذلك فھو فعل جبان یصدر عن
جبناء إستھدفوا مواطنین عادیین مجردین من وسائل الدفاع عن النفس ..
رأیت في الساعات الماضیة بأنھ من الوضاعة والبساطة أن نسمح للبعض
باستغلال اللحظات المؤلمة وتحویلھا إلى فرصة لبث الشقاق والفتنة،والمطلوب
منا جمیعا التقارب والحوار الھادف البناء ،حتى وإن طال امد الحوار ،فذلك أحب
محبة، إلى الله من التسبب في إنزال قطرة دم واحدة ،من أي كان فكلنا عبید الله والله
ما قیمة منطق العقل إذا أعطینا المساحة العظمى للمشاعر،وسمحنا لھا بالتحكم
فینا خاصة في اوقات الأزمات التي تخلط الألوان وتحجب النظرة العقلانیة
،وتشیع فكرة الثأر وھكذا دوالیك ،نخالف دعوة الله لنا ،ونتحول من عمّار للأرض
إلى مخربین لھا.
ما نحتاجھ الآن ھو إبراز صوت الحق والمنطق والعقلانیة، وبنفس الوقت نحتاج
أحیاناً إلى لحظات صمت وتأمل وھدوء كي نتجاوز اللحظة المدمرة، ونعطي
من التمزق والانعزالیة ،أنفسنا وقتا حتى نستوعب ما حدث ونتحاور بدلا من أن نتخاصم لنحصن مجتمعنا من التمزق الانعزالية .
الدور الكبیر الآن على الاعلام في نقل الخبر بحیادیة وتجرد وبذكاء، لأن السلاح
الحقیقي ھو بین أیدینا كصحافیین وإعلامیین، في نشر ثقافة الاحترام وقبول الآخر
والتركیز على القیم الانسانیة الجامعة، مؤكدین بأننا جمیعا نئن ونتألم من ھكذا
شھداء أحداث نیوزیلاندا والعزاء لعائلاتھم وأحبتھم . أحداث ،فالإنسانیة لا تمیز بین دین أو عرق أو لون أو جنس... رحمة الله على
*صحافیة مختصة في شؤون الحوار بین أتباع الادیان في الاردن والشرق
الاوسط ومؤلفة كتاب "حصن السلام؛ التجربة الاردنیة في الحوارات بین أتباع
الادیان ونموذج العیش المشترك"