المرأة البدوية بين استراتيجيات التمكين والواقع...
جميلة أبو نوير
القبة نيوز-في الوقت الذي تسعى المنظمات والمؤسسات العالمية والمحلية للنهوض بواقع المرأة الأردنية وتمكينها في كافة المجالات والجوانب المختلفة مازالت الصورة التقليدية للمرأة البدوية تتصدر المشهد.
لاسيما أن هناك هيمنة واضحة للموروث الفكري والإجتماعي والثقافي على واقع المرأة البدوية ، لكن لايمكننا انكار التغير الذي طرأ على واقع المرأة البدوية في السنوات الأخيرة وإن كان نسبيا ومتفاوتا .
فالمرأة البدوية منذ الأزل كانت تحتل مكانة واضحة ومهمة في التاريخ ،وكانت تحظى بالإهتمام وتشارك الرجل في اتخاذ القرارات وكانت مصدرا للفخر والإعتزاز والدليل على ذلك تفاخر البدوي بأخته وقوله وانا اخو فلانة .
ان وجود المرأة البدوية في مجتمع ذكوري محافظ ومرتبط بالعادات والتقاليد ارتباطا وثيقا ، مقارنة بالمجتمعات الأخرى جعل المرأة تلتزم بنمطية معينة في الأدوار يمكن وصفها بالمتواضعة فمعظم النساء البدويات لايحظين بماحظيت به المرأة الأردنية في المدن .
وفي ظل منادات المنظمات العالمية والمحلية بضرورة تمكين المرأة الأردنية في الوقت الحاضر في مختلف المناطق نجد أن نصيب المرأة البدوية بات متواضعا جدا ، قد يعتمد على الصدفة أو العمل تحت مظلة مؤسسية مجتمعية تهتم بشؤون المرأة .
فالعامل الجغرافي له دور مهم جدا في حصول المرأة البدوية على حقوقها وتمكينها نظرا لتباعد مناطق البادية الأردنية وأن بعضها مهمش بالأصل من خطط التنمية والتطوير والاهتمام بالقطاع النسائي قد يكون معدوما.
فلم تصل خطط التنمية والتمكين لهن بالرغم من أن اغلب النساء البدويات حصلن على حقهن في التعليم والعمل لكنهن يجهلن بحقوقهن وتمكينهن اقتصاديا وسياسيا
لعدم وجود مؤسسة رسمية تتولى عملية التمكين والتوعية
تصل إليهن وتحاورهن .
كما ان غياب العنصر الإعلامي لعب دورا مهما في اقصاء المرأة البدوية عن الساحة وأقصد بذلك عدم تسليط الأضواء على انجازاتها التي ساهمت في اثبات ذاتها وحققت قصص نجاح في باديتها او قريتها بل تم الإكتفاء بالنخبة أو دمج المرأة البدوية تحت مسمى المرأة بشكل عام .
إن شيوع النمطية في دعم المرأة البدوية قد يشكل عائقا لها في عملية التمكين السياسي فنحن هنا نركز على عملية التمكين الإقتصادي للمرأة البدوية من خلال توفير فرص العمل التقليدية من حرف يدوية وغيرها دون ان يكون هناك توازن في جانب التمكين السياسي ونشر ثقافة الوعي بحقوقهن ومشاركتهن السياسية او اتاحة الفرصة لها في تولي مناصب قيادية .
فتبقى المرأة البدوية حبيسة للعادات والتقاليد التي تقدم العنصر الذكوري في المشاركة السياسية فيبقى هو الفيصل هنا رغم معرفته بحقوق المرأة لكنه يبقى متحفظا على هذا الجانب مقارنة بتقبله لمشاركة المرأة لجانب التمكين الاقتصادي نظرا للظروف المعيشية التي تقتضي التشاركية بينهما .
فمن هنا لابد من الوصول للمرأة البدوية في البوادي والأرياف وتحقيق الرؤى والأهداف المنشودة التي من شأنها ان تمكنها سياسيا وترفع مستوى الوعي لديها بحقوقها وضرورة مشاركتها في صنع القرار انسجاما مع رؤية سيدنا جلالة الملك عبدالله الثاني اتجاه المرأة الأردنية وهو ما نأمله الآن من المنظمات التي تهتم بشؤون المرأة في وطننا الغالي في غمرة احتفالنا بيوم المرأة العالمي .