facebook twitter Youtube whatsapp Instagram nabd

للغيوم الكثيفة سحر لا يقاوم

للغيوم الكثيفة سحر لا يقاوم

لارا مصطفى صالح 

القبة نيوز-للغيوم الكثيفة سحر لا يقاوم، يمتزج بالدهشة والخوف أحيانا، تحاول أن تعرف إن كان النور الخافت الذي يرمقك بلا هوادة والمتواري خلفها خجلِا، هو نور الشمس أم القمر؟

الكرة الأرضية التي تحملك وتحمل ٧،٦ مليار ساكنا غيرك، تحوم بك مخلفة الشمس في الغرب، ويأتي الظلام، ثم الصباح ويمضي الوقت كما يمضي مع كل السكان.

تشير الساعة الآن إلى الثالثة بعد منتصف الليل بتوقيت دبي، لكنني مضطرة أن أؤخرها ساعتين حتى أقول (لو أنني في عمّان الآن)!

الحياة تتجه إلى المجهول بلا جدوى على ذات الوتيرة المضجرة، أتقمص ابتسامتي، وابتلع رغبة في البكاء كما ابتلع الطعام، لا نكهة لطعام هنا بالمناسبة. وغالبية البشر مثل غالبية النواب والمسؤولين، يقولون غير ما يفعلون، عدا ذلك فهم يستخدمون لغة أخرى غير لغتهم الأصلية في خطاباتهم النارية. لكن محض ثرثرات غير محسوبة لكائنات ذوات ألسنة بشعبة مثل أفاعي الكوبرا ، لا يمكننا الأخذ بها، لأنها بكل بساطة تقوض استقرارنا النفسي، ليس لأنه مثاليا إنما لأنه لم يصب بالعطب بعد.

ثلاثة أقوال أثيرة من أقوال صاحب "الغريب" ألبير كامو أتذكرها الآن أما الأولى ويقول فيها كامو: (الانسحاب من حياة بعض الأشخاص، لا يعني الاستسلام، بل غالبا يعني أنك صمدت طويلا من أجل شيء لا يستحق). وأما الثانية فيقول فيها ( في الوقت الحالي أرغب في النوم فقط، والبقاء صامتا قدر المستطاع، أشعر بالقرف من الجنس البشري). والثالثة وأشعر معها برغبة شديدة بالصراخ ملء الكون (أصرخُ قائلًا: إنّني لا أؤمن بشيء وأنَّ كل شيء عبث).

أتفقد ليث وتاليّا وهما نائمان، ما الذي سيحل بهما في المستقبل؟ ولمَ يسمح الله بكل هذا الظلام؟ ظلام، أخشى أن يحملا وزره، وأخشى أن أصاب بالعمى!

أبحث عن لحن يوقظ روحي، وكلمة تدمع في عشق صورة أو مكان أو حتى حلم. أقلب في محطات التلفزيون لتقع يدي على مسرحية "كاسك يا وطن". انداحت في بدني قشعريرة عندما سمعت دريد لحام يغني "بكتب اسمك يا بلادي"، وابتلت عيناي...لا أدري لماذا ابتلّتا!

تابعوا القبة نيوز على
 
جميع الحقوق محفوظة للقبة نيوز © 2023
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( القبة نيوز )