facebook twitter Youtube whatsapp Instagram nabd

الهند وإسرائيل: شريكتان في القمع

الهند وإسرائيل: شريكتان في القمع

القبة نيوز - أشار مسؤولون في الهند وباكستان خلال الأيام القليلة الماضية، إلى انخفاض حدّة التوتر بين البلدين الخصمين، وسط مسائل غير محلولة قد تؤدي إلى تصاعُد التوتّر مرّة أخرى، وتقع كشمير وسط صراع البلدين.


وكتب الصحافي أزاد عيسى في موقع "ميدل إيست آي" الإخباري التحليلي، مقالا حول انتهاكات الهند في الجزء الذي تُسيطر عليه من كشمير، مُشبِّهًا فعلَها بما تفعله قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة المُحاصر.

ووصف عيسى مشهد إحدى أحياء عاصمة كشمير المُسيطر عليها من الهند، سترينغار، قائلا إن أبناء المدينة كتبوا على الجدران شعارات مثل؛ "عاشت فلسطين" و"الحرية لغزة" و"الحرية لكشمير".

وقال عيسى إنه "بالنسبة للكثير من المسلمين حول العالم، تحتل فلسطين مكانة خاصة في وعيهم السياسي. فرغم كل شيء (يحدث فيها)، يُعد المسجد الأقصى من أهم المواقع في الإسلام. أما من هم على اليسار، سواء كانوا من الراديكاليين المعاصرين أو الماركسيين المُلتحين باللون الرمادي، فقد أيدوا القضية الفلسطينية أيضا ضد الإمبريالية الصهيونية المتعصبة الاستيطانية والاستعمارية، والتطهير العرقي، والتهجير، وتعطشها للحرب.

وقارن عيسى بين ردود الأفعال العالمية تجاه الجرائم الإسرائيلية بحق الفلسطينيين، وبين رد فعل الأكثرية المُسلمة من سكان كشمير التابعة للهند تجاهها، والذي اعتبره ردا قويا بشكل خاص لأن الموضوع بالنسبة لهؤلاء هو بمثابة قضية تخصهم، إذ إنها "تذكرهم" بمعاناتهم الشخصية.

وذكر عيسى أن الكشميريين هم من بين الأوائل الذين انطلقوا بمظاهرات حاملين لافتات متضامنة مع الشعب الفلسطيني، إذ أنهم لا يرون فرقا بين المسيطرين على بلادهم وبين جنود الاحتلال الإسرائيلي، ويقومون برمي الحجارة على القوات الهندية، برغم أن القوات ذاتها تُزيل الشعارات الداعية لاستقلال كشمير وتستثني الشعارات المماثلة التي تخص فلسطين، ظنا منها أنه لا علاقة للشعارات المناصرة لفلسطين، بالشعارات المناصرة لكشمير.

وأشار أيضا، إلى أنه خلال الحملة العسكرية الأخيرة التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد غزة المحاصرة منذ عام 2014، تظاهر آلاف الكشميريين بالشوارع ضد القصف الإسرائيلي، وفي إحدى هذه المظاهرات، أطلقت القوات الهندية النيران الحية على المتظاهرين، وقُتل بسببها طفل بعمر 13 عاما.

لمحة تاريخية

يُطالب الكشميريون بحريتهم من الهند منذ عقود، أو على الأقل بمنحهم حق تقرير المصير الذي أقر به مجلس الأمن الدولي عام 1948، بعد أن سيطرت الهند وباكستان، عام 1947، على كشمير بالكامل، لتجزئها إلى قسمين. ودخلت الدولتان في ثلاثة حروب بسبب النزاع على المنطقة منذ ذلك الحين.

وانطلقت عام 1988، مقاومة مسلحة ضد الهند، وأشار عيسى إلى أنه منذ تلك الفترة، قُتل أكثر من 70 ألف شخص، واختُطف الآلاف وسط حملات الإخفاء القسري، كما لا يزال العديد منهم في عداد "المفقودين"، مضيفا أن اليوم، مع وجود حوالي 700 ألف جندي وسط تعداد سكاني يبلغ 14 مليون نسمة، تُعتبر كشمير أكثر المناطق عسكرة على وجه الأرض.

وشدد عيسى على أن المجتمع الكشميري بأكمله يعاني من الانتهاكات الممنهجة عن طريق حواجز التفتيش وقوافل الجيش، التي ترهبهم دون أن يتعرض الجنود إلى العقاب بموجب قوانين فضفاضة وعنصرية، تسمح لهم باعتقال الأطفال الصغار واحتجازهم لأجل غير مسمى دون أي تهمة. مضيفا أن ذلك "لا يختلف عن سياسة الاعتقال الإداري الإسرائيلية، التي احتجزت آلاف الفلسطينيين".


تابعوا القبة نيوز على
 
جميع الحقوق محفوظة للقبة نيوز © 2023
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( القبة نيوز )