facebook twitter Youtube whatsapp Instagram nabd

الملك، لندن، وأنا

الملك، لندن، وأنا

القبة نيوز- كتب: د.سلطان إبراهيم العطين– لندن


إلى لندنْ الضباب والمطر..كانَ سيأتي وحيداً وفي قلبِه نبضُ 7 ملايين أردني، حاملاً همومَ شعبه وآمالِهم، محارباً إحباطاتِ سنين، حامياً على بلده من دائرةِ النارِ المحيطة التي تأكلُ بلداً تلو الآخر..وتريدُ منّي أن لا أناديه بقلبي قبلَ صوتي! تريدُ منّي أن لا أحمِلَ علمي، وأنا الذي أرى فيهِ أهلي وأرضي، أرى فيه السماء التي رأيتُه يرفرف عالياً فيها مُذ كنتُ طفلاً ينشدُ في صباحاتِه النديّة "عاش المليك، سامياً مقامه، خافقاتٍ في المعالي أعلامه"، ذات السماء التي أشحتُ ناظري عنها في طائرةِ الرحيل كي لا أذرفَ دمعَ الفراق.
أيّا لائمي، قُلْ وخمّن، أسهِبْ وجرّح، اقذِفْ وألّف...فواللهِ لو تجسّدَتْ محبّتي للوطن أمام عينيك لاستمرّيت في النقد، ليس لشيءٍ إلاّ لأنّك فاقدٌ لهذه الأحاسيس فكيف لك أن تفهمَها، فاقدٌ للتقدير، فأنتَ لا تملكُ ما تستحقّ عليه الثناء، فكيف سيطيبُ لكَ أن تعترفَ بفضلِ مَن يسعى للوطن ليحمي الوطن ويُعلي شأنَه.
أرجوك، رغم أنّك لستَ موضعَ رجاء، فأنتَ بالضعفِ الذي يجعلُكَ لا تملكُ مِن أمركَ شيئا، لكنْ سأحترمكَ قليلاً علّ احترامك رغمَ دناءتِكَ يجذبُكَ لِتفهَم، أرجوك..لا تقُلْ لي "كنتَ معارضاً"، فأنا لم أكن يوماً معارضاً، أنا مُذ أذّنَ والدي في أذني وطنيٌّ، وطنيٌ وطنيٌ. وحينَ أشيرُ إلى ما يَضيقُ به صدري في بلدي مِن ضعفِ الحكوماتِ المتعاقبة، فأنا كمَنْ يُحزنه هدمَ بيتِه أمامَ عينيه.
الوطنُ بلدٌ وشعبٌ وقائد، كلٌّ لا يتجزّأ هوَ وطني، إنْ أردتَ أنتَ فُتاتَ وطنْ فهذا شأنُك، لكَ حينَها أنْ لا ترى ملكاً وقائد، ولكَ حينَها أنْ تبتعدَ بنفسكَ إلى جُزُرِ الواق واق..حيثُ لا قائدَ ولا شعب، لا حاكم ولا محكوم، ولا وطن.
كلمةٌ أخيرة يا هذا، أكلّما عجزتَ عنِ الوصولِ إلى مبتغىً تدّعي أنّ غيرك باعَ واشترى! اخرُج مِن سوقِ النخاسةِ الذي دفنتَ فشلكَ فيه
تابعوا القبة نيوز على
 
جميع الحقوق محفوظة للقبة نيوز © 2023
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( القبة نيوز )